facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الأردن يرسّخ التوقيت الصيفي الدائم لتعظيم الاستفادة من ضوء النهار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنفسي

الأردن يرسّخ التوقيت الصيفي الدائم لتعظيم الاستفادة من ضوء النهار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنفسي

القبة نيوز - قرر الأردن قبل سنوات الانضمام إلى نحو 50 بالمئة من دول العالم التي تلتزم بنظام التوقيت الدائم، واختار التوقيت الصيفي لأسباب علمية واقتصادية وإدارية، أبرزها تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من ساعات النهار وضوء الشمس، وتعزيز الجدوى الاقتصادية، إضافة إلى تحسين المزاج العام للناس، خاصة الطلبة، بسبب انضباط وثبات الساعة البيولوجية على مدار العام.

ويؤكد مختصون أن التوقيت الدائم الذي اعتمده الأردن يعزز أنماط الحياة المستقرة، خاصة لطلبة المدارس، مشيرين إلى أن هذا القرار لم يكن عشوائيًا، بل جاء وفق معززات أكاديمية وبحثية تشير إلى أن نظام التوقيت الدائم يوفر الطاقة ويسهم كثيرًا في تعزيز الإنتاجية.

رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، أوضح أن الهدف الأساس من اعتماد التوقيت الدائم (الصيفي) هو تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من ساعات النهار والاستفادة من ضوء الشمس، وذلك لجعل النشاط البشري متوافقًا مع الإضاءة الطبيعية لأطول فترة ممكنة، إضافة إلى فوائد أخرى يحققها التوقيت الدائم مثل توفير الطاقة، وتعزيز الجدوى الاقتصادية والإنتاجية، والانعكاسات الإيجابية على قطاع السياحة وتوحيد أوقات السفر، وتحسين نمط الحياة والصحة العامة.

وبيّن السكجي أن بداية النهار من الناحية المعيارية تبدأ مع شروق الشمس، لكن من الناحية العملية تبدأ مع "الشفق المدني”، أي عندما تكون الشمس تحت الأفق بنحو 6 درجات، وعند هذا الوقت تبدأ معالم الأرض بالظهور تدريجيًا، وتكون الإضاءة الطبيعية كافية للرؤية الواضحة في الخارج، بحيث يستطيع معظم الناس ممارسة أنشطتهم اليومية دون الحاجة إلى إضاءة صناعية.

وأضاف أن السماء تتحول تدريجيًا من الأزرق الغامق إلى الأزرق الفاتح، ولهذا فإن معظم الفعاليات المدنية اليومية، مثل الدوام المدرسي والجامعي وأعمال الشركات والمؤسسات والمطارات وغيرها، تعتمد عمليًا على الشفق المدني باعتباره بداية اليوم الفعلي.

وأكد أن الحسابات الفلكية لأعوام 2025 و2026 تشير إلى أن "الشفق المدني” يكون بين الساعة 5:00 صباحًا في الصيف، وفي الساعة 7:10 صباحًا في الشتاء، أي أن أبكر وقت في السنة لظهور "الشفق المدني” يكون عند الساعة 5:00 صباحًا في حزيران، بينما يكون أكثرها تأخرًا في كانون الثاني عند الساعة 7:10 صباحًا، حسب توقيت الأردن الحالي، وهذا توقيت مناسب يتيح الاستفادة المثلى من ساعات النهار.

ولفت إلى أنه منذ بدء العمل في الأردن بنظام التوقيت الصيفي الذي أصبح توقيتًا دائمًا، تم إقرار تقديم الساعة ساعة واحدة في فصل الصيف بهدف تقليل العمل في الليل، وتحفيز الاستيقاظ المبكر ضمن سياسة ترشيد استهلاك الطاقة والحفاظ على مصادرها.

وبيّن أن العمل بالتوقيت الدائم معمول به اليوم في حوالي 40% من دول العالم، مع مراعاة خصوصية كل دولة في تطبيقه وفق احتياجاتها وأولوياتها، مشيرًا إلى أن بعض الدول تبنت التوقيت الدائم لتعزيز الاقتصاد والسياحة، ودولًا أخرى اعتمدته لاعتبارات جغرافية تتعلق بطول النهار والليل، وهناك دول ألغت تغيير الساعة لما يسببه ذلك من ارتباك.

وأوضح أن هذا التنوع يعني أن القرار ليس موحدًا عالميًا، وإنما يخضع للاحتياجات الوطنية لكل بلد.

من جهتها، قالت أستاذة الإرشاد النفسي والتربوي في كلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية، الدكتورة علا الحويان، إن التوقيت الدائم يلعب دورًا كبيرًا ومهمًا في الصحة النفسية والاعتياد على نظام ثابت في الاستيقاظ والنشاط، وهو ما يحتاجه طلبة المدارس والجامعات للاستفادة من أكبر عدد من الساعات النشيطة طيلة النهار.

وبيّنت أن قرار الأردن في هذه المسألة هو قرار منطقي وعلمي لسببين على الأقل، هما: جدواه الكبيرة في الاستفادة من ساعات النهار للحصول على الطاقة من الشمس، إضافة إلى تحسين المزاج العام للناس، خاصة الطلبة، لانضباط وثبات الساعة البيولوجية على مدار العام.

وأكدت أن التوقيت الصيفي الدائم من الناحية النفسية والعلمية يجعل الفرد أكثر استغلالًا لطاقته منذ لحظة شروق الشمس، مشيرة إلى أن الحكومة وضعت حلولًا للتذمر من ساعات الظلام في الصباح الباكر، خاصة لطلبة المدارس، حيث أخّرت الحصة الأولى إلى الساعة الثامنة والربع صباحًا، بما ينعكس إيجابًا على الطلبة وعلى بقية القطاعات الإنتاجية.

وأشارت الحويان إلى أن مثل هذه القرارات لا تتأتى دون دراسة، موضحة أن انتقال العالم، ومن بينها الأردن، للمشاريع الحيوية في قطاع الطاقة يجعل من الضروري التفكير بمصالح الدولة العليا بعيدًا عما يُقال على وسائل التواصل الاجتماعي، فالدول لا تُدار بناءً على أهواء البعض، بل من خلال دراسات تأخذ بالاعتبار مصالح الدولة الاقتصادية والإدارية والإنتاجية، والتي تصب أخيرًا في مصلحة المواطن نفسه.










(المصدر :بترا )
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير