ارتفاع أسعار النفط وسط المخاوف من الحرب التجارية مستمرة

القبة نيوز- ارتفعت أسعار النفط يوم الإثنين بشكل طفيف بعد صدور بيانات صينية أظهرت انتعاشًا حادًا في واردات النفط الخام خلال شهر مارس، إلا أن المخاوف بشأن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا تزال تلقي بظلالها، مما قد يُضعف النمو الاقتصادي العالمي ويؤثر سلبًا على الطلب على الوقود.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا قدره 6 سنتات، أو بنسبة 0.09%، لتصل إلى 64.82 دولارًا للبرميل (بحلول الساعة 06:32 بتوقيت غرينتش). أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد ارتفع بمقدار 9 سنتات، أو بنسبة 0.15%، ليبلغ 61.59 دولارًا للبرميل.
ووفقًا للبيانات الصادرة يوم الإثنين، فقد قفزت واردات الصين من النفط الخام في مارس بنسبة تقارب 5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مدعومة بزيادة في شحنات النفط الإيراني وانتعاش في الصادرات الروسية.
لكن على الرغم من هذا الارتفاع، فقد تراجعت أسعار خام برنت وغرب تكساس بأكثر من 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر، مما دفع المحللين إلى خفض توقعاتهم لأسعار النفط في ظل تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تتوقع شركة "غولدمان ساكس" أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولارًا للبرميل، وخام غرب تكساس 59 دولارًا خلال ما تبقى من عام 2025، على أن ينخفض المتوسط إلى 58 و55 دولارًا على التوالي في عام 2026. وأضاف محللوها بقيادة دان سترويفن أن الطلب العالمي على النفط في الربع الرابع من 2025 سيرتفع فقط بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مقارنة بالعام السابق، مشيرين إلى أن أكبر تباطؤ في الطلب سيتركز في المواد الأولية للبتروكيماويات.
من جهتها، خفضت شركة "BMI"، التابعة لمؤسسة "فيتش سوليوشنز"، توقعاتها لسعر خام برنت لعام 2025 من 76 إلى 68 دولارًا للبرميل، مشيرة إلى أن التباطؤ في النشاط الاقتصادي سيؤثر على الطلب. كما أشارت إلى أن الفارق السعري لعقود برنت بين ديسمبر 2025 وديسمبر 2026 قد دخل في وضع "الكونتانغو"، وهو ما يعني أن أسعار الأشهر المقبلة أعلى من الأسعار الحالية، مما يدل على وفرة في المعروض.
في تطور جديد، رفعت الصين يوم الجمعة الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية إلى 125%، ردًا على قرار الرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم على السلع الصينية، مما زاد من حدة الحرب التجارية التي تهدد سلاسل التوريد العالمية.
وعلى الرغم من أن ترامب منح استثناءات من الرسوم الجمركية العالية على الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب وبعض الإلكترونيات الأخرى يوم السبت، إلا أنه صرّح يوم الأحد بأنه سيعلن خلال الأسبوع المقبل عن الرسوم الجمركية الجديدة على أشباه الموصلات المستوردة.
وقد أثارت هذه التصعيدات مخاوف من أن الصادرات غير المباعة ستواصل الضغط على الأسعار المحلية في الصين. وقالت "موديز أناليتكس" في تقرير أسبوعي إن "بيانات التضخم الأخيرة في الصين تعكس اقتصادًا غير مستعد للدخول في حرب تجارية"، حيث انخفضت أسعار المستهلك للشهر الثاني على التوالي، وسجلت أسعار المنتجين انخفاضها الثلاثين على التوالي.
وفي ظل هذه الأجواء، خفضت شركات الطاقة الأميركية عدد منصات الحفر الأسبوع الماضي بأعلى وتيرة منذ يونيو 2023، ليتراجع عدد منصات النفط والغاز الطبيعي للأسبوع الثالث على التوالي، وفقًا لبيانات شركة "بيكر هيوز".
وفي مؤشر آخر محتمل لدعم أسعار النفط، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت يوم الجمعة إن الولايات المتحدة قد توقف صادرات النفط الإيرانية كجزء من خطة إدارة ترامب للضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.
لكن في المقابل، عقدت الولايات المتحدة وإيران محادثات "إيجابية وبناءة" في سلطنة عمان يوم السبت، واتفق الطرفان على عقد جولة جديدة من الحوار الأسبوع المقبل بهدف معالجة التوتر المتزايد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
واختتم محللو بنك ING بقيادة وارن باترسون بالقول: "قد تُسهم هذه المحادثات في تقليل المخاطر المرتبطة بالعقوبات في سوق النفط، خاصة إذا استمرت المفاوضات في الاتجاه الإيجابي." - وكالات