facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أرقام سياحية “مبشّرة” تقابلها أزمة ميدانية خانقة في القطاع

أرقام سياحية “مبشّرة” تقابلها أزمة ميدانية خانقة في القطاع


القبة نيوز - في وقت أعلنت فيه وزارة السياحة والآثار عن تحقيق ارتفاع ملحوظ في أعداد الزوار والدخل السياحي خلال النصف الأول من عام 2025، يؤكد عاملون في القطاع أن السياحة تعيش إحدى أسوأ أزماتها منذ جائحة كورونا، وسط تشكيك واسع في مدى انعكاس هذه المؤشرات الإيجابية على الواقع الفعلي للمؤسسات والمنشآت السياحية في المملكة.

وبين أرقام رسمية "واعدة” وواقع ميداني "قاتم”، تجدد الجدل حول آلية احتساب أعداد السياح، وما إذا كانت بيانات الزوار تعني بالضرورة تعافي القطاع وازدهاره.

ووفق بيانات رسمية، استقبلت المملكة خلال شهر حزيران وحده نحو 595 ألف زائر دولي، بزيادة بلغت 8% مقارنة بالشهر ذاته من عام 2024، فيما بلغ عدد الزوار الدوليين خلال الربع الثاني 1.784 مليون زائر، بنسبة نمو وصلت إلى 23%. أما النصف الأول من العام، فقد سجل استقبال 3.292 مليون زائر، بزيادة 18%.

لكن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، بحسب نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات، الذي أكد أن "القطاع السياحي يعاني من شلل حقيقي؛ الفنادق شبه فارغة، والمطاعم متوقفة، والعديد من شركات السياحة والنقل تواجه خطر الإغلاق الكامل”.

وأشار هلالات، في تصريحات لصحيفة "الغد”، إلى أن شهر حزيران تحديداً شهد تعليقاً وإلغاء للعديد من الرحلات الجوية إلى الأردن بسبب التوترات الإقليمية، لا سيما التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، ما أدى إلى شبه توقف في حركة السياحة، بما في ذلك الفنادق ومحلات التحف والأسواق والمواقع الأثرية.

وأضاف أن آثار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ تشرين الأول 2023 لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على القطاع، موضحًا أن تصنيف الأردن ضمن مناطق التوتر في نشرات السفر الأجنبية ساهم في انخفاض كبير بالحجوزات وغياب شبه كامل للسياحة في مناطق مثل البترا ووادي رم ومادبا والعقبة.

وأكد أن الحركة السياحية الفعلية تقتصر على عمان ومحيطها، بينما تعاني باقي الوجهات السياحية من ركود شبه تام، مشددًا على أن "الأرقام المعلنة لا تمثل تدفقات سياحية تقليدية”.

وطالب هلالات الحكومة بإطلاق خطة طوارئ لإنقاذ القطاع، تبدأ بالاعتراف بالأزمة، وتضم إجراءات مثل تقديم دعم مباشر، وجدولة الديون، وتخفيض الضرائب والرسوم، إلى جانب تفعيل صندوق المخاطر السياحية وإطلاق حملة وطنية تعيد الثقة بالسوقين المحلي والدولي.

من جهته، أوضح الخبير السياحي الدكتور نضال ملو العين أن البيانات الصادرة "صحيحة من حيث التعداد الإحصائي”، لكنها لا تمثل الواقع الاقتصادي للقطاع، موضحًا أن هذه الأرقام تتضمن المغتربين والزائرين العابرين ومسافري الترانزيت، بل وحتى من دخل البلاد لحضور مناسبة اجتماعية.

وأشار إلى أن التوترات الإقليمية دفعت العديد من الأجانب إلى مغادرة إسرائيل عبر الأردن، كما شهدت المملكة حركة عبور كبيرة من سوريين وعراقيين وفلسطينيين، قائلاً: "هذا عبور اضطراري وليس نشاطاً سياحياً حقيقياً، ولا يصح احتسابه كمؤشر على تعافي القطاع”.

بدوره، قال نبيه ريال، عضو جمعية السياحة الوافدة والناطق باسمها، إن "الأرقام التي أعلنتها وزارة السياحة أعطت صورة غير واقعية عن أداء القطاع، فالحجوزات السياحية الحقيقية تكاد تكون معدومة، ونسب الإشغال في فنادق الجنوب وصلت إلى الصفر”.

وأضاف ريال أن "العديد من المنشآت السياحية، خاصة في البترا، أغلقت أبوابها، والوضع الراهن أسوأ حتى مما كان عليه خلال الجائحة، دون وجود أي خطة حكومية واضحة لدعم هذه المؤسسات وإنقاذها من الانهيار”.














(المصدر: صحيفة الغد)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير