facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

علا شربجي تكتب :التسلل الإعلامي الإخواني .. اختراق ناعم لبنية الوعي و تفعيل هادئ لمنبر أيدولوجي

علا شربجي تكتب :التسلل  الإعلامي الإخواني .. اختراق ناعم لبنية الوعي و تفعيل هادئ لمنبر أيدولوجي
القبة نيوز- بات  الإعلام الإخواني، أو يمكن أن نطلق عليه بـ "الإعلام البديل” الذي ينتمي لفكر  التنظيمات الإخوانية يعتبر وسيلة رئيسية لتشكيل الوعي المجتمعي، اذ لا يمكن النظر اليه على انه مجرد قناة نقل للرسائل بل يمكن اعتباره على انه  أداة فعالة لتمرير أجندات سياسية وإيديولوجية متخفية تحت غطاء الاستقلالية والموضوعية. 
يتسم الإعلام الأردني بالتنوع و هو ما يمكن ان يعرضه للتغلغل الإعلامي للإخوان  الذي يعتبر أخطر من أي تحركات سياسية أو اجتماعية أخرى.

الإعلام الإخواني ليس بريئًا

يتعمد بعض الإعلاميين  الذين يرتبطون بحركة الإخوان المسلمين إلى توجيه الرأي العام لصالح أجندات خاصه ، حتى وإن كانت تلك الأجندات تتناقض مع مصلحة الدولة الأردنية.
ليتعدى بذلك دورهم في نقل  الأحداث أو المعلومات بموضوعية 

يخفون  الولاء العميق للأيديولوجيا الإخوانية التي تتجاوز الحدود الوطنية، وتعمل على إشاعة خطاب يعزز من ثقافة الاستقطاب والتقسيم بين فئات المجتمع بحجة حرية الرأي والتعبير”

ومن خلال التركيز على القضايا الإنسانية مثل حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والفقر، يحاولون استقطاب قطاعات واسعة من الجمهور دون أن يظهروا علنًا انتماءاتهم الحزبية.

تأثير الإعلام الإخواني على الخطاب العام

إن الإعلام في أي دولة يُعد أحد أهم مؤشرات القوة الناعمة، وعندما يتحكم فيه تيار له أجندات سياسية متشابكة مع خارج الدولة، يصبح تأثيره أكبر وأخطر من أي تحرك سياسي علني. في الحالة الأردنية، حيث يتسم الوضع الإقليمي بالقلق والتوترات، يكتسب الإعلام الإخواني دورًا مزدوجًا، فهو من جهة يدعي الدفاع عن مصالح المواطنين، ومن جهة أخرى يسعى لتوجيه النقاش العام بما يتماشى مع أجندة التنظيم.

و بهذا يصعب على المواطنين التفريق بين الحقيقة و التحريف 
لقدرة الإعلام الإخواني  على بناء سردية بديلة عن الواقع، حيث يعيد صياغة الأحداث ويمنحها سياقًا يتناسب مع رؤيته الخاصة و هو ما  يؤدي إلى تشويش الوعي العام 

اهم ما يميز الإعلام الإخواني عن السياسيين الإخوان هو أنه يتمتع بقدرة على الانتشار والانتقال بين الأجيال والأوساط الاجتماعية المختلفة. إذ يمكن للإعلاميين أن يظهروا في صورة "مستقلين” و”محايدين”، ولكن في الواقع هم ينقلون خطابات مشبعة بالأيديولوجيا الإخوانية التي تتنكر تحت مسميات مثل "الحرية” و”العدالة الاجتماعية”.

في حال كانت التيارات السياسية التقليدية قد فقدت بعض قوتها، فإن الإعلام الإخواني يمكنه ملئء الفراغ بشكل تدريجي، من خلال ترويج أفكارهم بين الشباب والأجيال الجديدة. 
الخطاب الإعلامي الإخواني يتسلل بلطف عبر منصات الأخبار، والمواقع الإلكترونية، وحتى برامج الترفيه، ليزرع في عقول المتلقين صورة مشوهة عن الحقائق، وبالتالي يستمر في بناء مجتمع منقسم، يضع مصالح التنظيمات العابرة للحدود قبل مصلحة الوطن.

الآثار المستقبلية للتغلغل الإعلامي للإخوان

ان الإعلام لا يشكل فقط الوعي العام، بل يسهم في تشكيل القيم والمفاهيم التي يتم تداولها، مما يعزز من إمكانية تكوين حركات اجتماعية وشبابية لا تعي حقيقة الأجندات التي تديرها تلك التنظيمات.
و هذا هو ما يسمى بالتأثير الناعم للإعلام الإخواني الذي يتجاوز التصريحات السياسية إلى تغيير طويل الأمد في بنية المجتمع الأردني.

فإذا تم ترك هذا التغلغل الإعلامي دون معالجة جدية، فسيؤدي ذلك إلى إضعاف الهوية الوطنية الأردنية، ويساهم في إطالة أمد الاستقطاب الطائفي والفكري بين أفراد المجتمع. ففي نهاية المطاف، إن الوعي الجمعي للأمة يتأثر بما يُبث في الإعلام، وإذا كانت هذه الأيديولوجيات هي التي تسيطر على منصات الإعلام المؤثرة، ستصبح القيم الوطنية في خطر.

كيف يمكن للدولة مواجهة التغلغل الإعلامي للإخوان

ان حل التنظيمات أو التصريحات سياسية لم يعد يكفي في ظل هذا الانفتاح 
بل يجب أن يكون هناك وعي حقيقي بأخطار الإعلام كأداة لفكر الإخوان. 
مواجهة التغلغل الإعلامي لا يمكن تحقيقه  بالرقابة القانونية بل يتطلب  بناء استراتيجيات إعلامية وطنية قادرة على تقديم خطاب موازٍ يستند إلى القيم الوطنية، والتنوع الثقافي، والحقوق السياسية والاجتماعية.

يجب الحرص على تفعيل  الرقابة الإعلامية على المحتوى الذي يُروج من قبل الإعلاميين المرتبطين بالإخوان المسلمين، مع تعزيز الشفافية والمصداقية في الإعلام الوطني لضمان أن يبقى هذا المنبر مسؤولًا عن نقل الحقيقة بعيدًا عن الأيديولوجيات الخفية و الدفع لتشاركية البناء مع المواطن و حمايته من الخروقات الفكرية التخريبية التي تبني مصالحها ضد مصلحة الوطن . 

و أخيرًا … قد يكون هناك من يظن أن الإعلام ليس أداة فاعلة بما يكفي لكن في ظل المتغيرات السياسية الحالية أصبح من الضروري التسلح بالوعي الإعلامي لمواجهة الفكر الإخواني الذي يعيد تشكيل المشهد الأردني بأساليب ناعمة لكن خطيرة .
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير