الزرقاء: حفل توقيع واشهار رواية المهطوان للروائي رمضان الرواشدة
القبة نيوز- نظم مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء مساء أمس الثلاثاء، حفل توقيع رواية " المهطوان " للكاتب الروائي رمضان الرواشدة، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بحضور مساعدة مدير الثقافة رئيسة قسم النشاطات والاتصالات في المديرية الدكتورة منى سعود وجمع من الكتاب والنقاد والمهتمين .
وبين الكاتب الرواشدة ، خلال الأمسية التي ادارها الدكتور محمد العزة، ان الرواية تنتمي الى ما يعرف بالسيرة الروائية التي تركز على حياة شخصية أردنية جنوبية واحدة وعدد من الشخصيات التي تصادفها خلال مسيرتها وتحركها في المكان والزمان ، حيث ان بطل الرواية " عودة" الجنوبي الذي يمتاز بجسمه الطويل والعريض الذي يطلق عليه أهل حيفا لقب "المهطوان " .
وأشار الى أن أحداث الرواية الزمنية تدور ما بين عام 1989 وحتى عام 2003 ، وما تخلل هذه الفترة الزمنية من أحداث سياسية وتحولات اجتماعية كبيرة ، اذ حاول من خلالها بلورة الوعي السياسي للشاب القروي الجنوبي " عودة " ورصد ما اكتنف هذه المرحلة التاريخية من تحولات اجتماعية وسياسية هامة.
ونوه الرواشدة بأن هناك فرقاً بين ما يسمى بالسيرة الذاتية والسيرة الروائية ، حيث ان السيرة الذاتية يكتبها الشخصيات السياسية والفكرية وغيرهم ، بينما السيرة الروائية ، وان كانت تتكىء على أحداث واقعية ، الا أنها تعيد انتاج هذا الواقع بلغة أدبية وروائية تتماهى مع الخيال ورؤية الكاتب للواقع واعادة انتاجه بشكل روائي جاذب ومشوق ومخلص للفن الروائي ببنيته المتماسكة وسرديته الأدبية .
وأشار الرواشدة الى ان الأدب الأردني كان قومي النشأة ، ثم مر بمراحل متعددة من خلال الابتعاد عن المكان الأردني والكتابة عن مدن عربية حاضرة في الوجدان الأردني ، لافتاً الى ان الأدب الأردني يتماهى بشكل كبير مع الأدب الفلسطيني بفعل التلاحم ما بين التاريخ والذاكرة والظروف السياسية والاجتماعية والفكرية التي ألقت بظلالها على الأدب الفلسطيني والأردني .
وكان الكاتب محمود أبو جابر قدم قراءة انطباعية في الرواية ، حيث قال ان الرواية تعتبر من الأدب السياسي الرديف لما يسمى بأدب المقاومة ، فبطل الرواية " عودة " ، وهو ابن الجنوب الأردني يتجول في شوارع حيفا الفلسطينية ، ويطلق عليه الفسطينيون في حيفا لقب " المهطوان " بسبب طوله الفارع وأكتافه العريضة ، الذي يتحول فيما بعد الى اسم حركي لانتمائه الحزبي والسياسي .
وأشار الى ان الشخصيات الموجودة في الرواية لها أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفكرية ، اذ ان الكاتب الرواشدة يسرد في روايته أحداثاً تتعلق ببطل الرواية ، من خلال حوارات عميقة وبانتقال سلس بين الزمان والمكان ، بأسلوب ذكي وجاذب وبسيط ، اضافة الى توظيف الكاتب للموروث الشعبي لخدمة نتاجه الروائي .
ولفت الى ان الرواية تصور - عودة أو المهطوان - بأنه رجل ذو مبادىء ومفكر ، وذلك لأنه يطرح العديد من الأسئلة التي تشير الى مدى شغفه بالمعرفة والاطلاع وتحليل الواقع الذي يعيشه وما يدور حوله من تحولات سياسية واجتماعية وفكرية ، حيث يرتبط عودة بقصة حب مع " سلمى " المسيحية الفلسطينية في حيفا ، وتنتهي بالزواج .
وأردف ان البطل عودة يحطم العديد من " التابوهات " أو الأفكار المتحجرة والتقليدية ، وذلك من خلال ارتباطه بفتاة مسيحية وفلسيطينة ، وخروجه من الحزب الذي انتسب اليه ، لأنه يرى أن الحزب لا يلقي اهتماماً للفكر والثقافة والارتقاء بالوعي الانساني ، بالقدر الذي يهتم الحزب فيه بالأنشطة السياسية .
وفي ختام الأمسية ، جرى حوار ونقاش تركز على فن الكتابة الروائية والأدبية بشكل عام من قصة وشعر وخاطرة ، فيما وقع الكاتب الرواشدة روايته للحضور .
--(بترا)