عين على القدس يرصد عزم الاحتلال تحويل مقر أمين المفتي لكنس يهودي
القبة نيوز- رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، عزم سلطات الاحتلال تحويل مقر مفتي القدس، الحاج امين الحسيني الذي اسس الهيئة الاسلامية العليا الى كنيس يهودي، اضافة الى اقامة مستوطنة في كرمه.
وعرض البرنامج صورا للقصر وأعمال البناء التي تقام عليه، مشيرا الى انه يتعرض لهجمة جديدة من قبل سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية التي اقدمت على هدم جزء كبير منه قبل عشر سنوات، وأقامت في محيطه 28 وحدة استيطانية، كما تسعى جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية لزيادة عدد الوحدات الاستيطانية لتصل الى 90.
رئيسة اللجنة القانونية للمفاوضات النهائية، المحامية الدكتورة هبة الحسيني، قالت للتقرير الاسبوعي المصور في القدس، إن القصر تعرض للمصادرة من قبل "حارس املاك الغائبين" الذي حول ملكيته بعد ذلك الى شركة استيطانية اميركية الأصل تتبع لشخص يدعى موسكوفيتش، ولفتت الى ان زيادة الوحدات الاستيطانية في باحة القصر وتحويل المبنى نفسه الى كنيس يهودي، يُعد صفعة لكل عائلة فلسطينية وللعالم العربي ولكل مسلم يهتم بالقدس.
بدوره، رئيس دائرة القدس بمنظمة التحرير الفلسطينية، المهندس عدنان الحسيني، أكد بأن هذا المكان له رمزية كونه بيت لزعيم كبير سعى من أجل فلسطين وقضيتها، مشيرا الى أن المكان تعرض لهجمة قبل ذلك، حيث كان هناك مخطط لتحويله الى متحف للمحرقة من قبل سلطات الاحتلال.
وأشار التقرير الى ان حي الشيخ جراح مستهدف من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لاعتقاده بأن تحويل هذا الحي العربي الفلسطيني الى حي يهودي سوف يقطع التواصل بين الأحياء الشمالية للقدس مثل شعفاط وبيت حنينا، عن البلدة القديمة في المدينة المقدسة.
مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، زياد الحموري، قال إنهم "يحاصرون الفلسطينيين من كل المناطق" ، موضحا أن سلطات الاحتلال تقوم عمليا بفصل المناطق المقدسية عن بعضها، كمنطقتي الشيخ جراح وشعفاط اذ تم فصلهما عن القدس بقواطع استيطانية.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، خلال اتصال فيديو برئيس مؤسسة فيصل الحسيني، عبد القادر فيصل الحسيني، الذي تحدث للبرنامج من اريحا، وبين ان قصر وكرم الشيخ امين الحسيني يقع في حي الشيخ جراح، وهو حي مقدسي فلسطيني مهم جدا، نظرا لوجود القنصليات فيه، وهو مجاور للقنصلية البريطانية، كما انه يحتوي على العديد من المساكن التي تعود لعائلة الحسيني والنشاشيبي، وهم يسكنوها حتى اليوم.
وأضاف بأن الاستيلاء عليه سيكون بمثابة "المسمار الأخير في نعش امكانية وجود حل سلمي تكون القدس جزء منه"، موضحا بأن ملكية العقار الذي تم الاستيلاء عليه تتكون من جزأين، الأول يعود لسماحة المفتي، والثاني يعود لعائلته وآخرين.
ولفت الى ان سلطات الاحتلال بعد مصادرتها للمكان قامت ببيعه لشركة استعمارية سرا، مشيرا الى ان عملية البيع تمت بيوم سبت واثناء عطلة الدوائر الرسمية، حتى لا يتم عمل مزاد علني أو ما شابه. وبالمقابل، قامت عائلة الحسيني بالمتابعة القانونية، ووصلت الى اعلى مستوى من التقاضي، ما يعطي فرصة لرفع الموضوع الى القضاء الدولي.
وقال ان الاراضي المحيطة بالعقار تعود لعائلة الحسيني، مؤكدا ان لديهم جميع الاوراق التي تثبت ذلك، وبهذا الصدد، لفت الحسيني الى ان الحكومة الاردنية ساعدتهم بالحصول على الاوراق اللازمة، الا ان سلطات الاحتلال قامت بتزوير الوثائق التي تخص هذه الاراضي، وتم قبولها من المحكمة، وبعد ذلك تم تقديم الوثائق التي تثبت التزوير، وبهذا اصبح المجال مفتوحا للتقاضي حول هذه الاراضي.
وقال الحسيني ان المحتل يحاول ايصال رسالة للادارة الاميركية الجديدة مفادها بانهم يريدون الاستيطان بهذه المنطقة، بالاضافة الى استغلال الامر لأغراض انتخابية، ناهيك عن استهداف رمزية المكان بتحويل مقر المفتي لكنيس يهودي، ما يتناقض مع قوانين الاحتلال القاضية بتحويل اي مكان مصادر الى منشأة لخدمة الجمهور، والجمهور الذي يقطن المنطقة هو فلسطيني، وبالتالي فلن يستفيد من الكنيس اليهودي.
ونوه الحسيني الى انهم بحاجة الى دعم دولي وعربي، واستغلال كل الامكانيات لإيصال رسالة قوية للمحتل بضرورة ايقاف هذا "الضم"، بالاضافة لضرورة وجود وقفة من اهل الحي وجميع المقدسيين. وناشد الاردن بفتح قنوات التواصل مع دول العالم للحديث حول هذه القضية، كما طالب السلطة الفلسطينية لدعوة رؤساء القنصليات والممثليات الدولية لدولة فلسطين في المنطقة والحديث معهم لحل المشكلة.
واعتبر الحسيني هذه القضية الاولى بين القضايا التي تظهر في وجه الادارة الامريكية الجديدة التي تتحدث عن حل الدولتين، وبالتالي عليها حل هذه القضية للمضي قدما في احلال عملية السلام.
-- بترا