مدير شرطة الكرك يترجل من مركبته لمساعدة مسن وحمل متاعه
القبة نيوز- بعيدًا عن عدسات الكاميرات، وبعيدًا عن أصوات الفلاش وزحام المنصّات… يخرج علينا العميد العرود بصورة أصدق من أي مشهد، وبقيمة أعمق من أي لقطة مُصطنعة.
تصرفٌ بسيط في ظاهره، عظيم في روحه… كشف معدن رجل لم يبحث يومًا عن تصفيق، ولم ينتظر ضجيج الإعلام ليُعلن أنه موجود.
ترجّل من مركبته كما يترجل الكبار… لا ليفتح شارعًا ولا ليغلق آخر، بل ليجبر خاطر شيخٍ مسنّ وقف عاجزًا عن عبور الطريق وحمل متاعه. لم ينتظر أن يُشار إليه بالبنان، ولم يُخبر الرجل العجوز أنه يحمل رتبة عميد أو أنه مدير شرطة الكرك… كان فقط ابن وطن، وفزعة رجل، ونخوة أردني أصيلة.
ذلك المسنّ الذي تفاجأ بأن من حمل عنه متاعه هو أعلى مسؤول أمني في المحافظة، لم يُفاجأ وحده… بل نحن جميعًا.
تفاجأنا لأننا نسينا أن هناك رجالًا ما زالوا يؤمنون أن قيمة الرتبة تكمن في الإنسان الذي يحملها، لا في شارتها ولا في بريقها.
إنسانية العرود ليست لقطة، بل سلوك.
ووطنيته ليست منشورًا، بل فعل.
ورجولته ليست شعارًا، بل ممارسة يوميّة تُعيد تعريف معنى أن تكون صاحب منصب… قبل أن تكون صاحب سلطة.
ليس غريبًا على العرود…
الرجل الذي عرفته الكرك قبل أن يعود إليها مديرًا، والذي ترك في قلوب أهلها أثرًا طيبًا منذ أن كان نائبًا للمدير.
وحين عاد اليوم، عاد كما يعرفه الناس: حكيمًا، قريبًا، عالي المقام بلا تكلف… ورجلًا إذا حضر، حضر الخير معه.
لقد أدخل الفرح والطمأنينة لقلوب الكركيّة ليس بقراراته فحسب، بل بحضوره، بتواضعه، وبقربه من الناس.
هذا هو العرود…
رجلٌ لا يحتاج كاميرا ليُرى،
ولا يحتاج جمهورًا ليُسمع،
يكفي أنه يمشي بين الناس… فيرفع قيمتهم، ويرفع معه قيمة الدولة التي يمثلها.















