الملك في خطاب العرش: الأردن وطن لا يلين… ويصنع المجد في قلب الأزمات
افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، مؤكدًا أن الأردن نما واشتد عوده رغم الأزمات، بفضل إيمان الأردنيين بوطنهم ووحدتهم، مشددًا على أن لا مجال للتراخي في مسارات التحديث والإصلاح، ومعلنًا موقفًا حازمًا تجاه الانتهاكات في الضفة الغربية، ودعمًا ثابتًا لأهالي غزة.
وفي خطاب العرش السامي، قال جلالته:
باسم الله وعلى بركة الله نفتتح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين.
أقف أمامكم كما هو عهدنا، كل عام في ذات المكان الذي شهد بداية العهد لخدمة هذا الوطن.هذا الوطن الذي كان قدره أن يولد في قلب الأزمات، والتي لم تكن يوما استثناء في مسيرته، بل كانت رفيقته منذ البدايات، فكان لزاما أن يشق دربه بالإرادة، فأثبتت أجياله في كل منعطف وقوفها في وجه المصاعب.
فنما الأردن رغما عنها، واشتد عوده، وتجاوزها واحدة تلو الأخرى، بفضل إيمان الأردنيين والأردنيات الصادق بربهم، ووطنهم، ووحدتهم. وهذا دليل تفرّدنا نحن الأردنيين، حملة
العزيمة.
أخاطبكم وأخاطب من خلال مجلسكم الكريم، الأردنيين والأردنيات، شعبي القريب مني، سند الأردن وذخره.يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟
نعم، يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله. ولا يهاب شيئًا وفي ظهره "أردني”. فهذا، والحمد لله، هو أثمن ما يشتد به القائد.الأردني حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر للضعيف، ولبَّى نداء المستغيث.
الأردني الذي تعلم فعلم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب.لقد قطعنا شوطًا ليس بالقليل في الإصلاحات التي تعهدنا بها، لكن ما زال الطريق أمامنا طويلًا، ويتطلب عملًا منقطع النظير.وأمام هذا المجلس مسؤولية متابعة ما تم إنجازه في مسار التحديث السياسي، وتعزيز العمل الحزبي النيابي المكرس لخدمة الوطن – لا شيء غير الوطن.علينا الاستمرار في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، لمواصلة تحقيق النمو، وإقامة المشاريع الكبرى، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل، ورفع مستوى المعيشة.
نحن اليوم لا نملك رفاهية الوقت، ولا مجال للتراخي، فعلينا الاستمرار في تطوير القطاع العام، ليلمس المواطن أثر الارتقاء بالخدمات.علينا أن ننهض بنظامنا التعليمي، ليكون أكثر مواكبة لمتطلبات العصر، وأن نواصل تطوير نظامنا الصحي، وتحديث قطاع النقل، ليكون أكثر كفاءة في دعم التنمية وتحسين نوعية الحياة.على مدى العقود، شهدت منطقتنا والعالم حروبًا وصراعات وأزمات اقتصادية.
تغيرت الأزمات وبقي الأردن قويًا، مستندًا إلى إرث من بنوا هذا الوطن على قيم العزة والكرامة، يحميه جيش عربي مصطفوي، سليل أبطال كانوا وما زالوا حماة للأرض وسياجًا للوطن.إلى أهالي غزة: سنبقى إلى جانبكم بكل إمكانياتنا.لن نقبل باستمرار الانتهاكات في الضفة الغربية، فموقف الأردنيين راسخ لا يلين، تمامًا كوطنهم.إن خدمة وطننا واجب مقدس علينا جميعًا، فلا خوف على الأردن القوي بشعبه ومؤسساته.
















