facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

محاضرة في الجمعية الفلسفية تناقش معنى الصمت وبلاغته

محاضرة في الجمعية الفلسفية تناقش معنى الصمت وبلاغته

القبة نيوز- ناقش الدكتور يوسف ربابعة في محاضرته "فائض الكلام: هل الصمت أجمل؟" التي ألقاها، أمس الثلاثاء، في "الجمعية الفلسفية الأردنية" بعمّان، معنى الصمت وأهميته كمحاولة لاستكشاف المساحات الساكنة ودور التفكير الذاتي في التطور والتعلم.

واستهلّ ربابعة المحاضرة التي قدّمها الشاعر موسى حوامدة، بمقولات الشعراء والنقاد والمفكرين حول الإيجاز في الشعر وفي سواه من فنون القول، باعتباره نوعاً من الرفض الضمني للفائض اللغوي، وإن لم يرد هذا المصطلح صراحة فيما قالوا أو كتبوا؛ فتصريحاتهم تنطوي على أن الفائض اللغوي يمثل عبئاً على النص الأدبي عموماً وعلى النص الشعري خصوصاً. وتساءل ربابعة إن كان الفائض اللغوي من عيوب الكتابة الأدبية في الشعر والنثر، مع عدم وجود قولٍ واحد يمتدح الإطناب أو يجعله شرطاً من شروط البلاغة، فالإيجاز هدف يسعى له الشعراء والكتّاب كافة في كل العصور والثقافات وإن كانت الأدلة المتحصلة من الفحص الدقيق لنتاجاتهم الأدبية تظهر لنا أنه يكاد يتعذر وجود نص شعري أو نثري لا يحتوي على فائض لغوي.
وأشار إلى أن علماء النفس يرون أن معظمنا لا يحبون الصمت، لأنه يجبرنا على مُواجهة أنفسنا، وإذا لم نمتلك الشجاعة لمعايشته سنجده يحدق فينا، لأنه هو الفراغ، الذي لا نقوى على ملئه، فالرغبة في جعل أنفسنا جديرين بالثقة يمكن أن تكون قوية جداً، ولكن في سعينا إلى أن نُسمع ونُلاحظ ويتذكرنا الآخرون جيدا،ً غالبًا ما نُغرق صوتنا الداخلي ونترك ظاهرنا يتكلم.
ورأى ربابعة أن الكلام هو تعبير عن عجز التعبير بالصمت وليس فضيلة لنا، إذ لا يستطيع شخصٌ مثلاً التعبير عن حزنه الشديد بالكلام، وكثير من الناس حين يكون في قمة الحزن يعبر عن ذلك بالصمت، وحين يكون في قمة الفرح يصمت أيضاً، موضحاً أن فائض الكلام يشير إلى عجز لغوي يتم التعبير عنه بألفاظ لا علاقة لها به.
ولفت أيضاً إلى كثير من التعبيرات التي تمتدح الصمت بوصفه طريقة أبلغ في التعبير، وأن الكلام مفسدة لبعض المواقف العميقة التي لا تحتمله، كما يقول لقمان الحكيم: "يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك"، وشكسبير: "أحيانًا نُصر على الصمت لأن هناك أشياء لا يعالجها الكلام".
وختم ربابعة بالقول "إنني أملك تصوراً ضعيفاً يرى بأن اللغة هي التعبير عما لا نستطيع إدراكه، أي أن الكلام هو تعبير عن نقص في الفهم، فكل ما لا نفهمه نعبر عنه بكلمات وألفاظ وتعبيرات، وأقول أنا لا أملك أي دليل على ما أقول ولا أملك أي قدرة على دحض النظريات السابقة للغة، فكلها مقنعة وتملك وجاهة واضحة لا يمكن أن نغمض أعيننا عنها".
-- (بترا)

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )