افتتاح أعمال المؤتمر الثاني عشر للبحث العلمي في المملكة
القبة نيوز - افتتح رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، اليوم السبت، أعمال المؤتمر الثاني عشر للبحث العلمي في المملكة الذي تنظمه الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع بالتعاون مع جامعة عمان الأهلية بمشاركة عدد من المسؤولين والباحثين و الأكاديميين والمختصين.
وقال بدران إن الأردن، رغم محدودية موارده الطبيعية، استطاع أن يحتل مكانة متميزة في مجال البحث العلمي والتعليم العالي، من خلال الاستثمار المتواصل في الإنسان والمعرفة، وبناء قاعدة علمية وتكنولوجية متقدمة أسهمت بدعم مسيرة التنمية الوطنية.
وأشار إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في الأردن يمثل أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، إذ يسهم بما نسبته 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لأكثر من 84 ألف شخص وتبلغ صادرات هذا القطاع 5.1 مليار دولار ويصنف الأردن كمصدر رئيس للخدمات التقنية في المنطقة.
وعرض التحديات التي تواجه البحث العلمي في المنطقة أبرزها، هجرة الكفاءات العلمية وضعف التمويل المخصص للبحث والتطوير وغياب التطبيق العملي للبحوث العلمية، إضافة إلى محدودية التعاون البحثي العربي المشترك.
ودعا بدران إلى رفع الإنفاق الوطني على البحث والتطوير ليصل تدريجيا إلى ما نسبته 2 إلى 3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر التمويل من خلال القطاع الخاص والمنح الدولية وإنشاء صناديق لدعم الشركات الناشئة التقنية وتوفير منح بحثية طويلة المدى للمشروعات الاستراتيجية، مشددا على أهمية تطوير برامج الدراسات العليا لمواكبة المعايير العالمية وإنشاء مراكز تميز بحثي في الجامعات، وتعزيز التعاون الأكاديمي مع المؤسسات العالمية المرموقة، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص على تأسيس وحدات بحث وتطوير داخلية وإطلاق حاضنات تقنية متخصصة.
من جانبه، قال رئيس الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع الدكتور رضا الخوالدة، إن انعقاد هذا المؤتمر في ظل التحديات المتسارعة التي يواجهها وطننا والمنطقة والعالم يأتي ليؤكد التزامنا بترسيخ البحث العلمي كركيزة أساسية في صناعة المستقبل وليفتح أفاقا جديدة للريادة والابتكار في القطاعات الحيوية التي تمس حاضرنا وتحدد ملامح غدنا.
وأضاف إن موتمر اليوم يأتي استكمالا لـ11 مؤتمرا عقدت سابقا تحت شعار خدمة البحث العلمي في الأردن وإلقاء الضوء على القضايا الساخنة في القطاعات البحثية المختلفة التي تهم وطننا الغالي والتي لها تاثير في مسيرته من الناحية البحثية.
وعرض الخوالدة محاور المؤتمر الخمسة التي جاءت لتعبر عن اولويات المرحلة المقبلة وهي: التعليم والتدريب المهني والتقني وسوق العمل في ضوء الحاجة الماسة لربط مخرجات التعليم بمتطلبات الاقتصاد الوطني وخلق فرص العمل النوعية والتشريعات الدولية وحقوق الانسان، بما يعكس التزام الاردن بالمعايير الدولية وتكريس العدالة والمساواة.
وكذلك محور الاقتصاد المبني على الابتكار بوصفة رافعة لتحقيق التنمية المستدامة وتنافسية الاقتصاد،ومحور الصناعة الغذائية في الاردن ودورها في الأمن الغذائي الذي يعد من ابرز التحديات الراهنة في ظل المتغيرات الاقليمية والعالمية ومحور مستقبل الطاقة النظيفة في الأردن: إلى أين؟.
وأشار الخوالدة، الى أن الجمعية عملت خلال العامين الماضيين على تعزيز دورها الوطني، حيث عقدت العديد من الندوات والمحاضرات العلمية المتخصصة ،واستمرت في اصدار مجلة البحث العلمي،وكذلك واصلت تعاونها مع الجامعات الوطنية والمؤسسات البحثية وعقدت شراكات نوعية لتنفيذ مبادرات ومشروعات مشتركة .
بدوره، أكد رئيس جامعة عمان الأهلية الدكتور ساري حمدان اعتزاز الجامعة باستضافة المؤتمر النوعي، مشيرا الى ان الجامعة حققت خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في مجالات البحث العلمي والابتكار، ما عزز من مكانتها في التصنيفات الأكاديمية الدولية.
وأوضح أن إجمالي أبحاث الجامعة المنشورة على قاعدة بيانات "سكوبس" بلغ نحو 5206 بحثا علميا، مؤكدا أن العام الحالي شهد نشر 1309 ابحاث، في مؤشر على النمو المتواصل في الإنتاج البحثي ومساهمة الجامعة في النشر العلمي الدولي.
وبين أن السنوات الأخيرة شهدت نشاطا متزايدا في مجال الابتكار، إذ بلغ عدد براءات الاختراع المسجلة خلال الفترة 2021–2025 نحو 72 براءة اختراع، ما يعكس البيئة البحثية الداعمة التي تحتضنها الجامعة وتشجع الباحثين والطلبة على الإبداع والتطبيق العملي للأفكار البحثية، لافتا الى أن هذا التقدم في مجالي البحث العلمي والابتكار انعكس إيجابا على تصنيفات الجامعة الدولية، حيث دخلت جامعة عمان الأهلية ضمن الفئة (401–500) في تصنيف "التايمز" العالمي لعام 2025، لتتبوأ موقع الريادة بين الجامعات الأردنية وتعزز حضورها على الساحة الأكاديمية العالمية.
وأكد استمرار الجامعة في تنفيذ خطط بحثية متقدمة وتوسيع نطاق التعاون الأكاديمي العالمي والتزامها بدعم مسيرة التعليم العالي الأردني.
من جانبه، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور سميح أبو بكر، إن المؤتمر الذي يناقش 35 ورقة علمية مقدمة من باحثين وخبراء في مختلف التخصصات يهدف إلى زيادة اطلاع الباحثين على المستجدات العلمية في اختصاصاتهم وربط نتائج الأبحاث بالتنمية الوطنية المستدامة وتعزيز الشراكة بين مؤسسات البحث العلمي والقطاعين العام والخاص.
وأكد أهمية البحث العلمي ودوره المحوري في التنمية الوطنية المستدامة، مشيدا بجهود الجامعات ومؤسسات البحث العلمي الأردنية في دعم مسيرة التقدم العلمي والابتكار.
واعرب أبو بكر، عن تقديره للجهات الداعمة للمؤتمر، ومنها جامعة فيلادلفيا وجمعية التمور الأردنية، وشركة فابكو والجمعية الأردنية لمصدري منتجات الزيتون.
وتم على هامش افتتاح المؤتمر تم تكريم عدد من الجهات الداعمة للمؤتمر وللبحث العلمي.
















