facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

لمحة عامة عن المشاكل السُّلُوكية عند الأطفال

لمحة عامة عن المشاكل السُّلُوكية عند الأطفال

القبة نيوز - يكتسب الأطفال العديد من المهارات في أثناء نموهم.تعتمد بعض المهارات، مثل السيطرة على التبول والبراز، بشكل أساسي على مستوى نضج أعصاب الطفل ودماغه.أما المهارات الأخرى، مثل سلوك الطفل المناسب في البيت أو المدرسة، فتكون نتيجة تفاعل معقد بين النمو الجسدي والفكري للطفل (التطور المعرفي)، والصحة، والمزاج، والعلاقات مع الأبوين، والأساتذة، ومزودي الرعاية الصحية (انظر أيضا النمو في مرحلة الطفولة).تتطور سُّلُوكيات أخرى، مثل مص الإبهام، عندما يبحث الأطفال عن طرق تساعدهم على التغلب على الشدة النفسية.في حين أن سُّلُوكيات أخرى تتطور استجابةً لنمط الأبوة.


يمكن للمشاكل السُّلُوكية أن تصبح مُقلقة جدًّا، لأنها تهدد العلاقات الطبيعية بين الطفل والآخرين، أو تتداخل مع نموه العاطفي والاجتماعي والفكري.تتضمن المشاكل السُّلُوكية عند الأطفال


تحدث العديد من هذه المشاكل في سياق تطور العادات الطبيعية التي يكتسبها الأطفال.


يمكن لبعض المشاكل السُّلُوكية، مثل تبليل الفراش ( انظر السلس البوليّ عندَ الأطفال)، أن تكون بسيطة وتنحل بسرعة وبشكل عفوي كجزء من نمو الطفل الطبيعي.أما المشاكل السُّلُوكية الأخرى، مثل تلك الناجمة عن اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، فقد تتطلب العلاج المستمر.

 السُّلُوك المرتبط بالشدة النفسية عند الأطفال 


يتعامل كل طفل مع الشدة النفسية بصورة مختلفة.تشمل بعض السُّلُوكيات التي يلجأ إليها الأطفال للتعامل مع الشدة النفسية مص الإبهام، وقضم الأظافر، وأحيانا، هز الرأس.

 


 مص الإبهام 


يُعد مص الإبهام (أو مص اللهاية) جزءًا طبيعيًا من سلوكيات مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يتوقف معظم الأطفال عن ذلك في عمر 1-2 سنة، ولكن قد يستمر هذا السلوك لدى بعض الأطفال حتى دخولهم إلى المدرسة.قد يكون من الطبيعي أن يقوم الطفل بمص إبهامه في أوقات الشدة النفسية، إلا أنّ تحوّل ذلك إلى عادة بعد تجاوز عمر 5 سنوات قد يؤدي إلى تشوهات تشريحية، مثل تبدل شكل سقف الفم، وسوء ارتصاف الأسنان، كما قد يُعرض الطفل للسخرية من أقرانه.يمكن لمص الإبهام المستمر أن يكون علامة على اضطرابات عاطفية كامنة.


في النهاية، يتوقف جميع الأطفال عن عادة مص الإبهام.ينبغي على الأهل التدخل فقط إذا نصحهم طبيب الأسنان بذلك، أو شعروا بأن هذه العادة تُسبب إحراجًا للطفل في مجتمعه.ينبغي على الأهل تشجيع الطفل برفق على التخلي عن هذه العادة وتفهّم ضرورة ذلك.حالما يُظهر الطفل رغبةً في التوقف، يمكن للأهل استخدام عبارات لطيفة لتذكيره إذا نسي أو عاد لمص إصبعه.يمكن أن يتبع ذلك منح مكافآت رمزية توضع مباشرةً على الإبهام، مثل وضع شريط ملون، أو طلاء ظفر الإصبع، أو رسم نجمة بواسطة ألوان غير سُميّة.كما يمكن اتخاذ تدابير إضافية، مثل وضع واقٍ بلاستيكي على الإبهام، ووضع جبيرة على المرفق في أثناء الليل لمنع الطفل من ثنيه ومص إبهامه، أو دهن ظفر الإبهام بمادة مُرّة.ولكن، ينبغي عدم استخدام أي من هذه التدابير رغمًا عن إرادة الطفل.

 


 قضم الأظافر 


يُعد قضم الأظافر من المشاكل الشائعة بين الأطفال الصغار.عادة ما تختفي هذه العادة عندما يصبح الطفل أكبر سنًا، ولكنها غالبًا ما تكون مرتبطًة بالشدة النفسية والقلق.يمكن إرشاد الأطفال المتحمسين للتخلص من هذه العادة لعادات أخرى غير مؤذية، مثل فتل قلم الرصاص باليد.يمكن لنظام المكافآت الذي يساعد الطفل على تجنب السلوك السلبي أن يُعزز من سلوكياته الإيجابية.على سبيل المثال، يمكن إعطاء الطفل مبلغًا صغيرًا من المال في الصباح (10 ريالات على سبيل المثال)، وفي المساء ينبغي عليه إعادة ريال واحد عن كل مرة قام فيها بمص إبهامه.

 


 هز الرأس والأرجحة الإيقاعية 


يُعد هز الرأس والأرجحة الإيقاعية من السلوكيات الشائعة بين الأطفال الأصحاء .وعلى الرغم من أن الأهل يشعرون بالقلق من ذلك، إلا أن الأطفال لا يُظهرون قلقًا حيال ذلك، بل يشعرون بالراحة عند القيام بمثل هذه السُّلُوكيات.


عادةً ما يتخلص الطفل من الأرجحة وهز الرأس مع وصوله إلى عمر 18-24 شهرًا، إلا أنه قد يكرر هذا السلوك بأوقات متفاوتة في مراحل لاحقة من الطفولة وصولاً إلى المراهقة.


كما يمكن للأطفال الذين يعانون من التوحد أو غير ذلك من المشاكل التطورية أن يظهر لديهم سلوك هز الرأس أو غير ذلك من الحركات المتكررة.ولكن، يعاني هؤلاء الأطفال من أعراض أخرى تجعل تشخيص حالاتهم واضحًا.


على الرغم من أن هذه السلوكيات لا تُلحق الأذى بالطفل، إلا أنه من الممكن الحدّ منها (ومن الإزعاج الذي تُسببه) عن طريق إبعاد السرير قليلًا عن الجدار، أو إزالة العجلات من أسفل السرير أو الكرسي، أو وضع سجادة تحت السرير، أو تطبيق بعض البطائن على قضبان السرير.


المشاكل السُّلُوكية ونمط الأبوة والأمومة 


يمكن للثناء والمكافأة أن يُعززا السُّلُوك الجيد عند الطفل.إذا كان الوالدان مشغولان كثيراً، فقد ينتهي المطاف بهما بأن لا يمنحا انتباههما للطفل إلا إذا ارتكب سلوكًا سلبيًا، الأمر الذي قد يعود بنتائج عكسية إذا كان هذا هو الانتباه الوحيد الذي يتلقاه الطفل.وبما أن معظم الأطفال يفضلون الحصول على الاهتمام حتى إن كان بسبب سلوك غير اللائق على عدم الاهتمام مطلقًا، فقد يلجؤون لزيادة وتيرة السلوكيات غير اللائقة بهدف جذب انتباه الآباء، وبالتالي ينبغي على الآباء تخصيص أوقات محددة من كل يوم من أجل التفاعل مع أطفالهم.


قد يُعزى عدد من المشاكل السلوكية البسيطة نسبيًا إلى أنماط الأبوة والأمومة.


مشاكل التفاعل بين الأطفال والآباء هي الصعوبات في العلاقة بين الأطفال وذويهم، والتي قد تبدأ خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة.قد تكون العلاقة بين الطفل وذويه متوترة بسبب


  • صعوبة الحمل أو الولادة

  • الاكتئاب بعد الولادة الذي يؤثِّر في الأم

  • عدم كفاية الدعم الذي تحصل عليه الأم من والد الطفل، أو شريكها، أو أقاربها، أو أصدقائها

  • إهمال الأب لمسؤولياته


يمكن لمواعيد نوم الطفل وطعامه غير المنتظمة أو غير المتوقعة أن تساهم في صعوبة تأسيس علاقة قوية بين الطفل وذويه.لا تتأسس عادة النوم الليلي عند معظم الأطفال إلى أن يبلغوا من العمر 3-4 أشهر.يمكن للعلاقة السيئة بين الطفل وذويه أن تُضعف من مهاراته الذهنية والاجتماعية وتسبب اضطراب نموه.


يمكن للطبيب أو الممرضة مناقشة الأهل حول مزاج طفلهم، وتقديم المعلومات والنصائح المفيدة لتجاوز المشاكل.قد يصبح الوالدان بعد ذلك أكثر قدرة على تصور الأمور بواقعية أكثر، وقبول شعورهم بالذنب والنزاع مع الطفل كأمر طبيعي، ومحاولة إعادة بناء علاقة صحية.إذا لم يَجرِ إصلاح العلاقة، قد يستمر الطفل في مشاكل في وقت لاحق.


تساهم التصورات غير الواقعية في فهم المشاكل السُّلُوكية.على سبيل المثال، قد يعتقد الآباء بأن الطفل البالغ من العمر سنتين يعاني من مشكلة سلوكية إذا لم يقم بالتقاط ألعابه بنفسه دون مساعدة من أحد.وقد يُخطئ الآباء في تفسير سلوكيات طبيعية أخرى مرتبطة بالعمر لطفل يبلغ من العمر سنتين، مثل رفض الالتزام بطلبات الكبار أو أوامرهم.


الدورة الذاتية الدائمة self-perpetuating cycle هي حلقة مُفرغة من السُّلُوك السلبي (غير المناسب) من قبل الطفل تُسبب استجابة سلبية (غاضبة) من الوالدين أو مقدم الرعاية، يليها المزيد من السُّلُوك السلبي من قبل الطفل، ممَّا يؤدِّي إلى استجابة سلبية أخرى من قبل لوالدين.غالبًا ما يعزز الانتباه الذي يتلقاه الطفل من والديه من قيامه بالسلوك غير اللائق.


عادة ما تبدأ الدورة الذاتية الدائمة عندما يكون الطفل عدوانيًا ومقاومًا للأهل.قد يستجيب الوالدان أو مقدمو الرعاية للسلوك السلبي بالتوبيخ، والصراخ، والضرب.قد تنجم الدورات الذاتية الدائمة أيضًا عندما يستجيب الآباء بمزيد من الحماية والتسامح مع الطفل الخائف، أو المتشبث بذويه، أو المتلاعب بهم.


يمكن كسر الدورة الذاتية الدائمة إذا تعلم الأهل كيفية تجاهل السلوك السلبي الذي لا يُسيء للآخرين، مثل نوبات الغضبالمزاجية أو رفض تناول الطعام.كما إن إعادة توجيه انتباه الطفل إلى أنشطة محببة لديه يساعد الأهل على مكافأة سلوكه الجيد، الأمر الذي يجعل الطفل والآباء يشعرون بالنجاح.أما بالنسبة للسلوكيات التي لا يمكن تجاهلها، فيمكن تجريب طريقة تشتيت الانتباه أو تقنية العزل المؤقت.


مشاكل التأديب هي سلوكيات غير مناسبة تحدث بسبب عدم فعالية العملية التأديبية.يختلف مصطلح التأديب عن مصطلح العقاب.حيث يقوم التأديب على تزويد الطفل بتصورات واضحة وملائمة لعمره تسمح له بمعرفة ما هو متوقع منه.تُعد المكافأة على السلوك الجيد خيارًا أسهل وأفضل لكل من الأهل والطفل بالمقارنة مع العقاب على السلوك السلبي.


بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، قد تنشأ مشاكل سلوكية عندما يسعى الأطفال إلى تحرير أنفسهم من قواعد الأبوين ورقابتهما (انظر المشاكل السُّلُوكية عندَ المراهقين).يجب على الآباء تعلم كيفية التفريق بين مثل هذه المشاكل وأخطاء سوء التقدير.


المُعالجَة 


  • التدخل المبكر

  • استراتيجيات تعديل السلوك عند الآباء


يهدف العلاج إلى تغيير العادات غير المرغوب فيها من خلال دفع الطفل إلى رفض السلوك السلبي والعمل على تغييره بنفسه.غالبًا ما يتطلب الوصول إلى هذا الهدف تعديلاً مستمرًا في الإجراءات التي يتخذها الوالدان، ممَّا يؤدِّي في النهاية إلى تحسن سُّلُوكيات الطفل.


تحتاج المشاكل السُّلُوكية إلى معالجة في وقت مبكر، وذلك لأن استمرارها لفترة أطول يزيد من صعوبة التعامل معها.قد لا يحتاج الأمر في بعض الأحيان أي تداخل مكثف، ويكفي طمأنة الأهل بأن سلوك الطفل طبيعي، مع تزويدهم ببعض الاقتراحات والنصائح.من الاقتراحات البسيطة والعملية، أن يُمضي الوالدان 15-20 دقيقة يوميًا مع الطفل في ممارسة نشاطات محببة إليه، أو أن يقوما بالثناء على السلوكيات الجيدة للطفل.كما يُشجع الآباء على قضاء بعض الوقت بعيداً عن الطفل من حين لآخر.


وتشمل الاستراتيجيات الإضافية لتعديل السُّلُوك كلاً ما يلي:


  • تحديد محفِّزات السلوك عند الطفل والعوامل التي قد تعززه عن غير قصد (مثل الاهتمام الزائد).

  • تحديد السلوكيات المحببة والسلوكيات المرفوضة بشكل واضح للطفل

  • وضع قواعد ورسم حدود بشكل منسجم ولا يحتمل الانتقائية في التنفيذ

  • مراقبة مدى التزام الطفل بتلك القواعد والحدود

  • تقديم المكافآت المناسبة عند نجاح الطفل في الالتزام بالقواعد والحدود، وفرض عقوبات على السُّلُوكيات غير اللائقة

  • الحدّ من إظهار الغضب عند تطبيق القواعد، وزيادة التفاعل الإيجابي مع الطفل


ومع ذلك، يمكن لجهود الأهل للسيطرة على الطفل من خلال التوبيخ أو العقاب الجسدي مثل الضرب على المؤخرة أن يكون فعالاً لفترة قصيرة إذا جرى اللجوء إليه بشكل محدود.ولكن هذه الطرق لا تؤدي عمومًا إلى تعديل السلوك السلبي عند الطفل بشكل كافٍ، وقد تُقلل من إحساس الطفل بالأمان أو احترام الذات.وعلاوة على ذلك، فقد يفقد الأب أو الأم صوابهما عند ضرب الطفل على مؤخرته ويتجاوزا الحدود المعقولة لذلك، مما يبعث برسالة للطفل مفادها أن الاعتداء الجسدي هو وسيلة مقبولة للتعامل مع الحالات غير المرغوب فيها.قد يكون إجراء العزل المؤقت للطفل مفيدًا .ولكن، ينبغي التذكر بأن جميع تلك العقوبات قد تصبح غير فعالة في حال الإفراط في استخدامها أو اللجوء إليها بشكل انتقائي أو مزاجي.كما إن تهديدات الوالدين للطفل بتركه أو الابتعاد عنه قد تكون ضارة نفسيًا له.


إذا لم تتعدل المشكلة السُّلُوكية خلال 3-4 أشهر، فقد يوصي الطبيب بتقييم الصحة النفسية للطفل.

 


 تقنية العزل المؤقت 


يستخدم هذا الأسلوب التأديبي على أفضل وجه عندما يدرك الأطفال أن أفعالهم غير صحيحة أو غير مقبولة، وعندما يرون أن العقاب هو عدم منحهم الانتباه.لا يدرك الأطفال عادةً بأن عدم منح الاهتمام هو عقاب مرتبط بسلوك غير مرغوب فيه إلى أن يبلغوا من العمر عامين اثنين.يجب توخي الحذر عند استخدام هذه الطريقة ضمن مجموعات الأطفال، مثل مراكز الرعاية النهارية، لأنها قد تؤدي إلى إهانة الطفل والتأثير عليه بشكل سلبي.


يمكن تطبيق هذه التقنية عندما يسيء الطفل التصرف بطريقة يعرف أنها ستؤدي إلى عزله مؤقتًا.ينبغي أن يتلقى الطفل في البداية عبارات وتذكيرات لفظية بأن سلوكه خاطئ وسوف يؤدي إلى العزل المؤقت.


  • يجري شرح السلوك غير اللائق للطفل، ويُطلب منه الجلوس في كرسي العزل، أو اصطحابه إليه إذا لزم الأمر.

  • يجب أن يجلس الطفل في الكرسي لمدة دقيقة واحدة لكل سنة من العمر (بحد أقصى 5 دقائق).يجب تجنب استخدام القيود المادية (مثل الحبال أو السلاسل).

  • يُعاد الطفل الذي ينهض من الكرسي قبل الوقت المخصص له إلى الكرسي، ويُعاد تشغيل عداد العزل المؤقت من جديد.ينبغي تجنب التواصل البصري مع الطفل في أثناء عزله.

  • عندما يحين الوقت لكي ينهض الطفل من على الكرسي، يسأل مقدم الرعاية الطفل حول سبب العزل بدون غضب أو تذمر.لا مانع من تذكير الطفل بالسبب إذا لم يتذكر السبب الصحيح.لا داعٍ لدفع الطفل إلى التعبير عن الندم على السلوك غير اللائق طالما أنه فهم سبب العزل المؤقت.


بعد العزل المؤقت، ينبغي على مقدم الرعاية بذل الجهد لتحديد السلوك الجيد والثناء على الطفل عند القيام به.قد يكون من الأسهل تحقيق السلوك الجيد إذا جرى توجيه الطفل إلى نشاط جديد بعيدًا عن مكان حدوث السلوك غير اللائق.


في بعض الأحيان، قد يتفاقم سلوك الطفل غير اللائق عندما يجري استخدام طريقة العزل المؤقت.في مثل هذه الحالات، يمكن لمقدم الرعاية أن يوجه الطفل إلى نشاط آخر قبل نفاد الوقت الكامل.يجب عدم توجيه الطفل إلى سلوك جديد إلا بعد أن يفهم سبب اللجوء إلى العزل المؤقت.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )