تقدم الصين في الذكاء الاصطناعي يهدد التفوق التكنولوجي الأمريكي
القبة نيوز- كتبت مجلة The Economist أن الولايات المتحدة حاولت منع الصين من اللحاق بها في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن التقدم الأخير للصين "يقلب الصناعة ويضع صانعي السياسة الأميركيين في موقف محرج".
وقال مراقبو الصناعة إن التطور السريع الأخير لصناعة الذكاء الاصطناعي في الصين، وخاصة في تقنية النماذج اللغوية واسعة النطاق، قد عرقل بشكل كبير سياسة القمع الأميركية.
وفي اليوم الافتتاحي للاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) لعام 2025، أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة DeepSeek نموذجها المفتوح المصدر الأحدث DeepSeek-R1، الذي حقق اختراقًا تقنيًا مهمًا باستخدام أساليب التعلم العميق البحتة لتمكين الذكاء الاصطناعي من اكتساب قدرات استنتاج ذاتية.
وفي مهام مثل الرياضيات، البرمجة، واستنتاج اللغة الطبيعية، أظهر هذا النموذج أداءً مشابهًا للنماذج الرائدة من شركات كبيرة مثل OpenAI، وفقًا لشركة DeepSeek.
وأصبحت التكنولوجيا الصينية للذكاء الاصطناعي موضوعًا ساخنًا في المناقشات ذات الصلة بالاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا.
وقال ماكس تيغمارك، خبير الذكاء الاصطناعي المعروف في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لوكالة شينخوا إن الصين حققت تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي.
وأضاف تيغمارك أن الصين كانت متأخرة قليلاً في نماذج اللغة الكبيرة المتقدمة قبل عام، لكنها الآن قد لحقت بالركب. وأكد على أن تقويض التعاون العلمي والتكنولوجي بسبب المخاوف الجيوسياسية يُعتبر "غباءً وخطأً كبيرًا".
وبعد بضعة أشهر فقط من إطلاق OpenAI نموذج الاستنتاج o1 في سبتمبر 2024، أطلق فريق Tongyi Qianwen التابع لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة علي بابا النموذج البحثي التجريبي QwQ-32B-Preview في نهاية نوفمبر، والذي أظهر قدرات استنتاج مماثلة أو حتى تفوق o1 في العديد من الاختبارات.
وفي أواخر ديسمبر، أطلقت DeepSeek النموذج الهجين DeepSeek-V3، الذي تجاوزت درجات تقييمه في اختبارات متعددة نماذج مفتوحة المصدر مثل Llama-3.1-405B، وكان أداؤه مشابهًا لأفضل النماذج المغلقة المصدر في العالم مثل GPT-4o وClaude-3.5-Sonnet. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر DeepSeek-V3 أكثر فعالية من حيث التكلفة.
وكتبت مجلة The Economist أن الولايات المتحدة حاولت منع الصين من اللحاق بها في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن التقدم الأخير للصين "يقلب الصناعة ويضع صانعي السياسة الأميركيين في موقف محرج". وأضافت أن نجاح النموذج الصيني، إلى جانب التغييرات في الصناعة بأكملها، قد يعيد تشكيل النمط الاقتصادي لصناعة الذكاء الاصطناعي.
وأشارت صحيفة The New York Times إلى أن الشركات الصينية، بالمقارنة مع عمالقة التكنولوجيا الأميركية مثل Google وOpenAI، قد أوجدت نماذج أرخص وأكثر تنافسية.
قال جيفري دينغ، أستاذ مساعد في جامعة جورج واشنطن متخصص في التقنيات الناشئة والعلاقات الدولية، إن القيود الأميركية على الشرائح الصينية أجبرت المهندسين الصينيين على "تدريب النماذج بفعالية أكبر لتظل قادرة على المنافسة".
إلى جانب النماذج اللغوية الكبيرة، سيجلب الذكاء الاصطناعي الفيزيائي فرصًا جيدة أيضًا للصين.
وقال لي ييفان، الشريك المؤسس لشركة Hesai Technology، في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إنه عندما يتم دمج الذكاء الاصطناعي الرقمي مع المنتجات الفيزيائية سواء في السيارات، الروبوتات، أو الإلكترونيات الاستهلاكية الأخرى تتمتع الشركات الصينية بمزايا كبيرة في إدارة سلاسل التوريد، القدرات التصنيعية، العمليات المغلقة، التحكم في التكلفة، والإنتاج على نطاق واسع. - وكالات