ويكيبيديا في خطر: الذكاء الاصطناعي يهدد أكبر موسوعة بشرية بالزوال
القبة نيوز - بعد أكثر من عقدين من تأسيسها كأكبر موسوعة حرة ومصدر للمعرفة البشرية، تجد ويكيبيديا نفسها في مواجهة أحد أخطر التحديات في تاريخها: صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي. لا يتعلق التهديد بمجرد منافسة تقنية، بل بمعركة وجودية على مستقبل المعرفة الموثوقة ذاتها.
تراجع الجيش البشري: نزيف المحررين المتطوعين
في قلب الأزمة، تكمن أزمة تراجع حادة في عدد "حراس المعرفة" المتطوعين. فأعداد المحررين النشطين على المنصة في انخفاض مستمر، مما يهدد آلية العمل الأساسية التي تقوم عليها الموسوعة: المراجعة والتحرير البشري المستمر. بدون هذا الجيش المتطوع، يصبح الحفاظ على دقة ومصداقية الملايين من المقالات مهمة شبه مستحيلة.
المنافس الجديد: الذكاء الاصطناعي يسرق الأضواء
أدركت مؤسسة ويكيميديا أن المنافس لم يعد موسوعات تقليدية، بل منصات الذكاء الاصطناعي مثل "ChatGPT" والتي تقدم إجابات فورية ومباشرة، مما يغير عادات المستخدمين في البحث عن المعلومات ويقلل من الاعتماد على زيارة صفحات ويكيبيديا. هذا التحول يهدد النموذج التمويلي القائم على التبرعات، والذي ظل عماد استمراريتها لسنوات.
استراتيجية البقاء: ويكيبييديا تتبنى الذكاء الاصطناعي لإنقاذ نفسها
في خطوة توصف بـ "إما أن تأكل أو تؤكل"، تعمل ويكيميديا على تطوير ذكاء اصطناعي خاص بها، أطلقت عليه اسم "الذكاء الاصطناعي الموثوق". الهدف ليس استبدال المحررين البشريين، بل تمكينهم. سيساعد هذا النظام في:
الكشف الآني عن التخريب والتحريرات المشبوهة.
اقتراح تحديثات للمعلومات المتغيرة بسرعة.
أتمتة المهام الروتينية ليتمكن المحررون من التركيز على الأعمال المعقدة.
التساؤل المصيري: هل تصمد قصة أضخم مشروع تعاوني بشري؟
التحدي الحقيقي الذي تواجهه ويكيبيديا يتجاوز التكنولوجيا؛ فهو اختبار لصلابة نموذج "المعرفة المجانية التي يبنيها البشر للبشر". السؤال الملح الآن هو: هل ستتمكن المنصة من عبور هذا المنعطف التاريخي باستخدام أدوات العصر الجديد مع الحفاظ على روحها التعاونية، أم أن عصر هيمنتها كمصدر أول للمعرفة قد أوشك على الأفول؟
















