الفن فعال في علاج المزاج
تعتبر التجربة الفنية جزءا أساسيا من البيئة التي تحيط بنا، يلفها الغموض بالنسبة لأولئك الذين يستكشفون دورها من وجهة نظر بيولوجية. ولعقود من الزمن، تتبعت الانعكاسات الفلسفية والتجارب العلمية الآثار الإيجابية التي أحدثها الفن على عقولنا. والآن، تتم الاستعانة بعلم الجمال العصبي لحل اللغز.
وفي تقرير نشره موقع جمعية "لوزبوفو" الإيطالية، قال الكاتب ماتيو آليافي إن الفن علاج فعال ضد المزاج السيئ ووسيلة قوية لإثارة عواطفنا.
علم الجمال العصبي
ويعد أخصائي البيولوجيا العصبية سمير زكي، وهو أستاذ في كلية لندن الجامعية، أول من وضع أسس علم الجمال العصبي في التسعينيات، وفقا للموقع. وهو الانضباط الذي يبحث في الآليات التي تنطوي عليها التجربة الجمالية ليكون الفن أداة مهمة لفهم العالم. إذ تحفز مراقبة الأعمال الفنية الدماغ على بناء روابط أكثر تعقيدًا، مما يؤدي لتحسين مهارات التفسير.
ووفقا لخوان كارلوس بورتيلا، المتحدث باسم الجمعية الإسبانية لعلم الأعصاب، تعد مناطق المخ التي تشارك في التجربة الفنية مختلفة. فعندما تنظر إلى لوحة أو تستمع لأغنية تنتج استجابة حسية وحركية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتجربة كل فرد وسياقه الثقافي.
ويضيف بورتيلا أن الفوائد المادية المستمدة من عمليات الإبداع الفني باتت واضحة الآن، لدرجة أن هناك مشاريع تقيم بشكل ملموس تأثير هذه الفوائد.
ولهذا السبب، غالبًا ما يستخدم الفن علاجا لأمراض معينة، فمثلا الموسيقى تستخدم لعلاج مرض ألزهايمر وتستخدم الفنون التشكيلية للسيطرة على القلق.
متعة الفن لعقولنا
وأفاد الكاتب بأن نظريات الجمالية العصبية ليست أمرا لا أساس له من الصحة. ويتضح هذا بفضل تجربة أجراها زكي بنفسه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، من خلال مراقبة أدمغة 21 شخصا أثناء النظر في بعض الأعمال الفنية.
عندما واجه المتطوعون صورة أثارت إعجابهم أُضيئت جزء معين من الدماغ، وهي المنطقة المدارية الأمامية المشاركة بإدراك المتعة. لذلك فإنه أمام عمل فني رائع، تشعر عقولنا بالسعادة ذاتها عندما يكون طبق طعامنا المفضل أمامنا.
تدريب ممتاز للعقل
وإضافة إلى كونه مصدرا قويا للمتعة، يعتبر الفن أيضا تدريبا ممتازا للعقل، إذ يحفز عقولنا على بناء علاقات مفاهيمية من خلال البحث عن النظام في فوضى الأشكال والألوان.
فمثلا، يشتمل تفسير التركيبات المرئية المتناقضة لسلفادور دالي ورينيه مارغريت على مناطق متعددة من الفص الجبهي، ويتضمن في الوقت ذاته الذاكرة والخبرة والتعلم، تمامًا كما تنشط لوحات جورج سورا منطقة الدماغ ذاتها التي نستخدمها لإعادة تجميع الألغاز، أو تعبر روائع بيكاسو التكعيبية عن محاولة لحل التعارض بين محفزات الواقع المتعددة والطبيعة التخطيطية للصورة التي تمثلها اللوحة.
لذلك، فمن خلال الفن، يطور الدماغ مناطق مختلفة في وقت واحد، ويصبح أكثر فاعلية في إكمال المهام التي يواجهها في الواقع اليومي.
قيمة التعليم الفني
وتتضاعف هذه الفوائد عندما يتعلق الأمر بالأطفال. ويرى بورتيلا أنه من خلال مراعاة آليات الدماغ المعقدة التي تلعب دورها في العمليات الإبداعية، فإن تحفيز المشاركة بتطوير هذه العمليات يحسن أداء الدماغ ويعزز التواصل بين المناطق المنفصلة ووظائف الدماغ المعنية، لذلك ترتبط وظائف مثل الانتباه والذاكرة مباشرة بعمليات الإبداع الفني.
ويوضح الكاتب أن تعليم الفن خطوة لا غنى عنها لتطوير حساسية الفرد الفنية. ومن أجل تحفيز القدرة التفاعلية للأطفال في السياق الثقافي الذي ينغمسون فيه، ينبغي للمراكز التعليمية أن تراهن على برنامج أكثر ديناميكية، تراوح بين جلسات الدراسة في الفصول الدراسية وزيارات للمتاحف ولقاءات مع المبدعين. (وكالات)
وفي تقرير نشره موقع جمعية "لوزبوفو" الإيطالية، قال الكاتب ماتيو آليافي إن الفن علاج فعال ضد المزاج السيئ ووسيلة قوية لإثارة عواطفنا.
علم الجمال العصبي
ويعد أخصائي البيولوجيا العصبية سمير زكي، وهو أستاذ في كلية لندن الجامعية، أول من وضع أسس علم الجمال العصبي في التسعينيات، وفقا للموقع. وهو الانضباط الذي يبحث في الآليات التي تنطوي عليها التجربة الجمالية ليكون الفن أداة مهمة لفهم العالم. إذ تحفز مراقبة الأعمال الفنية الدماغ على بناء روابط أكثر تعقيدًا، مما يؤدي لتحسين مهارات التفسير.
ووفقا لخوان كارلوس بورتيلا، المتحدث باسم الجمعية الإسبانية لعلم الأعصاب، تعد مناطق المخ التي تشارك في التجربة الفنية مختلفة. فعندما تنظر إلى لوحة أو تستمع لأغنية تنتج استجابة حسية وحركية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتجربة كل فرد وسياقه الثقافي.
ويضيف بورتيلا أن الفوائد المادية المستمدة من عمليات الإبداع الفني باتت واضحة الآن، لدرجة أن هناك مشاريع تقيم بشكل ملموس تأثير هذه الفوائد.
ولهذا السبب، غالبًا ما يستخدم الفن علاجا لأمراض معينة، فمثلا الموسيقى تستخدم لعلاج مرض ألزهايمر وتستخدم الفنون التشكيلية للسيطرة على القلق.
متعة الفن لعقولنا
وأفاد الكاتب بأن نظريات الجمالية العصبية ليست أمرا لا أساس له من الصحة. ويتضح هذا بفضل تجربة أجراها زكي بنفسه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، من خلال مراقبة أدمغة 21 شخصا أثناء النظر في بعض الأعمال الفنية.
عندما واجه المتطوعون صورة أثارت إعجابهم أُضيئت جزء معين من الدماغ، وهي المنطقة المدارية الأمامية المشاركة بإدراك المتعة. لذلك فإنه أمام عمل فني رائع، تشعر عقولنا بالسعادة ذاتها عندما يكون طبق طعامنا المفضل أمامنا.
تدريب ممتاز للعقل
وإضافة إلى كونه مصدرا قويا للمتعة، يعتبر الفن أيضا تدريبا ممتازا للعقل، إذ يحفز عقولنا على بناء علاقات مفاهيمية من خلال البحث عن النظام في فوضى الأشكال والألوان.
فمثلا، يشتمل تفسير التركيبات المرئية المتناقضة لسلفادور دالي ورينيه مارغريت على مناطق متعددة من الفص الجبهي، ويتضمن في الوقت ذاته الذاكرة والخبرة والتعلم، تمامًا كما تنشط لوحات جورج سورا منطقة الدماغ ذاتها التي نستخدمها لإعادة تجميع الألغاز، أو تعبر روائع بيكاسو التكعيبية عن محاولة لحل التعارض بين محفزات الواقع المتعددة والطبيعة التخطيطية للصورة التي تمثلها اللوحة.
لذلك، فمن خلال الفن، يطور الدماغ مناطق مختلفة في وقت واحد، ويصبح أكثر فاعلية في إكمال المهام التي يواجهها في الواقع اليومي.
قيمة التعليم الفني
وتتضاعف هذه الفوائد عندما يتعلق الأمر بالأطفال. ويرى بورتيلا أنه من خلال مراعاة آليات الدماغ المعقدة التي تلعب دورها في العمليات الإبداعية، فإن تحفيز المشاركة بتطوير هذه العمليات يحسن أداء الدماغ ويعزز التواصل بين المناطق المنفصلة ووظائف الدماغ المعنية، لذلك ترتبط وظائف مثل الانتباه والذاكرة مباشرة بعمليات الإبداع الفني.
ويوضح الكاتب أن تعليم الفن خطوة لا غنى عنها لتطوير حساسية الفرد الفنية. ومن أجل تحفيز القدرة التفاعلية للأطفال في السياق الثقافي الذي ينغمسون فيه، ينبغي للمراكز التعليمية أن تراهن على برنامج أكثر ديناميكية، تراوح بين جلسات الدراسة في الفصول الدراسية وزيارات للمتاحف ولقاءات مع المبدعين. (وكالات)