نضال انور المجالي يكتب ….بين أصالة العفو وعباءات "الزيف"

المعايطة يصحح بوصلة العرف العشائري
في زمن تلاشت فيه بعض القيم الأصيلة خلف بريق المصالح، جاء موقف السيد أسامة المعايطة ليُعيد للأخلاق العشائرية اعتبارها، وليكون صفعة قوية على وجوه من يتاجرون بالخلافات ويستغلون أوجاع الناس. ففي حادثة اعتدى فيها شاب على نجله، اختار المعايطة طريق الشهامة، لا طريق الكسب المادي.
لقد كشف هذا الموقف عن ظاهرة باتت تؤرق مجتمعنا، وهي تجارة "العطوات" التي يمارسها من يرتدون "العباءات الصينية"؛ أي شيوخ الزيف الذين لا يمثلون إلا أنفسهم. هؤلاء الذين حولوا الأعراف العشائرية النبيلة إلى مصدر رزق، يطلبون الأموال "كدفعة على الحساب" لقاء وساطة يفترض أنها واجب أخلاقي لا تجاري.
موقف المعايطة لم يكن مجرد إسقاط لحق شخصي، بل كان عتابًا قاسيًا لكل من يلوثون سُمعة العشيرة الأردنية الأصيلة. لقد قال بفعله: "إن القيم لا تُشترى ولا تُباع، وإن العفو عند المقدرة هو تاج الأخلاق الذي لا يقدّر بثمن". لقد أوقف المعايطة هذه المهزلة فورًا، وتواصل مع والد الشاب المعتدي، وأبلغه برفضه التام لهذه الممارسات الرخيصة، داعيًا إياه للحضور دون دفع أي مقابل، ليُسقط الحق الشخصي بعدها مباشرة.
إننا بحاجة ماسة لمواقف كهذه، لتُعيد لنا بوصلة الأخلاق وتُذكرنا أن العشيرة كانت وما زالت حصنًا للمبادئ، لا سوقًا للمزايدات. إن العفو الذي قدمه المعايطة هو بمثابة درس للجميع: درس في التسامح، ودرس في رفض الاستغلال، ودرس في التمسك بأصالة الأجداد.
تحية لكل رجل أصيل مثل أسامة المعايطة، وتحية لكل من يدافع عن نقاء عاداتنا وتقاليدنا.
حفظ الله الاردن والهاشمين