الى الوطن .. والمفرق .. ونشأت
خالد السواعير
القبة نيوز- قبل أيام خلت قادتني أقداري الجميلة صوب لقائك وتوقفت محطات عمري أمام عملاق قامتك
فألتقينا على عجل وتصافحنا على دمع ولكنك أستطعت دون أن تعلم وتمكنت دونما قصد بإن تجعل هذا اللقاء يستقر هنا في وجدان محبيك وأن لا تمر تفاصيله في أرواحنا كمرور الكرام فكم نحن بحاجة إلى موردٍ عذبٍ مثلك تتزاحم حولهُ أمانينا وأهاتنا وعطش الأعمار
فأنا أبنك ومن جموع محبيك لذا أخترت اليوم أن أكتب أليك وأنحزت الليلة لبريق السيوف الأردنية في وجنتيك
أنحزت للصبر في عيناك ولشمس المفرق فوق جبينك الأغر
في زحمة الحضور وعلى مقربة منك كنت جالساً أسترق السمع وأحاول ما أستطعت الغوص في بحر ذاكرتك المليء بجواهر الحنين وماس الشوق ، هذه الذاكرة التي ما زالت ترى وطني بعين الصبا وتستشعره بإحساس العاشق الذي لم يتورط بخيانة ولم يجد الكذب طريقاً إلى قلبه
فسمعتك تتحدث عن المفرق وتروي للرفاق قصة هذا الهوى الغامر من ألف باء النبض إلى حيث تنتهي أبجديات الغرام
حديثك عن مسقط رأسك ومبتدى دروبك خالطه شيئاً من التصوف أحتار فكري في ترجمة طقوسه المتمكنة من أنحاء وجدانك النقي
فتسائلت عن هذا الكم الهائل من الشوق وعن هذه الأصالة التي لم يتغير بفعل الغربة لونها ولم تتبدل عبر المدى قوانينها
ولكني أخترت أن أواصل السمع لعظيم إنتمائك فربما هذه الفرص الخالدة لا تتكرر بسهولة في حياة المرء
فكففتُ عن السؤال وأختزلت الأجابة في متابعتي لأمسيتك
سمعتك تتحدث عن أستاذك القديم وتتجدد في بوحك عنه بيعة الإحترام فتيقنت كيف يصبح الرجل مثلاً أعلى وبما تتقدم الأمم وتنتج لنا قناديل الدروب الحالكة
فوجدتك ما زلت تحتفظ له بذات المكانة وما زلت تقف أحتراماً لبذله وما زلت توفّه التبجيلا
شعرت كم نحن مقصرين في حق العطاء وفي حق من بذلوا في سبيل رفعتنا كل غالي ونفيس
ثم عرجت في حديثك وتوقفت في نجواك عند أبواب الحارات القديمة وتلك الأزقة التي شهدت ولادتك وشكلت جدرانها الصلبة شخصيتك حتى صدرتك للدنيا سيفاً أردنياً ممشوق القامة عريب الحد
تلك الدروب التي علمتك يا أبن الأكرمين بإن هذا العمر إما أن يكون تحدياً أو لا يكون
وأن قلوب الرجال لا بد أن تبقى أبوابها مشرعة للشهامة
لقد جبت في ذلك الحديث الشيق أرجاء الذكرى وتطرقت لأدق التفاصيل حتى الدكان القديم وحلاق الحي فما أشد نبلك وما أعظم هذا الوفاء
وما أجملها من رحلة أعدتنا بها عبر الزمن إلى وطني الأردن وإلى تلك الحقبة التي كنا فيها قبلة العروبة ومهد الرجال الذين أوجدوا للمجد مدارس
إلى ذلك الرحم الذي تمخض فأنجب لنا بأردنيته العريقة ... أنجب لنا نشأت وحكمت وبهجت
.. يا أيها الأردني القابض على جمر الحب والذكرى ..
لقد أدهشني حنينك الجم وأستوقفتني توجداتك الوطنية وأنت تغازل بحديثك صورة المكان العالقة ما زالت في سويداء روحك الأبية وتستطرد في حديثك عن المفرق والأردن ومسقط الرأس
في أتون الدمع وفي حضرة الحزن والمصاب الجلل إلا أنك لم تنسى وطنك ولم تستثني أرضك من أولويات النبض وإرهاصات البوح والشكوى
ولكن يا أبا خالد وأنت الأبن البار بهذا الثرى والعاشق ما زلت لرائحة الشيح فوق دروبه العتيقة يؤسفني أن أخبرك بأن الوطن لم يعد كما بنيتموه لنا فلم نعد نقوى فيه إلا على ضيق الصدر وتجرع الخيبات التي أنهكت شبابنا وأستنزفت أحلامنا ، فبلادك يا أبا خالد قد أخترقها بغاث الطير وساستها خالفوا ظن الحكماء وأحلوا بنا القسمة الضيزى
كذب الصادق وخان الأمين وأستأسد الجبان وفي ذلكم بلاءٌ من ربكم عظيم
أسمترئوا علينا صفع القفى وأستبدلوا تضحياتنا الجسام فما أحوجنا الأن إلى من هم على نهجك ما زالت قاماتهم تدق فينا أجراس الأمل ، ما زال زرعهم يسقى بالشهامة فوق ضفاف الوفاء ، وما زال الأردن يتربع على عرش قلوبهم
فلله درك أيها الطود الأشم وشكراً لك من أعماق هذه القلوب ومن وجدان هذا الثرى
شكراً لنبل قلبك وشكراً لإننا ما زلنا في ذهنك الأهل وما زلنا في عيناك الحب والعشيرة
فألتقينا على عجل وتصافحنا على دمع ولكنك أستطعت دون أن تعلم وتمكنت دونما قصد بإن تجعل هذا اللقاء يستقر هنا في وجدان محبيك وأن لا تمر تفاصيله في أرواحنا كمرور الكرام فكم نحن بحاجة إلى موردٍ عذبٍ مثلك تتزاحم حولهُ أمانينا وأهاتنا وعطش الأعمار
فأنا أبنك ومن جموع محبيك لذا أخترت اليوم أن أكتب أليك وأنحزت الليلة لبريق السيوف الأردنية في وجنتيك
أنحزت للصبر في عيناك ولشمس المفرق فوق جبينك الأغر
في زحمة الحضور وعلى مقربة منك كنت جالساً أسترق السمع وأحاول ما أستطعت الغوص في بحر ذاكرتك المليء بجواهر الحنين وماس الشوق ، هذه الذاكرة التي ما زالت ترى وطني بعين الصبا وتستشعره بإحساس العاشق الذي لم يتورط بخيانة ولم يجد الكذب طريقاً إلى قلبه
فسمعتك تتحدث عن المفرق وتروي للرفاق قصة هذا الهوى الغامر من ألف باء النبض إلى حيث تنتهي أبجديات الغرام
حديثك عن مسقط رأسك ومبتدى دروبك خالطه شيئاً من التصوف أحتار فكري في ترجمة طقوسه المتمكنة من أنحاء وجدانك النقي
فتسائلت عن هذا الكم الهائل من الشوق وعن هذه الأصالة التي لم يتغير بفعل الغربة لونها ولم تتبدل عبر المدى قوانينها
ولكني أخترت أن أواصل السمع لعظيم إنتمائك فربما هذه الفرص الخالدة لا تتكرر بسهولة في حياة المرء
فكففتُ عن السؤال وأختزلت الأجابة في متابعتي لأمسيتك
سمعتك تتحدث عن أستاذك القديم وتتجدد في بوحك عنه بيعة الإحترام فتيقنت كيف يصبح الرجل مثلاً أعلى وبما تتقدم الأمم وتنتج لنا قناديل الدروب الحالكة
فوجدتك ما زلت تحتفظ له بذات المكانة وما زلت تقف أحتراماً لبذله وما زلت توفّه التبجيلا
شعرت كم نحن مقصرين في حق العطاء وفي حق من بذلوا في سبيل رفعتنا كل غالي ونفيس
ثم عرجت في حديثك وتوقفت في نجواك عند أبواب الحارات القديمة وتلك الأزقة التي شهدت ولادتك وشكلت جدرانها الصلبة شخصيتك حتى صدرتك للدنيا سيفاً أردنياً ممشوق القامة عريب الحد
تلك الدروب التي علمتك يا أبن الأكرمين بإن هذا العمر إما أن يكون تحدياً أو لا يكون
وأن قلوب الرجال لا بد أن تبقى أبوابها مشرعة للشهامة
لقد جبت في ذلك الحديث الشيق أرجاء الذكرى وتطرقت لأدق التفاصيل حتى الدكان القديم وحلاق الحي فما أشد نبلك وما أعظم هذا الوفاء
وما أجملها من رحلة أعدتنا بها عبر الزمن إلى وطني الأردن وإلى تلك الحقبة التي كنا فيها قبلة العروبة ومهد الرجال الذين أوجدوا للمجد مدارس
إلى ذلك الرحم الذي تمخض فأنجب لنا بأردنيته العريقة ... أنجب لنا نشأت وحكمت وبهجت
.. يا أيها الأردني القابض على جمر الحب والذكرى ..
لقد أدهشني حنينك الجم وأستوقفتني توجداتك الوطنية وأنت تغازل بحديثك صورة المكان العالقة ما زالت في سويداء روحك الأبية وتستطرد في حديثك عن المفرق والأردن ومسقط الرأس
في أتون الدمع وفي حضرة الحزن والمصاب الجلل إلا أنك لم تنسى وطنك ولم تستثني أرضك من أولويات النبض وإرهاصات البوح والشكوى
ولكن يا أبا خالد وأنت الأبن البار بهذا الثرى والعاشق ما زلت لرائحة الشيح فوق دروبه العتيقة يؤسفني أن أخبرك بأن الوطن لم يعد كما بنيتموه لنا فلم نعد نقوى فيه إلا على ضيق الصدر وتجرع الخيبات التي أنهكت شبابنا وأستنزفت أحلامنا ، فبلادك يا أبا خالد قد أخترقها بغاث الطير وساستها خالفوا ظن الحكماء وأحلوا بنا القسمة الضيزى
كذب الصادق وخان الأمين وأستأسد الجبان وفي ذلكم بلاءٌ من ربكم عظيم
أسمترئوا علينا صفع القفى وأستبدلوا تضحياتنا الجسام فما أحوجنا الأن إلى من هم على نهجك ما زالت قاماتهم تدق فينا أجراس الأمل ، ما زال زرعهم يسقى بالشهامة فوق ضفاف الوفاء ، وما زال الأردن يتربع على عرش قلوبهم
فلله درك أيها الطود الأشم وشكراً لك من أعماق هذه القلوب ومن وجدان هذا الثرى
شكراً لنبل قلبك وشكراً لإننا ما زلنا في ذهنك الأهل وما زلنا في عيناك الحب والعشيرة