نحو نهاية العقدة.. الركراكي يصنع وحشاً لا يمكن السيطرة عليه
القبة الرياضية - أكد المنتخب المغربي مجدداً دخوله ضمن مجموعة المرشحين المؤهلين للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2025 التي ستقام في بلاده نهاية العام المقبل.
ورغم تأهله بالفعل لبطولة أفريقيا، إلا أن "أسود الأطلس" بصفتهم منتخب الدولة المضيفة نجحوا في التهام الجميع في التصفيات، ليصبحوا المنتخب الوحيد الذي حقق الرقم القياسي بوصولهم إلى 18 نقطة.
ويأتي ذلك بعد الخروج المخيب للآمال للمنتخب المغربي من أمم أفريقيا 2023، حيث انتهت حملة المركز الرابع في المونديال في دور الستة عشر على يد جنوب أفريقيا.
وداعاً نجوم المونديال
شهدت المونديال الماضي في قطر إنجازاً تاريخياً للعرب وإفريقيا، حققه المنتخب المغربي بقدرته على الوصول إلى نصف النهائي واحتلال المركز الرابع.
اعتمد المدرب المغربي وليد الركراكي خلال نهائيات كأس العالم على عدد من اللاعبين البارزين والمخضرمين، مثل حكيم زياش وسفيان بوفال ورومان سايس ويوسف النصيري.
استطاع هذا الجيل التاريخي أن يتخطى طموحات المغاربة والعرب بالوصول إلى الدور قبل الأخير من المونديال.
وكان من المتصور أن الركراكي سيستغل عبقرية هذا الجيل الذهبي في البطولات التالية، لكن الواقع كان عكس ذلك تماما في الفترة الأخيرة.
جيل جديد
لقد تميز العام الماضي على وجه الخصوص بثورة داخل المنتخب المغربي، رغم أنه احتفظ بعدد من العناصر الأساسية حتى الآن.
لكن قائمة المغرب بدأت مؤخرا تتوسع بأعضاء جدد، من بينهم شابات ولاعبون آخرون من ذوي الخبرة، لكنهم لم يجربوا حظهم في السنوات السابقة.
على سبيل المثال، استعان الركراكي في المباريات الأخيرة بأيوب الكعبي، الذي تألق في بطولة أوروبا بقميص أولمبياكوس اليوناني، ليلعب على حساب النصيري في العديد من المواجهات.
هذا بالإضافة إلى إحياء مسيرة سفيان رحيمي الدولية، بالنظر إلى تألقه اللافت مع العين الإماراتي، بالإضافة إلى بروز نجمه خلال مشاركته في أولمبياد باريس الأخيرة مع أسود الأطلس، بعد تجاهله في السنوات الأخيرة.
كما استعان المنتخب المغربي بإبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، الذي غير جنسيته الرياضية بعد أن ارتدى ألوان المنتخب الإسباني في السابق.
ويتمتع عبد الصمد زلزولي بدور أكثر أهمية في الفريق، خاصة في ظل غياب زياش وبوفال في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الجناح الشاب إلياس بن صغير الذي أتيحت له الفرصة للمشاركة في المباريات الأخيرة.
وفي البطولة المحلية، يعتمد الركراكي الآن على المدافع جمال حركاس، لمرافقة نايف أكراد في الدفاع، في ظل غياب أشرف داري مؤخرا.
متفجر
هذا التوليف الجديد جعل المغرب فريقا مرعبا حتى الآن، خاصة في التصفيات الأخيرة، كما يتضح من نتائجه الرائعة.
تمكن المنتخب المغربي من اكتساح كل منافسيه بنتائج كبيرة، حيث فاز على الجابون (4-1) و(5-1)، وليسوتو (1-0) و(7-0)، وجمهورية إفريقيا الوسطى (5-0). ) و(4-0).
إن حقيقة تسجيل المغرب 26 هدفا واستقبال هدفين فقط في 6 جولات، تُظهر أن الركراكي خلق وحشًا جاهزًا لالتهام الجميع في الفترة المقبلة، سواء في كأس الأمم أو تصفيات كأس العالم 2026.
إذا استمرت نتائج ومستويات المغرب على نفس المنوال، فقد ينهي الفريق مشاركته في بطولة أمم أفريقيا بعد سنوات لم ينجح فيها في رفع الكأس الغائبة منذ عام 1976، رغم أنه اقترب في بعض الأحيان.