​في الوقت الذي قد ينشغل فيه البعض خلف المكاتب والتقارير الورقية، يبرهن رجال الأمن العام، وتحديداً نشامى دفاع مدني الكرك، أن الجندية ليست مجرد رتبة أو وظيفة، بل هي عقيدة عطاء وانتماء تظهر جلياً في اللحظات الصعبة.

​فزعة النشامى في "عراق الكرك"

​شهدت بلدة "العراق" بمحافظة الكرك مداهمة لمياه الأمطار والسيول المحملة بالطين لمسجدها الكبير، وهو بيت من بيوت الله ومركز لروحانية أهل المنطقة. لم يقف نشامى الدفاع المدني عند حدود واجبهم التقليدي في الإنقاذ والإسعاف، بل هبّوا بـ "فزعة" أردنية أصيلة لتنظيف المسجد وإزالة آثار الطين والمياه، ليعيدوا لبيت الله طهارته وهيبته في وقت قياسي.

​رسالة إلى كل مسؤول

​هنا نوجه الرسالة لكل مسؤول في موقعه: تعلم من هؤلاء الرجال.

​المبادرة دون انتظار الأوامر: لم ينتظر هؤلاء الأبطال كتباً رسمية أو توجيهات مطولة، بل تحركوا بدافع الواجب الديني والوطني.

​التواضع في الخدمة: حين يخلع الجندي سترته العسكرية ليحمل مكنسته ويغسل بيوت الله من الطين، فإنه يعطي درساً في أن المسؤولية هي "خدمة" وليست "وجاهة".

​القرب من نبض الشارع: إن هيبة الدولة تُبنى بمثل هذه المواقف التي تجعل المواطن يشعر أن رجل الأمن هو الأخ والسند في السراء والضراء.

​إن ما قام به نشامى دفاع مدني الكرك في مسجد العراق الكبير ليس غريباً على مؤسسة رباها الحسين الباني وعزز بنيانها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. هؤلاء هم "رجال الهيئة" الذين يغيثون الملهوف، ويحمون الديار، ويطهرون المساجد بسواعدهم السمراء التي لا تعرف الكلل.

​كل التحية لمديرية دفاع مدني الكرك، وللنشامى..الامن العام الذين كانوا هناك، والذين يثبتون يوماً بعد يوم أن الأردن بخير ما دام فيه أمثال هؤلاء الرجال.

حفظ الله الاردن والهاشمين