إعلام الاحتلال يصف الأردن بأنه مصدر قلق متصاعد لإسرائيل

تواصل وسائل الإعلام العبرية التلويح بورقة "الخطر الأردني" في تقاريرها الأخيرة، بعد الهجوم المسلح الذي وقع على معبر اللنبي ، وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين. الصحف والقنوات الإسرائيلية أعادت سرد القصة بلهجة توحي بوجود تهديد متنامٍ مصدره الأردن.
صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أن منفذ الهجوم مواطن أردني كان يقود شاحنة مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، قبل أن يفتح النار عند وصوله إلى المعبر. الجيش الإسرائيلي أعلن تحييده في الموقع، لتبدأ بعدها حملات تمشيط في محيط أريحا.
الإعلام العبري لم يفوّت الفرصة للمقارنة مع عملية سبتمبر الماضي، التي قُتل فيها ثلاثة إسرائيليين على يد أردني آخر، ليُعاد طرح السؤال ذاته: هل الأردن أصبح ساحة مفتوحة أمام "المتطرفين"؟
وسائل إعلام إسرائيلية أخرى ربطت الهجوم بما وصفته بـ"تدفق السلاح عبر الحدود الأردنية". وتم التذكير بحادثة إبريل/نيسان 2024، حين اعتُقل نائب في البرلمان الأردني بزعم تهريب أسلحة عبر المعبر نفسه، وفق ما بثته هيئة الإذاعة البريطانية نقلاً عن مصادر إسرائيلية.
الخطاب الإعلامي في تل أبيب يحاول تصوير الأردن كحلقة أساسية في مسار السلاح إلى الضفة الغربية وإسرائيل، رغم أن عمان شددت مراراً على التزامها بضبط الحدود وحماية أمنها الوطني.
تقارير عبرية أخرى تحدثت عن تحركات الجيش الإسرائيلي لتعزيز جبهته الشرقية، من خلال تشكيل الفرقة 96، وتكثيف عمل كتيبة "أسود الوادي" في منطقة الأغوار. الإعلام العبري ربط هذه الخطوات مباشرة بما سماه "تصاعد التهديدات من الأردن"، خصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر التي رفعت مستوى الاستنفار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
ورغم نبرة التحذير التي تتبناها وسائل الإعلام الإسرائيلية، يدرك المتابع أن الصورة ليست بهذه السوداوية. فالأردن يمتلك جهاز استخبارات فعالاً، ويعمل على منع أي محاولات اختراق أو تهريب قد تمس أمنه أولاً. كما أن علاقاته الوثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج تجعله شريكاً أساسياً في استقرار الإقليم، لا عامل تهديد كما يحاول الإعلام العبري الإيحاء.
ما ينشر في تل أبيب يعكس أكثر حالة القلق الداخلي الإسرائيلي، ومحاولة توجيه الأنظار إلى "الخطر القادم من الشرق"، بدلاً من مواجهة المعضلات الأمنية العميقة داخل إسرائيل نفسها. الأردن، من جانبه، يواصل دوره التقليدي كحاجز استقرار، بينما يبقى السؤال مطروحاً: هل هو حقاً مصدر تهديد كما يصف الإعلام العبري، أم مجرد شماعة جديدة تُعلّق عليها إسرائيل هواجسها الأمنية؟