أبو غوش: الموازنة مرآة لفكر الحكومة… ولا بد من تحويل النمو إلى فرص عمل حقيقية للشباب
القبة نيوز- قدّمت النائب نور أبو غوش خطابًا لافتًا خلال مناقشات مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2026، مؤكدة أن مسؤولية المجلس في التعامل مع الموازنة مسؤولية "تُعاش ولا تُكتب”، لأنها تعكس وجوه المواطنين وهمومهم وآمالهم، معتبرة أن الوطن هو السبب الموجب فوق كل سبب.
وقالت أبو غوش إنها كانت تتابع نقاشات الموازنات في المجالس السابقة، "لكن الوقوف أمام أرقام الموازنة اليوم يجعلنا ندرك حجم المسؤولية الوطنية”، لافتة إلى أن الموازنة ليست مجرد جداول مالية، بل هي انعكاس لرؤية الحكومة ونموذج الاقتصاد الذي تسعى لتبنيه.
فجوة بين رؤية التحديث الاقتصادي وبنود الموازنة
وأشارت إلى أن رؤية التحديث الاقتصادي جاءت كخريطة طريق لتحول اقتصادي، إلا أن بنود الموازنة ما تزال تُعد بمنطق تقليدي لا يحقق التغيير المطلوب، قائلة:
"هناك توافق ظاهري بين الموازنة وأهداف الرؤية، لكن الفجوة واضحة بين الطموحات والتفاصيل”.
وبينت أن النمو الاقتصادي الذي بلغ 2.7% في 2025 والمتوقع ارتفاعه إلى 2.9% في 2026 لا ينعكس على معدلات البطالة، التي تقترب من 21%، أي أربعة أضعاف المعدل العالمي، مؤكدة أن نموًا لا يتحول إلى فرص عمل ليس نموًا منتجًا.
الشباب جوهر التمكين الاقتصادي
وخاطبت الحكومة بالقول:
"جئنا شبابًا آمنّا بالعمل السياسي حبًا بالأردن، وشباب الأردن في كل بيت يستحقون فرصًا حقيقية”.
وأكدت أن خطاب العرش وقيادة سمو ولي العهد تمثلان نموذجًا واضحًا للاهتمام بالشباب والريادة والتعليم التقني، إلا أنّ الموازنة لا تعكس هذا التوجه بصورة كافية.
وطالبت بتوجيه الموازنة نحو برامج تشغيل، وحواضن أعمال، واستثمارات في الابتكار والتقنية والصناعات الإبداعية والاقتصاد الأخضر، معتبرة أن التعليم يجب أن يغيّر السوق الاقتصادي لا أن يساهم في زيادة الركود والبطالة.
السياحة… قوة اقتصادية غير مستثمرة
وتوقفت أبو غوش عند الأداء الرياضي لمنتخب النشامى، معتبرة أن العالم اليوم يستخدم الرياضة في التسويق السياحي بفعالية كبيرة.
وقالت إن الأردن يجب أن يستثمر هذا الاهتمام العالمي لعرض هويته وتاريخه، مشيرة إلى أن البلاد تمتلك مسارات وموارد تاريخية وطبيعية تجعلها "مساحة سياحية حية من الجنوب إلى الشمال”.
ودعت إلى تعزيز البنية التحتية السياحية، وتحسين النقل العام، وتشجيع شراكات القطاع الخاص في صيانة المواقع التاريخية وتطويرها.
إصلاح مالي قائم على النتائج لا الأرقام
وشددت أبو غوش على ضرورة أن تُدار الموازنة بعقل اقتصادي لا مالي فقط، والانتقال إلى موازنة موجهة بالأداء تربط الإنفاق بالمؤشرات، وتغلق أبواب الهدر والفساد.
وأكدت أهمية إصلاح ضريبي أكثر عدالة، وتحويل الاقتراض من تمويل نفقات جارية إلى استثمارات إنتاجية، إضافة إلى نشر تقارير أداء مالية ربع سنوية تربط ما صُرف بما تحقق.
خدمة العلم… وترسيخ معنى الواجب الوطني
وفي ختام خطابها، أشادت بإعادة تفعيل خدمة العلم، معتبرة أن الشباب ليسوا بندًا في الموازنة، بل هم "السبب الموجب الذي من أجله يجب أن تُسخّر كل السياسات وتُطرق كل الأبواب”.
وأكدت أن الأردن لم يُبنَ على وفرة المال، "بل على سواعد أبنائه الذين آمنوا أن خدمة الأرض واجب”، مشددة على أن الاستثمار بالشباب هو الطريق لبناء اقتصاد منتج ومستدام.















