دراسة أميركية تربط بين الأرق المزمن وتغيرات دماغية تمهّد لظهور الخرف

كشفت دراسة أميركية واسعة وطويلة الأمد، أجراها باحثون من "مايو كلينك”، عن ارتباط وثيق بين الأرق المزمن وتغيرات داخل الدماغ قد تسرّع ظهور أعراض الخرف لدى كبار السن.
وتتبعت الدراسة حالة 2,750 شخصًا تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق، على مدار خمس سنوات ونصف، وصنّفت المشاركين على أنهم يعانون من أرق مزمن إذا احتوت سجلاتهم الطبية على تشخيصين بالأرق يفصل بينهما شهر واحد، وهو ما انطبق على 16% من العينة.
نتائج مقلقة: الأرق يسرّع الشيخوخة الدماغية
أظهرت النتائج أن الأرق المقترن بقصر مدة النوم كان الأكثر ضررًا، إذ بدا أداء هؤلاء المشاركين وكأنهم أكبر بأربع سنوات عند التقييم الأول، كما رُصدت لديهم مستويات أعلى من لويحات الأميلويد وأضرار في المادة البيضاء داخل الدماغ.
في المقابل، المشاركون الذين أفادوا بأنهم ينامون أكثر من المعتاد، ربما نتيجة تحسن في جودة نومهم، أظهروا أضرارًا أقل في المادة البيضاء مقارنة بغيرهم.
النوم وجودته: مفتاح لصحة الدماغ
تُضاف هذه النتائج إلى سلسلة من الأبحاث من المملكة المتحدة والصين والولايات المتحدة، التي تؤكد أن جودة النوم في منتصف العمر وما بعده ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدرات الإدراكية لاحقًا.
ويشير الباحثون إلى أن الأرق المزمن لا يؤثر عبر مسار واحد، بل من خلال عدة آليات تشمل زيادة الأميلويد، تآكل المادة البيضاء، ارتفاع ضغط الدم، ومستويات السكر.
الحبوب المنومة والأدوية الجديدة
لم تُظهر الدراسة فائدة واضحة أو ضررًا مباشرًا من الحبوب المنومة التقليدية، بينما لمّحت تجارب محدودة على مثبطات الأوركسين إلى انخفاض بروتينات مرتبطة بمرض ألزهايمر، لكنها لا تزال دراسات قصيرة المدى.
الوقاية تبدأ من منتصف العمر
يشير الباحثون إلى أن النوم السيئ غالبًا ما يترافق مع الاكتئاب، القلق، الألم المزمن، وانقطاع النفس النومي، وكلها عوامل تؤثر سلبًا على الدماغ.
وتوصي الدراسة بضرورة مراقبة جودة النوم منذ منتصف العمر، إلى جانب الاهتمام بضغط الدم، الكوليسترول، والنشاط البدني، كاستراتيجية فعالة للوقاية من الخرف.