ثأر الأردن مع البغدادي
د.محمد المومني
القبة نيوز- للأردن ثأر من نوع خاص مع البغدادي والعدناني وثلة المجرمين من حولهم. لقد أوجع هؤلاء قلوب الأردنيين عندما أحرقوا أحد خيرة شبابهم الابطال الشهيد معاذ الكساسبة، الذي أبى إلا أن يسقط مرفوع الرأس في القفص المحترق في مشهد هز وجدان العالم.
غضب الأردنيون وغضب ملكهم، سطروا أروع معاني اللحمة الوطنية والكبرياء الأردني، نظر لهم العالم بتأمل وإعجاب على وقفتهم ضد الإرهاب والإجرام، وعلى شجاعة جندهم وطياريهم، وعلى بأسهم وصلابتهم في مواجهة المحن.
كانت تلك الازمة منعطفاً مفصلياً أعكف على توثيقه وتأريخه بعد أن قدر لي أن أكون مطلاً على أدق تفاصيله، هي قصة وملحمة أردنية تستحق أن تروى لتعلم الاجيال ما في هذا البلد من قوة وخير وعزيمة وقيم.
لم ينتظر الأردن وملكه الإمساك بالبغدادي ولا العدناني؛ بعد جريمة الحرق الفاجعة دكت صقور سلاح الجو معاقل داعش ومعسكرات تدريبهم، فجرت أوكارهم وزلزلت المدن من حولهم، أدخلت الرعب في نفوس الشر والارهاب، لتقول لهم إن دم شهداء الأردن الأبرار لن يضيع. تبع ذلك عمليات مخابراتية نوعية نالت الارهابي العدناني الذي كان له دور أساسي في إحراق البطل الكساسبة، سادت يومها فرحة بين رفقاء السلاح للشهيد وضباط الجيش والمخابرات.
استمرت الهجمات الارهابية من إربد للكرك والبقعة والسلط وحدود الركبان، وعشرات المحاولات الأخرى التي لا يعلن عنها، وفي كل مرة خرج الأردن أقوى وأصلب، يؤمن إيمانا راسخا بقيمه وبنبل حربه على الشر والإرهاب.
رغم كرهنا لسياسات ترامب الشرق أوسطية، إلا أننا أحببناه يوم إعلانه مقتل البغدادي. شوّق ملك التويتر العالم بتغريدة خلت من التفاصيل، داعب شهية الإعلام وأثار فضوله على نحو ملفت، أعلن عن تفاصيل ومشاهدات تفصيلية أعطته الحق بأن يكون فخوراً بنفسه وبلده وجنده. حقق مكاسب سياسية مهمة؛ شتت الانتباه عن نقاشات عزله، بدد هجوم خصومه عليه أنه ترك شمال سورية وأفسح المجال للإرهاب، وظهر قائداً حازماً امام شعبه وذكرهم بمقتل حمزة بن لادن كإنجاز آخر له في مجال الامن القومي.
لم تنته الحرب على الارهاب، خاصة جبهته الايديولوجية والاعلامية التي كان الأردن من أشد المؤمنين بأهميتها. سيأتي يوم تظهر علينا نسخة جديدة محدثة من البغدادي، الذي يمثل الجيل الثالث من الإرهابيين بعد الزرقاوي والظواهري وابن لادن، وإن كان داعش قد فاجأ العالم بتقنيات إعلامه ومهارته في استخدام السوشال ميديا، فنسخة داعش والقاعدة القادمة ستفاجئنا بجديد من الشر قد لا ندركه الآن.
يجب ألا نستكين بعد مقتل البغدادي، ورغم أن ظاهرة الارهاب عصية على التسبيب بشكل علمي قاطع، لكننا نحن خبراء الاقليم نعلم أن الارهاب سيضعف ويضمحل إذا ترسخت الحاكمية الرشيدة بكافة أبعادها المعاصرة، واذا ما سادت دولة المواطنة لكل فئات الشعب لا تقصي جزءاً منه فتغضب وتيأس وتنحو للعنف كما حدث في العراق وسورية وغيرها، ولا بد من عدالة وإصلاح ناجز يحقق للشعوب الازدهار وفرص العمل، ويرسخ قيم الحرية والحوار وقبول الاختلاف والتعدد. هذه ليست أمنيات تنظيرية، بل واقعا شرق أوسطي معاشا، نشهد يومياً كيف أن غيابها يؤجج العنف والتطرف.
الغد
غضب الأردنيون وغضب ملكهم، سطروا أروع معاني اللحمة الوطنية والكبرياء الأردني، نظر لهم العالم بتأمل وإعجاب على وقفتهم ضد الإرهاب والإجرام، وعلى شجاعة جندهم وطياريهم، وعلى بأسهم وصلابتهم في مواجهة المحن.
كانت تلك الازمة منعطفاً مفصلياً أعكف على توثيقه وتأريخه بعد أن قدر لي أن أكون مطلاً على أدق تفاصيله، هي قصة وملحمة أردنية تستحق أن تروى لتعلم الاجيال ما في هذا البلد من قوة وخير وعزيمة وقيم.
لم ينتظر الأردن وملكه الإمساك بالبغدادي ولا العدناني؛ بعد جريمة الحرق الفاجعة دكت صقور سلاح الجو معاقل داعش ومعسكرات تدريبهم، فجرت أوكارهم وزلزلت المدن من حولهم، أدخلت الرعب في نفوس الشر والارهاب، لتقول لهم إن دم شهداء الأردن الأبرار لن يضيع. تبع ذلك عمليات مخابراتية نوعية نالت الارهابي العدناني الذي كان له دور أساسي في إحراق البطل الكساسبة، سادت يومها فرحة بين رفقاء السلاح للشهيد وضباط الجيش والمخابرات.
استمرت الهجمات الارهابية من إربد للكرك والبقعة والسلط وحدود الركبان، وعشرات المحاولات الأخرى التي لا يعلن عنها، وفي كل مرة خرج الأردن أقوى وأصلب، يؤمن إيمانا راسخا بقيمه وبنبل حربه على الشر والإرهاب.
رغم كرهنا لسياسات ترامب الشرق أوسطية، إلا أننا أحببناه يوم إعلانه مقتل البغدادي. شوّق ملك التويتر العالم بتغريدة خلت من التفاصيل، داعب شهية الإعلام وأثار فضوله على نحو ملفت، أعلن عن تفاصيل ومشاهدات تفصيلية أعطته الحق بأن يكون فخوراً بنفسه وبلده وجنده. حقق مكاسب سياسية مهمة؛ شتت الانتباه عن نقاشات عزله، بدد هجوم خصومه عليه أنه ترك شمال سورية وأفسح المجال للإرهاب، وظهر قائداً حازماً امام شعبه وذكرهم بمقتل حمزة بن لادن كإنجاز آخر له في مجال الامن القومي.
لم تنته الحرب على الارهاب، خاصة جبهته الايديولوجية والاعلامية التي كان الأردن من أشد المؤمنين بأهميتها. سيأتي يوم تظهر علينا نسخة جديدة محدثة من البغدادي، الذي يمثل الجيل الثالث من الإرهابيين بعد الزرقاوي والظواهري وابن لادن، وإن كان داعش قد فاجأ العالم بتقنيات إعلامه ومهارته في استخدام السوشال ميديا، فنسخة داعش والقاعدة القادمة ستفاجئنا بجديد من الشر قد لا ندركه الآن.
يجب ألا نستكين بعد مقتل البغدادي، ورغم أن ظاهرة الارهاب عصية على التسبيب بشكل علمي قاطع، لكننا نحن خبراء الاقليم نعلم أن الارهاب سيضعف ويضمحل إذا ترسخت الحاكمية الرشيدة بكافة أبعادها المعاصرة، واذا ما سادت دولة المواطنة لكل فئات الشعب لا تقصي جزءاً منه فتغضب وتيأس وتنحو للعنف كما حدث في العراق وسورية وغيرها، ولا بد من عدالة وإصلاح ناجز يحقق للشعوب الازدهار وفرص العمل، ويرسخ قيم الحرية والحوار وقبول الاختلاف والتعدد. هذه ليست أمنيات تنظيرية، بل واقعا شرق أوسطي معاشا، نشهد يومياً كيف أن غيابها يؤجج العنف والتطرف.
الغد