القبة نيوز - في تطور دراماتيكي يعكس عمق الأزمة السياسية التي تعصف بفرنسا، قدّم رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو، صباح اليوم الإثنين، استقالته إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك بعد يوم واحد فقط من الإعلان عن تشكيل حكومته، ليصبح بذلك أقصر رئيس وزراء خدمةً في تاريخ الجمهورية الخامسة.

وتأتي هذه الاستقالة الصادمة لتتوج أزمة مستفحلة منذ فقدان الرئيس ماكرون لأغلبيته البرلمانية، ما جعل مهمة تشكيل حكومة تحظى بثقة البرلمان شبه مستحيلة. وكان ليكورنو، وهو سابع رئيس وزراء في عهد ماكرون، قد كُلّف قبل نحو شهر بتشكيل حكومة جديدة، لكنه واجه عراقيل كبيرة في بناء ائتلاف قادر على تجاوز الانقسامات الحادة داخل البرلمان.

ورغم محاولاته للحصول على دعم من خارج حزبه، بدا أن حكومته تواجه خطرًا وشيكًا بالسقوط عبر تصويت بحجب الثقة، ما دفعه إلى تقديم استقالته قبل خوض هذه المواجهة.

وتكشف هذه الخطوة عن فشل واضح في استراتيجية الرئيس ماكرون، الذي يجد نفسه الآن أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما تكليف شخصية جديدة بمهمة تشكيل حكومة وسط برلمان منقسم، أو اللجوء إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، وهو خيار دستوري محفوف بالمخاطر السياسية والاقتصادية.

وبين شلل سياسي متفاقم وخيارات محدودة، تدخل فرنسا مرحلة جديدة من عدم اليقين، قد تكون لها تداعيات عميقة على مستقبلها الداخلي ودورها الأوروبي والدولي.