facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

سمو الأمير الحسن بن طلال يختتم زيارة رسمية لهلسنكي ويؤكد أهمية الوساطة الإنسانية والشراكات بين الشعوب

سمو الأمير الحسن بن طلال يختتم زيارة رسمية لهلسنكي ويؤكد أهمية الوساطة الإنسانية والشراكات بين الشعوب
القبة نيوز -  اختتم سمو الأمير الحسن بن طلال، ترافقه سمو الأميرة ثروت الحسن، زيارة رسمية إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي، شارك خلالها في الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس منظمة – مبادرة إدارة الأزمات (CMI) – مارتي أهتيساري للسلام.

وحضر الاحتفال نخبة من القيادات الدولية وصنّاع السلام حول العالم، من بينهم السيدة ماري روبنسون، الرئيسة السابقة لإيرلندا، والسيدة ليبيرا مولامولا، المبعوثة الخاصة للاتحاد الإفريقي لشؤون المرأة والسلام والأمن، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دبلوماسية وأكاديمية وهيئات دولية معنية بحل النزاعات وتعزيز الحوار.

وفي كلمته الرئيسية، قدّم سمو الأمير الحسن رؤية حول مستقبل الوساطة الدولية، مؤكدًا أن العالم بحاجة إلى وسيط يجمع بين التعاطف والفهم الثقافي، مشيرًا إلى أن غياب البعد الإنساني كان سببًا في فشل العديد من المبادرات الدولية خلال العقود الماضية.

وأضاف سموه أن السلام "ليس حدثًا بل عملية مستمرة"، محذرًا من تراجع حرية التعبير وتآكل دور المؤسسات الديمقراطية، وصعود نماذج إعلامية تصنع الخبر والرأي معًا، مما يزيد الانقسام المجتمعي ويضعف فرص الحلول السياسية.

وشدّد سموه على أهمية تبني نظام قيمي قائم على الحقائق والعدالة، وإطلاق خطة إعادة إعمار شاملة تشبه "خطة مارشال" الحديثة، تعتمد على التعاون العابر للحدود في مجالات المياه والطاقة والتنمية الشاملة.

وأكد سمو الأمير ضرورة تعزيز الشراكات بين الشعوب وليس فقط بين الحكومات، قائلًا: "الأمم قد تدير ظهرها لبعضها، لكن الشعوب لا تفعل ذلك". وأضاف أن العالم اليوم يتحرك وفق ثلاثة محركات أساسية هي: الزمن، والهوية، والهجرة، وهي عناصر تحدد مسارات الأمن والاستقرار في المستقبل.

واختتم سموه كلمته بالتأكيد على أن الحروب ليست حتمية، بل هي من صنع البشر ويمكن إيقافها، وأن الحق في العيش بكرامة هو حق إنساني غير قابل للتفاوض، رافضًا استغلال أفعال المتطرفين لتشويه هوية الشعوب وأخلاقها.

وعلى هامش الزيارة، التقى سمو الأمير بالرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، حيث ناقشا ملفات التعاون الفكري والإنساني، وتبادلا وجهات النظر حول مقاربات السلام، ودور الدول الصغيرة والمتوسطة في حماية منظومة القيم الدولية.

كما شارك سموه في جلسة حوارية عالية المستوى نظمها البرلمان الفنلندي، بحضور الرئيسة السابقة لفنلندا تاريا هالونين، ورئيس الوزراء السابق أنتي رين، وعدد من البرلمانيين والشخصيات السياسية والفكرية. تناولت الجلسة قضايا اللاجئين، وكرامة الإنسان، والتحديات الإنسانية في الشرق الأوسط.

وخلال الحوار، أكد سموه أهمية الاعتراف برأس المال البشري للاجئين، والتحول من مقاربات الإغاثة التقليدية إلى نهج قائم على القيمة، ينظر إلى اللاجئين باعتبارهم أصحاب مهارات ومعرفة يمكن أن تسهم في المجتمعات المستضيفة.

واستعرض سموه تجربة الأردن كنموذج إقليمي في إدارة ملف اللجوء، رغم العبء الكبير بالنسبة لعدد السكان، مع الحفاظ على مبادئ الحماية والكرامة والشمول، وابتكار حلول دمج اقتصادي واجتماعي واقعية.

كما لبّى سمو الأمير دعوة لزيارة مكتبة Oodi المركزية، إحدى أبرز المؤسسات الثقافية في هلسنكي، حيث اطلع على أحدث التقنيات المبتكرة في مجالات التعليم الرقمي وصناعة أفكار الأطفال والشباب.

وأكد سموه أهمية الاستثمار في الأجيال الصاعدة، مشيرًا إلى أن "مخاطبة الجمهور الفتي تتطلب الحفاظ على التواصل البصري معهم، والإيمان بقدرتهم على صناعة المستقبل".
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير