facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

نضال انور المجالي يكتب ….لغز العنوان وعمق المقال: عندما يختلف الظاهر عن الباطن

نضال انور المجالي يكتب ….لغز العنوان وعمق المقال: عندما يختلف الظاهر عن الباطن



في عالم النشر، اعتدنا على أن يكون العنوان بمثابة البوصلة التي توجه القارئ نحو مضمون المقال. هو الوعد الذي يقطعه الكاتب للقارئ، بأن ما سيجده في الصفحات التالية يتوافق مع الكلمات القليلة التي تزين الأعلى. لكن، ماذا لو خالف العنوان هذا التقليد؟ ماذا لو قرر الكاتب أن يضع عنوانًا يختلف في ظاهره عن جوهر المقال، ليصبح لغزًا ينتظر الحل، أو فخًا يجذب الفضوليين؟

هذه الممارسة، التي قد تبدو للبعض مجرد استعراض فني أو محاولة لزيادة عدد النقرات، تحمل في طياتها بعدًا نقديًا أعمق. إنها تحدٍ مباشر للمنطق السائد الذي يربط بين العنوان والمحتوى برباط وثيق. فالعنوان الذي لا يكشف عن كل شيء يجبر القارئ على التفكير، على الغوص أبعد من السطح، وعلى إعادة تشكيل توقعاته. إنه يمارس نوعًا من الضغط المعرفي الذي يدفعنا إلى البحث عن الروابط الخفية، عن الخيط الرفيع الذي يجمع بين ما قيل وما لم يُقل صراحة.

قد يكون هذا التباين مقصودًا لعدة أسباب. ربما يهدف الكاتب إلى إثارة دهشة القارئ، أو ربما يريد أن يوجه الضوء على مفارقة معينة في الموضوع. على سبيل المثال، قد يكون عنوان المقال ساخرًا بينما محتواه جاد، أو عنوانه شعريًا بينما جوهره واقعي وصادم. هذا التناقض يخلق توترًا إبداعيًا يدفع القارئ إلى المشاركة الفكرية، ليس فقط كمتلقٍ سلبي للمعلومة، بل كشريك في عملية فك شفرات النص.

ولكن، يجب أن نكون حذرين. فليس كل تباين بين العنوان والمقال هو فعل إبداعي. أحيانًا يكون مجرد "طُعم" لاجتذاب القراء، حيث يتم استخدام عناوين براقة ومضللة لا تمت للمحتوى بصلة، وهو ما يُعرف بـ"clickbait". هذا النوع من الممارسة يكسر الثقة بين الكاتب والقارئ، ويحول تجربة القراءة من رحلة فكرية إلى خيبة أمل.

لذا، عندما يختلف العنوان عن المقال، نحن أمام حبل مشدود بين الإبداع والاستغلال. الفرق يكمن في النية. هل يهدف الكاتب إلى إثراء تجربة القارئ وإضافة طبقة جديدة من المعنى؟ أم يهدف إلى استغلال فضوله لتحقيق مكاسب آنية؟ إن المقال النقدي الذي يتناول هذه الظاهرة لا يمكن أن يغفل عن هذا التمييز الدقيق. فالعنوان الجيد، حتى وإن كان يختلف عن المقال، يظل جزءًا لا يتجزأ من العمل الفني، بينما العنوان المضلل هو مجرد أداة تسويقية تفتقر إلى أي قيمة حقيقية.

في عالم النشر، اعتدنا على أن يكون العنوان بمثابة البوصلة التي توجه القارئ نحو مضمون المقال. هو الوعد الذي يقطعه الكاتب للقارئ، بأن ما سيجده في الصفحات التالية يتوافق مع الكلمات القليلة التي تزين الأعلى. لكن، ماذا لو خالف العنوان هذا التقليد؟ ماذا لو قرر الكاتب أن يضع عنوانًا يختلف في ظاهره عن جوهر المقال، ليصبح لغزًا ينتظر الحل، أو فخًا يجذب الفضوليين؟

هذه الممارسة، التي قد تبدو للبعض مجرد استعراض فني أو محاولة لزيادة عدد النقرات، تحمل في طياتها بعدًا نقديًا أعمق. إنها تحدٍ مباشر للمنطق السائد الذي يربط بين العنوان والمحتوى برباط وثيق. فالعنوان الذي لا يكشف عن كل شيء يجبر القارئ على التفكير، على الغوص أبعد من السطح، وعلى إعادة تشكيل توقعاته. إنه يمارس نوعًا من الضغط المعرفي الذي يدفعنا إلى البحث عن الروابط الخفية، عن الخيط الرفيع الذي يجمع بين ما قيل وما لم يُقل صراحة.

قد يكون هذا التباين مقصودًا لعدة أسباب. ربما يهدف الكاتب إلى إثارة دهشة القارئ، أو ربما يريد أن يوجه الضوء على مفارقة معينة في الموضوع. على سبيل المثال، قد يكون عنوان المقال ساخرًا بينما محتواه جاد، أو عنوانه شعريًا بينما جوهره واقعي وصادم. هذا التناقض يخلق توترًا إبداعيًا يدفع القارئ إلى المشاركة الفكرية، ليس فقط كمتلقٍ سلبي للمعلومة، بل كشريك في عملية فك شفرات النص.

ولكن، يجب أن نكون حذرين. فليس كل تباين بين العنوان والمقال هو فعل إبداعي. أحيانًا يكون مجرد "طُعم" لاجتذاب القراء، حيث يتم استخدام عناوين براقة ومضللة لا تمت للمحتوى بصلة، وهو ما يُعرف بـ"clickbait". هذا النوع من الممارسة يكسر الثقة بين الكاتب والقارئ، ويحول تجربة القراءة من رحلة فكرية إلى خيبة أمل.

لذا، عندما يختلف العنوان عن المقال، نحن أمام حبل مشدود بين الإبداع والاستغلال. الفرق يكمن في النية. هل يهدف الكاتب إلى إثراء تجربة القارئ وإضافة طبقة جديدة من المعنى؟ أم يهدف إلى استغلال فضوله لتحقيق مكاسب آنية؟ إن المقال النقدي الذي يتناول هذه الظاهرة لا يمكن أن يغفل عن هذا التمييز الدقيق. فالعنوان الجيد، حتى وإن كان يختلف عن المقال، يظل جزءًا لا يتجزأ من العمل الفني، بينما العنوان المضلل هو مجرد أداة تسويقية تفتقر إلى أي قيمة حقيقية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير