facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

حلم الكرسي ... اروي قصة وفاء العاملين العسكريين لرفاق السلاح المتقاعدين

حلم الكرسي ... اروي قصة وفاء العاملين العسكريين لرفاق السلاح المتقاعدين
القبة نيوز - عبد الله اليماني- من يحب الجيش ، يحب الحياة ، يحب الرجولة ،في أن يكون رأسه دائما مرفوعا ، العسكرية تعلمك معنى عبق الأرض وعطاءها ،عندما تغطي السماء الغيوم المحملة في الأمطار ، وكيف أنها مسيره في توزيعها هنا وهناك هكذا هم ( العسكر ) .
من يحب الأردن ، وطنا مزدهرا خيرا أمنا مستقرا ، يحب الجيش ، لان الجيش هو الأردن والأردن هو الجيش ، يقف إلى جانبه ، وهو يتصدى لقوافل الشر والإجرام . هؤلاء رفاق السلاح (عاملين ومتقاعدين ) ،فإذا كان لديك حقد عليهم يتوجب عليك الرحيل  . 
آما آنا ( يستأهلوا أو لا يستاهلوا ) ، فهذا لا يقرره الا كل جاهد وحاقد . فتراب الأردن والوطن العربي ، والعالم يعرف جيدا أن تضحياتهم وغزارة دمائهم وأعداد أرواحهم التي قدموها . لا حصر لها . وهذا يا أيها الحاقد ...
متقاعد من رفاق السلاح ، بقي أسير سريره عشر سنوات ، يحلم في أن يرى عتبة منزلة الذي شيده من عرق جنينه (تعبة ) وهو في العسكرية ، أيام عنفوان شبابه ، اليوم يحلم رفيق السلاح ، في كرسي كهربائي ، وليس كرسي ( منصب سياسي ) ، يكذب من خلاله على الأقل منه مكانة.
كرسي يحرك مشاعره يجدد من خلاله حياته ، بدلا من  يتمنى الرحيل من هذه الدنيا التي لم يعد يرى فيها إلا زوجته وأطفاله الصغار الذين واحدهم لا يستطيع أن يقدم له الماء والدواء والطعام ، وزوجة تحرك جسده ذات الشمال واليمين .
من يعرف العسكرية ، يعلم جيدا أنه لا يوجد شيء مستحيل ، نفذ ثم ناقش ، فإذا كنت في معركة ، أيا كانت خطورتها ، عليك خوضها ، ومن ثم تدرس نتائجها وأخطائها التي وقعت فيها لاحقا .
هكذا هي أيام الشباب ، وخاصة أيام الحياة العسكرية ، لا يوجد شيء أمامك مستحيل ، وهكذا هم العسكر عندما يكونوا على راس عملهم تجد ( كل الألقاب، يحظون فيها ) فاللباس العسكري ، له سحر خاص ( هيبة ووقار) ، وعندما تغادر مكانك بين العسكر ، وتحال على ( المعاش ) يلقبونه ب ( مت قاعد ) .
اكتب اليوم عن ( مت قاعد ) غادر مكانة من دون رتبة عسكرية، نظرا إلى تقاعده ، لكن وفاء الرجال الاصلاء ، أمثال مدير جمعية الملكة رانيا العبد الله لرعاية العسكريين العقيد الركن سعود خليفة الخلايلة . واحد من الذين دفعه واجبة الإنساني والعسكري . لان (نفس الرجال يحي الرجال ) .  أن يرد الجميل لهذا ( ألمت قاعد ) في زيارته والوقوف على معاناته واحتياجاته وتذليل الصعوبات التي قد تواجهه ، وتلبية طلباته . 
وهذا الموقف الإنساني النبيل من رجل عسكري من طراز شهم وأصيل ، ادخل البهجة والسعادة في قلب المتقاعد العسكري ، وأعطى انطباعا كريما عن القوات المسلحة الأردنية الباسلة أن ( الجيش العربي ) وقائده الأعلى الملك عبد الله الثاني حفظة الله (لا ينسى ) من كانوا في الأمس بين صفوفه وهم جيش ( المتقاعدين ) .
 وهذا العمل الطيب المبارك جعل أهله وأقاربة ومحيطة بان ( وفاء العسكر ) لا يتوقف ولا يمنعه المستحيل ). هذه الخطوة أشعرت المتقاعد أن مكانته عند رفاقه لا زالت محفوظة ومقدرة ، وأعادت له الحيوية والنشاط ، ودبة الحياة فيه من جديد فيه ، بعد أن كان لا يقوى على مغادرة سريرة ، فسر سرورا كبيرا في هذه الزيارة ، وما قدموا له فيها. 
حلم يتحقق 
العقيد سعود ما أن قرأ الدراسة الاجتماعية التي أجرتها الجمعية ، وهو يفكر كيف يخدم هذا الإنسان ؟ وماذا يقدم له ؟ والذي يقدمه ، هل يوفيه حقه ، في تعب السنوات التي أمضاها في العسكرية ؟ 
اسئله كثيرة كانت تجوب في مخيلته، في تلك الليلة ،تارة ينتابه القلق والحيرة ، وتارة أخرى يدعو الله أن يعينه على رضاه ، وإرضاء هذا المتقاعد ، يأرب اعني على تذليل حجم المأساة التي تصيب هذا المتقاعد العسكري . 
ينطلق العسكر قبل طلوع الشمس ، هكذا هم أبناء الحراثين ( العسكر ) ، يحبون أن يصبحوا على الوطن ، قبل أن تدب الحركة فيه ، هم وحدهم الذين لا ينامون ، يسعدون عندما تغمض ، عيون الوطن في امن وسلام ، ومحبة وازدهار ،ولا يرتاحون إلا لما يقطعوا ، كل يد تمتد عليه ، بسوء ، (يسبعون ) ترابه الطهور ، من دنس إن أصابه دنس ، بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة .
يتحرك النشامى متوجهين إلى شمال الأردن الحبيب ، يطوون المسافات ،سعود بيك ، وفريقه ودورة الركن التي اجتازها سعود بيك كانت مليئة بالفرضيات والمعضلات وعشرات الأسئلة والحلول والإجابات والمناقشات ، كانت حاضرة تدور في رأسه ، وهو في الطريق ، إلى بيت ذاك المتقاعد ، بهدف انجاز المهمة الإنسانية . لهذا المسن العاجز.
هذا المتقاعد يرقد على سريره ، ليل نهار منذ عشر سنوات ، لا يفارقه لحظة واحده ، ولكن في تلك الليلة راوده ( حلم ) غير الأحلام والهواجيس ، التي يعيشها في منامة ، سواء مزعجه (مفزعه ) ، أو ( حلم ) يتذكر فيه أيام العسكرية ، وهو يفكر في الغد ، ماذا سيحمل له يا ترى ؟
هل تأتي تلك اللحظة التي يستطيع فيها رؤية ( عتبة ) منزله  التي منذ عشر سنوات وهو يتمنى أن يراها ؟.
 ( يا رب فرجك ...يا رب كرسي اسود ) ..والذي يرجو الله ، فان الله لا يخيب رجاه . 
في صباح ذاك اليوم الرائع ، كروعة العسكر ، في ميادين العز والكرامة والرجولة ، كان نشامى جمعية الملكة رانيا العبد الله لرعاية العسكريين ، وفي مقدمتهم العقيد الركن سعود خليفة الخلايلة يتوجهون إلى شمال الأردن الحبيب ،  وهذا عائد بفضل شعوره العميق في المسؤولية الملقاة على عاتقه ، تجاه الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة ، وعمله في الجمعية مديرا لها اكسبه عشقا لعمل الخير ، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين عاملين ومتقاعدين ، فإذا العسكر هم حماة الوطن ، في كل الأوقات والظروف ، فهم في ميدان العمل الإنساني لهم ، باع طويل سطروه بحروف تخرج من قلب ملهوف ، فهم دائما همزة الوصل التي تنقذ الغارقين في ماسي الحياة ، تنقل المحتاجين من مخاطر العزلة والمرض والنسيان ، والاهم من هذا وذاك الحرمان، إلى بر الأمان .
لم ينسى ، انتباه ، عرش ،ارفع راسك ، ولكن مع تقدم العمر والأمراض ، جعلته أسير لا يقوى على الوقوف ، يؤدي التحية العسكرية التي يتبادلها العسكر فيما بينهم . وكأنها ما زالت تتردد على لسان كل متقاعد عسكري .
وبنفس الوقت يحدث أطفاله الصغار وهو يقول لهم : (شايفين ) وفاء العسكر لإخوانهم العسكر ، ترى يا أولادي ( الوفا ) مزروع في العسكر مثل شجر الزيتون ، دائما يعطينا من ثماره زيت وزيتون .( شايفينهم هذول) رفاقي في السلاح جايين يشوفوني يطمئني علي ، بارك الله فيهم ورب يحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني قائدنا وتاج رؤوسنا )) .
حب الجيش ، من حب الوطن ، فكل شيء في الحياة ، يتم في إرادة الله ، فهو الذي يضبط إيقاع العيش الكريم والتحكم فيه. عند الله عزوجل لا تنفع الأوسمة ولا النياشين ولا شهادات التقدير ، والتكريم ولكن الذي ينفع هو إطاعة الله ، ورسوله والعمل الصالح ،( البر والإحسان ) . 
هناك في جمعية الملكة رانيا العبد الله لرعاية العسكريين وقائدهم العقيد الركن سعود خليفة الخلايلة ، أبطال حقيقيون، يجوبون ربوع الأردن يتفقدون العسكر رفاق السلاح عاملين ومتقاعدين .
هذه قصة متقاعد ، وهناك قصص أخرى ، ولكنها متشابهة ، من خلال الوصول لها تستطيع أن تجدد الحب في وجدانها ، وبإنسانيتك تقترب منها ، فالإنسانية أقوى من الطعام والشراب والملبس ، إنها دفء الحياة .
هذه قصة من ، القصص الإنسانية، قصة كرسي (لونه اسود رآه في المنام ) . قصة رجل عمره 68 عام متقاعد عسكري زوجته تخدمه كانت جل (أمنيته ) أن يرى عتبة منزله . 
هؤلاء رجال الملك عبد الله الثاني حفظة الله ورعاه ، حققوا له هذا الحلم الذي لا يعرف أنهم احضروا له الكرسي ذي اللون الأسود الذي حلم فيه . ( قدموا له كرسي كهربائي متحرك ) تجاوز من خلاله عتبة منزلة بعد حصوله عليه ، حيث لم يعودوا يشاهدونه في المنزل .
رجعت له الروح والحيوية والنشاط ، حيث يقضي وقته خارج منزلة في المسجد يصلي ويراقب الناس الذين كان محروم من رؤيتهم جراء المرض . 
( 10)  سنوات أبعدته عن الناس وبقيت وزوجته تقلبه ذات الشمال وذات اليمين . هذه قصة من القصص التي تعاملت معها الجمعية ، قصة تحرق القلب ، وتدخل القلب من دون استئذان . 
قد لا تكون مشابه لحكايات أخرى ، ولكنها واحده من حكايات ، التي أبطالها أناس من المجتمع . تابع أحوالها نشامى جمعية الملكة رانيا ، وهي واحدة من حالات كثيرة . تتعدد الماسي وهذه واحدة من الماسي التي يعاني منها الإنسان.
العقيد سعود رجل المهمات الصعبة ، يعشق العمل مثلما يعشق (الميدان ) الذي تخرج منه ، يطلع على حجم العمل ، والانجازات التي تقوم فيها الجمعية،  في المجال الاجتماعي، ويتطلع إلى المزيد من الأعمال التي ، تخدم زملائه العاملين والمتقاعدين ، وهو على تواصل تام مع الجهات ذات العلاقة ، التي تعنى في العمل الإنساني كافة . من اجل مساعدة كل من هو بأمس الحاجة للمساعدة ، وخاصة تلك الفئة التي تعاني . 
عمله الإنساني هو الركيزة الأساسية لأنه في صلب عمل الجمعية . وخاصة تلك التي صوتها يختزنه الحزن والألم (حزينة وخائفة ) خوفا ليس له حدود. والإنسان الذي يعيش القلق والخوف لا يمكن له أن ينسى ما حدث أو يتجاهله لان شعوره في الخوف والقلق يلازمانه مدى الحياة . 
إنها صورة تدمع عينك ، وأنت تشاهد الموقف الإنساني الصعب . فالجمعية تعيش الكثير من القصص المؤلمة. يشاهدون على أجسادهم الهزيلة (الجوع والمرض والفقر والحرمان ) من هنا تكون أولويتها إنقاذ حياتهم ، وتزويدهم بالمساعدة الإنسانية. 
لإنقاذهم من أسوا مراحل حياتهم ، هذا فصل (مأساة إنسانية) من بين عدة فصول أخرى ، إنها فترة العيش مع صراع البقاء. 
قصة بدأت وقصص لم تنته بعد ، أبطالها أناس يعيشون العذاب والقهر ويرون الدنيا أمامهم  ظلام دامس ، لحظتها يتمنون الموت لأنة هو الوحيد الذي يرتاحون مما يعيشون فيه . 
حياة صعبة ووضع مالي واقتصادي خانق .
صرخة تدوي هنا وهناك :
رد لي روحي يا رعاك الله 
اسعد الله أيامك يا سعود
في كل صلاة وسجود 
يا راعي الوفا والكرم والجود
انتم جيشنا أبطال واسود 
تملئون الآفاق برق ورعود
لقد عاد سعود ورجاله ، بعد أن زرعوا الابتسامة على شفتي ( ألمت قاعد ) مليئة في الفرح وقد عاد ، وهو يردد تلك الكلمات التي دوت في اذنية من قبل هذا المصاب .
حيا الله  الجيش العربي ، وعاش الملك عبد الله . وحفظ الله الأردن راياته ترفرف عاليا .
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )