القبة نيوز خالفت الحكومة نفسها وتناقضت مع تصريحاتها ووعودها  حين  اعلنت بدون خجل انها بصدد صرف سيارات مرسيدس 2018 لرؤساء البلديات  في المملكه عوضا عن سياراتهم  القديمه . رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي  كان قد التزم  في حديث بث على الهواء مباشرة وامام  نخبة من شباب الاردن  بان  الحكومة" لن تنعم بالخير وتصدّر الفواتير للشعب " ،حين قال حرفيا باسم الحكومة " لن ننعم بالخير ونصدّر لكم الفواتير، الا ان الرئيس وبعد  يوم واحد من  هذا الالتزام  امام الشعب  تسرب كتاب رسمي وقعه شخصيا  تضمن تصدير فواتير للشعب  الاردني لامبرر لها  ليس لاصلاح مدارس تحول بعضها الى مكاره صحيه ،او تعبيد طرق اصبحت مهلكة للمشاة والسيارات ،او اصلاح انابيب مجاري تتسرب مياهها الاسنة الى الشوارع .. بل  لشراء سيارات مرسيدس  موديل 2018  لرؤساء بلديات يفترض ان يكونوا قدوة للمواطنيين الذين انتخبوهم  وليس عبئا عليهم.. والعجيب ان الرئيس  اشترط ان تدفع البلديات المفلسه  اصلا ثمن هذه السيارات من موازانتها  الفارغة ممايعني ان دفع اثمان  هذه السيارات سيكون على حساب الشعب الاردني من خلال  تراجع مستوى  نظافة المدن  التي التزم رؤساء البلديات بالحفاظ عليها .وعلى  حساب  البيئة الاردنية التي تزداد تلوثا ..ذلك ان البلديات ستدفع  اثمان هذه السيارات  على حساب نظافة مدننا  - القذرة اصلا – والتي تحولت احياء بكاملها فيها الى مكاره صحيه  . كنت في مقالة سابقه اكدت  ان اجراءات الرئيس برفع الاسعار تستهدف انقاذ الاقتصاد الاردني ودعم الدينار وان  حراك الاردنيين ينبغي  ان يقتصر على  مطالبة الحكومة بعدم  تقديم الامتيازات لكبار المسؤوليين الحاليين الذين تتجاوز امتيازاتهم  الماليه 3 اضعاف  رواتبهم . وشراء سيارات  مرسيدس لرؤساء البلديات هو امتياز لمسؤوليين انتخبهم  الشعب على حساب شعبهم الذي  انتخبهم وعلى حساب المال العام . الرئيس اقترف  خطيئة اذ ان مجرد  اصدار القرار حتى ولو تراجع عنه بفعل ضغط الشارع يعني  ان  الديناصورات يحكمون الوطن  ممايستدعي ان يتدخل جلالة  الملك ليحمي شعبه من تغول الديناصورات عليه وعجز الحكومة  عن  حماية هذا الشعب الصابر * صحفي وباحث