سلوكيات المجتمع الأردني 11
أبو جون
القبة نيوز- يعد التعليم المهني من أهم التخصصات التي ترفد سوق العمل العالمي بالتخصصات الفنية ؛ بل إن كثير من الدول المتقدمة تجد فيها هذه التخصصات تتقدم على التخصصات الأكاديمية ،ولا عجب في ذلك فهي مجتمعات تعتمد على الصناعة والإنتاج وبالتالي نجد شبابها يقبلون على التخصص المهني والتقني.
أما في مجتمعنا الأردني فإن الصورة مؤرقة للقائمين على مؤسسات التعليم المهني بسبب عزوف نسبة كبرة من الطلبة عن التخصص المهني والتقني حيث يعزون ذلك لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :
الثقافة المجتمعية السائدة المرتبطة بالتخصصات التقنية والمهنية، والتي ما تزال دون المستوى المطلوب، أي أن نظرة المجتمع ما زالت دونية لمن يلتحق بالتعليم المهني!
وهذا في نظري مثير للاستغراب خاصة إذا علمنا أن سوق التخصصات الأكاديمية يعاني من البطالة أو الركود، بينما يجد الخريج التخصصات المهنية فرصا اكبر في القطاع الخاص المحلي والخليجي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل أن الثقافة المجتمعية ما زالت امتداداً لثقافة العربي القديمة التي تأنف من تعلم الصنعة و الصانع ؟
معلوم لدينا جميعا النظرة الدونية لمن يتقن حرفة ما حيث كان يقال له وعلى سبيل التحقير هذا صانع أو فلان الصانع! بل إن بعض القبائل العربية ما زالت حتى الآن لا تزوج بناتها لصاحب مهنة أو حرفة ،وهل هذا هو ما أدى بمجتمعاتنا إلى تسمية الصنعة بالمهنة أي من المهانة ، وعدم شرف أو منزلة الحرفي الصانع؟
وإذا أردنا التوغل اكثر نجد أن العربي قديما قبل مجيء الإسلام كان يأنف من الصنعة وامتد ذلك حتى بعد حركة الفتوحات حيث كان العرب المسلمون هم المقاتلة بينما كان الموالي هم أهل الحرف والصناعات وحتى العلوم النظرية : كعلوم الدين والتاريخ والجغرافيا والفلك ..الخ كانت فيهم ،فلو كان ذلك مبرراً نوعا ما مع بداية حركة الفتوح وانتشار العرب في الأقاليم المجاورة لهم ، فلماذا استمر على مر تاريخنا حتى الآن ؟
يبدو لي أن عقلنا الجمعي ما زال مخلصا لعادات اجدادنا التي كانت تأنف من الحرفة و الصنعة رغم حث الدين الحنيف على تعلم الصنعة والعمل الشريف ؛ فعقلنا في بنيته العميقة ما زال يختزن كره الصنعة والمهنة ويرغب في الوظيفة الرسمية في الدولة ،والتي كانت تعني سابقا وفي أحد جوانبها الإلتحاق بالمقاتلة –الجيش- لما في ذلك من شرف وفروسية وعطاء (رواتب وامتيازات) وهو الأمر عينه الآن حيث نجد الكثيرين في مجتمعنا الأردني يطمحون للوظيفة الحكومية وامتيازاتها ورفاهيتها ويأنفون من الإلتحاق بالتخصص المهني ، بل وينظرون لمن يسلكه أو يلتحق به نظرة دونية !
لذلك فإننا بحاجة إلى تغيير نمط تفكيرنا وثقافتنا المتوارثة التي ما زالت متحكمة فينا حتى الآن ، بحيث نشجع ابنائنا على الإلتحاق بالتخصصات المهنية والتقنية ، حتى يساهموا في بناء بلدهم بدلاً من التطلع للوظيفة المكتبية أو الأكاديمية التي انحسر سوقها واصبحت تعاني من الكساد والبطالة .وبغير ذلك يبقى شبابنا يرزحون تحت وطأة البطالة التي تهدد مستقبلهم .
أما في مجتمعنا الأردني فإن الصورة مؤرقة للقائمين على مؤسسات التعليم المهني بسبب عزوف نسبة كبرة من الطلبة عن التخصص المهني والتقني حيث يعزون ذلك لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر :
الثقافة المجتمعية السائدة المرتبطة بالتخصصات التقنية والمهنية، والتي ما تزال دون المستوى المطلوب، أي أن نظرة المجتمع ما زالت دونية لمن يلتحق بالتعليم المهني!
وهذا في نظري مثير للاستغراب خاصة إذا علمنا أن سوق التخصصات الأكاديمية يعاني من البطالة أو الركود، بينما يجد الخريج التخصصات المهنية فرصا اكبر في القطاع الخاص المحلي والخليجي.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل أن الثقافة المجتمعية ما زالت امتداداً لثقافة العربي القديمة التي تأنف من تعلم الصنعة و الصانع ؟
معلوم لدينا جميعا النظرة الدونية لمن يتقن حرفة ما حيث كان يقال له وعلى سبيل التحقير هذا صانع أو فلان الصانع! بل إن بعض القبائل العربية ما زالت حتى الآن لا تزوج بناتها لصاحب مهنة أو حرفة ،وهل هذا هو ما أدى بمجتمعاتنا إلى تسمية الصنعة بالمهنة أي من المهانة ، وعدم شرف أو منزلة الحرفي الصانع؟
وإذا أردنا التوغل اكثر نجد أن العربي قديما قبل مجيء الإسلام كان يأنف من الصنعة وامتد ذلك حتى بعد حركة الفتوحات حيث كان العرب المسلمون هم المقاتلة بينما كان الموالي هم أهل الحرف والصناعات وحتى العلوم النظرية : كعلوم الدين والتاريخ والجغرافيا والفلك ..الخ كانت فيهم ،فلو كان ذلك مبرراً نوعا ما مع بداية حركة الفتوح وانتشار العرب في الأقاليم المجاورة لهم ، فلماذا استمر على مر تاريخنا حتى الآن ؟
يبدو لي أن عقلنا الجمعي ما زال مخلصا لعادات اجدادنا التي كانت تأنف من الحرفة و الصنعة رغم حث الدين الحنيف على تعلم الصنعة والعمل الشريف ؛ فعقلنا في بنيته العميقة ما زال يختزن كره الصنعة والمهنة ويرغب في الوظيفة الرسمية في الدولة ،والتي كانت تعني سابقا وفي أحد جوانبها الإلتحاق بالمقاتلة –الجيش- لما في ذلك من شرف وفروسية وعطاء (رواتب وامتيازات) وهو الأمر عينه الآن حيث نجد الكثيرين في مجتمعنا الأردني يطمحون للوظيفة الحكومية وامتيازاتها ورفاهيتها ويأنفون من الإلتحاق بالتخصص المهني ، بل وينظرون لمن يسلكه أو يلتحق به نظرة دونية !
لذلك فإننا بحاجة إلى تغيير نمط تفكيرنا وثقافتنا المتوارثة التي ما زالت متحكمة فينا حتى الآن ، بحيث نشجع ابنائنا على الإلتحاق بالتخصصات المهنية والتقنية ، حتى يساهموا في بناء بلدهم بدلاً من التطلع للوظيفة المكتبية أو الأكاديمية التي انحسر سوقها واصبحت تعاني من الكساد والبطالة .وبغير ذلك يبقى شبابنا يرزحون تحت وطأة البطالة التي تهدد مستقبلهم .