facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

علاج اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية بالخلايا التائية

علاج اللوكيميا وسرطان الغدد الليمفاوية بالخلايا التائية

القبة نيوز- يتوفر الآن علاج جديد للسرطان يُعرف باسم العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية في مشفى أجيبادم ألتوني زاده بتركيا. ويعتبر هذا العلاج "الرصاصة السحرية" الجديدة ضد السرطان، حيث يعتبر علاجاً فردياً للغاية يستخدم الخلايا المناعية للمريض ويعدلها لاكتشاف الخلايا السرطانية ومهاجمتها. نظراً لأنه إجراء جديد ومعقّد ومن المحتمل أن يكون محفوفاً بالمخاطر، يتم تطبيقه في عدد قليل من المراكز الطبية المتقدمة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية فقط. وتعتبر مشفى أجيبادم ألتوني زاده هي الأولى من نوعها في تركيا والمنطقة في إجراء هذا العلاج الجديد. وصف البروفيسور الحاصل على دكتوراه في الطب ورئيس وحدة زراعة نخاع العظام للبالغين في مشفى أجيبادم ألتوني زاده سيريت راتب العلاج الجديد بأنه "اختراق كبير"، وأبلغ عن نتائج أولية واعدة في حالات المرضى الذين يعانون من بعض أنواع سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية المقاوم للعلاج أو الانتكاس، في حين أن بعض العلاجات الأخرى المتاحة قد فشلت.


ما هو العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية، ولماذا يعتبر هاماً؟

يتعرف جهازنا المناعي عادةً على الخلية التي تسبب السرطان ويقضي عليها، وهذا نوع من النظام الطبيعي المضاد للأورام داخل أجسامنا، يحارب الخلايا التي أصبحت ورمية. يوضح البروفيسور سيريت راتب أن فشل هذا النظام وانهياره يؤدي إلى عدم قدرة جهاز المناعة في جسم الإنسان على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، وهو السبب وراء معظم أنواع السرطان.

الخلايا التائية هي نوع من الخلايا الليمفاوية التي تلعب دوراً مهماً في استجابتنا المناعية لأي تهديد، مثل العدوى والمواد المسببة للحساسية والأورام أيضاً، لكن الخلايا السرطانية خبيرة في التخفي وتجنب كشفها من قبل هؤلاء المحاربين في الجسد. عادة ما يتعرف جهاز المناعة لدينا على خلايا العدو من خلال إيجاد بروتينات معينة تسمى "المستضدات" على سطح تلك الخلايا. وهي تعمل كالقفل والمفتاح: لا يمكن فتح القفل إلا بالمفتاح الصحيح، بنفس الطريقة التي يمتلك بها كل مستضد أجنبي مستقبل مناعي فريد، ولاكتشاف الخلايا السرطانية وتدميرها، يحتاج الجهاز المناعي إلى المستقبلات الصحيحة لمضاداتها، علماً أن لأنواع السرطان المختلفة مستضدات مختلفة أيضاً، تتطلب مستقبلاً مستضداً خيمرياً فريداً لكل منها، وعلى سبيل المثال هناك أنواع معينة من سرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية تحمل مستضداً يسمى CD19.

يقول البروفيسور سيريت راتب: "العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية يهدف إلى إخراج الخلايا التائية للمريض من الجسم وتدريبها، وهندستها وراثياً بطريقة تجعلها تعود وتتعرف على الورم الذي يغزو جسمه"، حيث يتم إدخال مستقبل مستضد خيمري في الخلايا التائية للمريض بالمختبر، للتأكد من أنها ستتعرف على الخلايا السرطانية المحددة وتهاجمها، ومن ثم يتم مضاعفة الخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية المنتجة حديثاً في المختبر قبل العودة إلى المريض عن طريق التسريب.

كيف يعمل العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية؟

يقول البروفيسور سيريت راتب: "في الأورام اللمفاوية وسرطان الدم، مهما حصل، سيكون لدينا مرضى يعانون من الانتكاس، حيث إن في اللوكيميا الحادة قد تكون هذه النسبة حوالي 20%، أما في الأورام اللمفاوية يمكن أن تختلف بين 20 إلى 70% حسب نوع سرطان الغدد الليمفاوية"، وهذا يعني أنه حتى مع الأساليب المتطورة المُتبعة في وقتنا الحاضر من العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي وزرع نخاع العظام، لا تزال خيارات العلاج المتاحة تفشل في حالات كثيرة لمرضى، كالذين فقدوا حياتهم بسبب المرض. وهذا هو المكان الذي تأتي فيه أهمية الخلايا التائية لمستقبل المستضد الخيمري أو علاج الخلايا التائية.

يشرح اختصاصي أمراض الدم البروفيسور سيريت راتب العملية على النحو التالي: "أول شيء نقوم به هو في الواقع تقليل كتلة الورم بقدر ما نستطيع باستخدام العلاج الكيميائي، ثم نقوم بعدها بجمع الخلايا التائية عن طريق آلة من جسم المريض بعد جرعة قصيرة من العلاج الكيميائي، ثم نختار نوع الخلايا التائية التي ستهاجم الخلايا السرطانية. نحصل على هذه الخلايا ونهندس وراثياً جزيئاً ليرتبط بهم، أما الجانب الآخر، فبمجرد دخوله إلى الجسم سوف يذهب ويلتصق بالورم، ويمكن أن يكون هذا الجزيء هو CD19، كما هو الحال في معظم اللمفومة اللاهودجكينية في الخلايا البائية، أو سرطان الدم الليمفاوي الحاد للخلايا البائية. لذا، يتم تحضير هذه الخلايا التائية المدربة والموسعة خارج الجسم، في المختبر. يمكننا القيام بذلك في وحدة Labcell بأجيبادم - ألتوني زاده، ضد أورام الليمفوما اللاهودجكينية الإيجابية CD19 أو أورام سرطان الدم الليمفاوي الحاد في الخلايا البائية، فبمجرد تصنيعهم وتوسيعهم، يمكن ضخهم من خلال قسطرة في جسم المريض حيث يذهبون ويبدأون في مهاجمة الخلايا السرطانية، علماً أن أثناء قيامهم بذلك، فإنهم يتوسعون داخل الجسم، ولهذا السبب يستمر هذا التأثير المضاد للورم. وجدنا أن هذا هو واحد من أحدث العلاجات وأكثرها حداثة والتي تتوسع في جميع أنواع الأورام هذه الأيام".

يجب مراقبة الآثار الجانبية بدقة

يحذر البروفيسور سيريت راتب من الآثار الجانبية الخطيرة التي قد يؤدي إليها العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية على الرغم من أنه يستخدم الخلايا الطبيعية، حيث إن أحدها هو متلازمة إفراز السيتوكين التي تؤدي إلى أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، والتي تكون تماماً وكأن الجهاز المناعي يهاجم الفيروس. ومع ذلك، في الحالات الشديدة، قد ينتهي الأمر بذهاب المريض إلى وحدة العناية المركزة مع وجود صعوبات في التنفس. من الممكن أيضاً حدوث آثار جانبية سامة للأعصاب على الدماغ، مع ظهور أعراض مثل الصداع أو الارتباك أو نوبات الصرع. وبينما تعمل الخلايا التائية المعدلة داخل الجسم، فإنها قد تسبب أيضاً آثاراً جانبية، وفي بعض الحالات قد تكون شديدة أو تهدد الحياة.

يقول البروفيسور سيريت راتب: "بالتأكيد، قد أشارت الدراسات إلى رؤى لإدارة هذه الآثار الجانبية"، مضيفاً: "على سبيل المثال، تقسيم أجزاء الخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية إلى ثلاثة أجزاء عند إعطائها للمريض، بدلاً من إعطاء المجموعة الكاملة في نفس اليوم، في اليوم الأول واليوم الثالث واليوم السابع مثلاً". بالإضافة إلى أنه لدينا بعض الترياق الذي يمكننا استخدامه عندما يكون لدينا آثار جانبية أو متلازمة إفراز السيتوكين والسمّية العصبية الشديدة".

نتائج أولية واعدة في أجيبادم

بدأ تطبيق العلاج الجديد في مشفى أجيبادم بتركيا على المرضى الذين يعانون من سرطان الغدد الليمفاوية الإيجابي في الخلايا البائية، وسرطان الدم الليمفاوي الحاد في الخلايا البائية. تم تنفيذ الجزء الخاص بهندسة الخلايا في مختبر Labcell بأجيبادم. وبعد أول 10 مرضى، جميعهم أصيبوا بشدة بالمرض، حيث أفاد الفريق أن حوالي نصفهم استفاد من خيار العلاج الجديد واستمر في عمليات الزرع لتطهير بقية الخلايا المتبقية خلال الأشهر المقبلة. ويقول اختصاصي أمراض الدم في أجيبادم البروفيسور سيريت راتب: "هؤلاء هم المرضى الذين خضعوا لجميع أنواع العلاجات وفشلوا في الشفاء التام، وكان يُعتقد أن حالاتهم مستحيلة، لذا إذا تمكنا من الحفاظ على 50% من المرضى على المدى الطويل، فهذه لعبة كبيرة، وتعتبر تقدماً كبيراً". وفقاً لتجربة البروفيسور راتب، فإن العبء المنخفض للمرض أو العدد الأصغر من الخلايا السرطانية في بداية العلاج يحقق نتائج أكثر فعالية من خلال العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية.

من الجدير بالذكر أن فريق خبراء أجيبادم يعتزم تطبيق العلاج بالخلايا التائية ذات المُستقبلات المستضدة الخيمرية على المرضى الذين يعانون من المايلوما المتعددة، والأورام الخبيثة الأخرى. علماً أن مشفى أجيبادم تقبل المرضى من تركيا وجميع أنحاء العالم، حيث يمكنهم التقدم للحصول على علاج متقدم للسرطان كبديل ميسور التكلفة مقارنة بأوروبا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكية.

من أجل الحصول على إستشارة طبية ثانية بالمجان، يرجى التواصل معنا عبر:https://acibadem.ae

 


 


 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )