حادث دهس يُفجع مادبا.. ووالد الطفلة جوان: “الكرامة لا تُصوَّر”

القبة نيوز - في مشهد مأساوي هزّ مشاعر الأردنيين، شهدت محافظة مادبا جريمة دهس مؤلمة راحت ضحيتها الطفلة جوان السلايطة، التي لفظت أنفاسها الأخيرة على قارعة الطريق قرب إشارة كنيسة الرسل، بعد أن فرّ السائق من موقع الحادث.
الحادث، الذي وقع وسط النهار وأمام أعين المارّة، لم يكن مجرد مأساة مرورية، بل كشف عن جانبٍ قاتم في التعامل الإنساني مع الكوارث. إذ لم يهرع بعض الموجودين لمساعدة الطفلة أو طلب الإسعاف، بل اختاروا رفع هواتفهم لتوثيق اللحظة، غير آبهين بصراخ الألم أو صمت الموت.
عبّر والد الطفلة، منور السلايطة، عن صدمته المزدوجة: الأولى بفقدان فلذة كبده، والثانية بنشر مقطع مصوّر يُظهر ابنته في لحظات حرجة، قبل أن تفارق الحياة.
وقال السلايطة:
"ما كنا نحتاجه في تلك اللحظة هو إنسان يضع يده بيد ابنتنا.. يسعفها، لا أن يُصوّرها. ما حدث كان طعنة في قلب الأبوة والإنسانية”.
وأشار إلى أن العائلة تلقت صدمة نفسية لا تقلّ قسوة عن الفقد، بعد تداول الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل، مطالبًا الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري لمحاسبة من قام بالتصوير والنشر، مؤكدًا أن الكرامة الإنسانية يجب أن تكون فوق كل اعتبار.
وختم بصوت يعتصره الألم:
"إلى أين وصل بنا الحال؟ هل أصبح توثيق اللحظة أهم من إنقاذ إنسان؟ هل تحوّل الألم إلى محتوى؟”
السلطات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على السائق بعد نحو خمس ساعات من الحادث، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لمحاسبة كل من تهاون أو استهان بحياة وكرامة جوان، تلك الطفلة التي ودّعت الحياة وسط لامبالاة البعض وعدسات هواتفهم.
(المصدر : الوكيل الإخباري)