الجيش السوري يبدأ عملية حاسمة في السويداء لبسط السيطرة
أعلنت وزارة الدفاع السورية، صباح الثلاثاء، عن بدء وحدات من الجيش السوري الدخول إلى مركز محافظة السويداء جنوبي البلاد، في إطار عملية تهدف إلى إعادة فرض الأمن وملاحقة من وصفتهم بـ"الخارجين عن القانون".
وأفادت إدارة الإعلام والاتصال في الوزارة أن القوات ستعمل على "بسط السيطرة وإنهاء الفوضى في السويداء"، مشيرة إلى أن "الجيش بدأ فعلياً الانتشار في مركز المدينة".
ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن العمليات العسكرية متواصلة في محيط المدينة، حيث تواصل القوات ملاحقة المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون.
ودعت وزارة الدفاع أهالي السويداء إلى البقاء في منازلهم والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة للمجموعات التي قد تلجأ إلى استخدام الأحياء المدنية كغطاء لتحركاتها.
من جانبها، رحبت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع إلى المدينة، مؤكدة دعمها لجهود الدولة في تأمين المدينة واستعادة الاستقرار. كما دعت جميع الفصائل المحلية إلى التعاون وتسليم سلاحها.
وفي خطوة موازية، أعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، فرض حظر تجول شامل في المحافظة "حتى إشعار آخر"، محمّلاً المرجعيات الدينية والفصائل المسلحة مسؤولية التعاون الكامل لضمان الأمن في مركز المدينة.
جدير بالذكر أن بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت القوات الحكومية الجديدة الانتشار في المحافظات، إلا أن رتلاً عسكرياً امتنع عن دخول السويداء آنذاك بناءً على موقف من الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ عقل الطائفة الدرزية، وذلك لتجنب إراقة الدماء.
وفي ظل غياب مؤسسات الدولة، تولت مجموعات محلية مهام التأمين الذاتي، لكنها لم تنجح في ضبط الأمن، مما استدعى تدخل القوات النظامية لإنهاء حالة الانفلات.
وشهدت المدينة الأحد الماضي اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة درزية وأخرى بدوية، إثر عمليات مصادرة متبادلة للمركبات، استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بحسب ما نقلته وكالة "سانا".
يشار إلى أن فصائل سورية كانت قد أعلنت، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، السيطرة الكاملة على البلاد، منهية أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث ونظام عائلة الأسد.