القطامين يكتب: مخالب الوباء الخَضِلة
د. نضال القطامين
القبة نيوز-أوقف كوفيد 19 عربة الحياة في سائر الأرض، وضع في دواليبها المنهكة عصيّ الهلع واقتلع ما بقي من شجاعة، بل ووضع في دربها الطويل عقبة كؤود.
وطىء التباهي بمخالبه الخَضِلة وأسرف في إحداث القنوط. سينجز المهمة، وسيترك لطبول الفقر والبطالة وتراجع الاقتصاد توزيع قرعها في أودية الشعوب.
على العالم أن يدرك أن الوباء قد أثبت موطىء قدمه في هذه الدنيا، وبات ركنا أساسيا في كل الحسابات. يتجانس أثر الوباء في المشهد العربي ويتسق مع العالم في كل احتمالاته الكارثية. هذا من شأن عدالته في التَحْصِيص.
غير أن التباين في طرق التعاطي مع هذه الآثار يميل لصالح تلك الدول التي رفعت من شأن شعوبها وأرست قواعد العدل في الحُكم، بينما ستثخن جراح تلك البلاد التي أُديرت على ظهور الدبابات بسلوكات القمع وأنماط الديكتاتورية وحكم الفرد المطلق، ورهنت تبعاً لتلك الأساليب البوليسية، قدرات بلادها ومواردها للمستعمرين الجدد بأدوات مختلفة، وركنت في إدارة البلاد على تمويلات دولية مشبوهة، لتحشر شعوبها في زوايا الإمتهان وفي ذيل قائمة الشعوب.
في منتصف هذه المعادلة، فإن منظومة الإقتصاد العربية ستنهار وسيتفاقم الواقع المؤلم في السياسة والإقتصاد والثقافة.
هذا كفيل بترسيخ موقع العرب في أدنى قوائم العالم، لا بل، ستتحوّر مراحل التخلّف والتراجع المجتمعي لمستويات أكثر بؤسا وأكبر أثرا.
سيتعافى العالم المتقدم من الجائحة، سريعا أو بطيئا، لكن البلاد التي رهنت ذاتها وإرادتها، ستكون بحاجة أولا لأرضية صلبة من الشفافية والنزاهة وديمقراطيات حقيقية تمكن الناس من إدارة بلادهم وتفضي إلى محاصرة الفساد المالي والإداري وفرض العدالة ووقف التبعية للأجنبي، كي يتخطط للإفلات من كل الأوبئة الصحية والإقتصادية والإجتماعية.
دون ذلك، فإن القواعد الجديدة التي أرساها المرض، كفيلة بإسقاط دول اتخذت وسائل واهية لا تصمد أمام هجمات متغيّرة.
في عام 2018 حذّر الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس من أن العالم ليس جاهزا بما يكفي للوباء المحتمل. وقد قال في 2010 أن وباء وشيكا ينتظر العالم. إنه اليوم في طليعة إهتمام الإعلام بمن تنبأوا بالكارثة، ومن أوائل الذين إدّخروا طعاما في أقبية البيوت. اختزل جيتس، في مقال نشر مؤخرا، أسوأ سناريوهات الوباء الجديد. لم يكن المقال سوى مجموعة من الكآبات، لكنها كآبات تبدو حقيقية للأسف.
"مع تباطؤ الوباء في الدول المتقدمة، سوف يتسارع في الدول النامية. لكن تجربتهم ستكون أسوأ. في البلدان الفقيرة، حيث يمكن تنفيذ عدد أقل من الوظائف عن بُعد، لن تعمل الإجراءات البعيدة أيضًا. سينتشر الفيروس بسرعة، ولن تتمكن الأنظمة الصحية من رعاية المصابين.
طغى Covid-19 على مدن مثل نيويورك، لكن البيانات تشير إلى أنه حتى مستشفى واحد في مانهاتن يحتوي على أسرّة للعناية المركزة أكثر من معظم البلدان الأفريقية." يقول جيتس وهو يسهب في الإحتمالات المقلقة.
إن القلق المتعلق بالإقتصاد، أكثر عصفا بالعقول من احتمالات الإصابة. ستكون المطارات دون حشود، وستقام المباريات في ملاعب فارغة، وسيكون إنفاق الناس أكثر تحفّظا. يضيف بيل. هل تعي البلاد مآلات الكارثة وعواقبها؟
وطىء التباهي بمخالبه الخَضِلة وأسرف في إحداث القنوط. سينجز المهمة، وسيترك لطبول الفقر والبطالة وتراجع الاقتصاد توزيع قرعها في أودية الشعوب.
على العالم أن يدرك أن الوباء قد أثبت موطىء قدمه في هذه الدنيا، وبات ركنا أساسيا في كل الحسابات. يتجانس أثر الوباء في المشهد العربي ويتسق مع العالم في كل احتمالاته الكارثية. هذا من شأن عدالته في التَحْصِيص.
غير أن التباين في طرق التعاطي مع هذه الآثار يميل لصالح تلك الدول التي رفعت من شأن شعوبها وأرست قواعد العدل في الحُكم، بينما ستثخن جراح تلك البلاد التي أُديرت على ظهور الدبابات بسلوكات القمع وأنماط الديكتاتورية وحكم الفرد المطلق، ورهنت تبعاً لتلك الأساليب البوليسية، قدرات بلادها ومواردها للمستعمرين الجدد بأدوات مختلفة، وركنت في إدارة البلاد على تمويلات دولية مشبوهة، لتحشر شعوبها في زوايا الإمتهان وفي ذيل قائمة الشعوب.
في منتصف هذه المعادلة، فإن منظومة الإقتصاد العربية ستنهار وسيتفاقم الواقع المؤلم في السياسة والإقتصاد والثقافة.
هذا كفيل بترسيخ موقع العرب في أدنى قوائم العالم، لا بل، ستتحوّر مراحل التخلّف والتراجع المجتمعي لمستويات أكثر بؤسا وأكبر أثرا.
سيتعافى العالم المتقدم من الجائحة، سريعا أو بطيئا، لكن البلاد التي رهنت ذاتها وإرادتها، ستكون بحاجة أولا لأرضية صلبة من الشفافية والنزاهة وديمقراطيات حقيقية تمكن الناس من إدارة بلادهم وتفضي إلى محاصرة الفساد المالي والإداري وفرض العدالة ووقف التبعية للأجنبي، كي يتخطط للإفلات من كل الأوبئة الصحية والإقتصادية والإجتماعية.
دون ذلك، فإن القواعد الجديدة التي أرساها المرض، كفيلة بإسقاط دول اتخذت وسائل واهية لا تصمد أمام هجمات متغيّرة.
في عام 2018 حذّر الملياردير ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس من أن العالم ليس جاهزا بما يكفي للوباء المحتمل. وقد قال في 2010 أن وباء وشيكا ينتظر العالم. إنه اليوم في طليعة إهتمام الإعلام بمن تنبأوا بالكارثة، ومن أوائل الذين إدّخروا طعاما في أقبية البيوت. اختزل جيتس، في مقال نشر مؤخرا، أسوأ سناريوهات الوباء الجديد. لم يكن المقال سوى مجموعة من الكآبات، لكنها كآبات تبدو حقيقية للأسف.
"مع تباطؤ الوباء في الدول المتقدمة، سوف يتسارع في الدول النامية. لكن تجربتهم ستكون أسوأ. في البلدان الفقيرة، حيث يمكن تنفيذ عدد أقل من الوظائف عن بُعد، لن تعمل الإجراءات البعيدة أيضًا. سينتشر الفيروس بسرعة، ولن تتمكن الأنظمة الصحية من رعاية المصابين.
طغى Covid-19 على مدن مثل نيويورك، لكن البيانات تشير إلى أنه حتى مستشفى واحد في مانهاتن يحتوي على أسرّة للعناية المركزة أكثر من معظم البلدان الأفريقية." يقول جيتس وهو يسهب في الإحتمالات المقلقة.
إن القلق المتعلق بالإقتصاد، أكثر عصفا بالعقول من احتمالات الإصابة. ستكون المطارات دون حشود، وستقام المباريات في ملاعب فارغة، وسيكون إنفاق الناس أكثر تحفّظا. يضيف بيل. هل تعي البلاد مآلات الكارثة وعواقبها؟