facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

افتتاح مؤتمر النقاد الاردنيين الثامن بعنوان "الرواية والفلسفة"

افتتاح مؤتمر النقاد الاردنيين الثامن بعنوان الرواية والفلسفة

القبة نيوز- افتتح صباح اليوم السبت المؤتمر الثامن لجمعية النقاد الاردنيين بعنوان "الرواية والفلسفة" في دائرة المكتبة الوطنية في عمان، بمشاركة نقاد وروائيين ومثقفين أردنيين وعرب.

والقى رئيس الجمعية الناقد الدكتور زياد ابو لبن كلمة في افتتاح المؤتمر الذي يأتي بالتعاون مع وزارة الثقافة، قال فيها؛ إن الرواية العربية المعاصرة تحولت إلى وسيط حضاري ومعرفي، وتمثل اليوم، ما مثّله الشعر العربي القديم (ديوان العرب) في العصر الجاهلي وما بعده، في الحضارة العربية الإسلامية.
وأوضح أن الرواية العربية الجديدة بشكل عام والرواية الاردنية بشكل خاص لم تعد مجرد حكاية درامية أخلاقية، مباشرة ونمطية في تقنياتها على مستوى الشخوص والفضاء العام، فقد حققت قطيعة معرفية وفنية مع رواية البدايات، الحافلة بالمباشرة والوقائعية والعبر الساذجة.
وتابع أن الرواية أصبحت اليوم مغامرة وتجريب، ومستودعا للأفكار والتأملات الفلسفية الوجودية والرؤى العميقة في الواقع والإنسان وصراعاته الداخلية والخارجية، واتكأت شكلا ومضمونا على الفلسفة والنقد الأدبي الفلسفي، وصنعت منها الفلسفة ومن وجودها في الرواية ما يسمى الرواية الذهنية أو الفكرية، وعكست الأعمال الروائية العظيمة أفكار الروائي واتجاهاته الفلسفية أو مناخ العصر ومزاجه الفلسفي.
وقال "لقد تعددت مستويات علاقة الفلسفة بالرواية، فهي تارة مضمون الرواية وحمولتها الكلية، وتارة أخرى تحمل وتناقش بالتخييل ما تناقشه الفلسفة بالعقل والاستدلال موضوعات الراهن العربي، الذاتي والموضوعي العام الذي يعج بالمفارقات والثنائيات الضدية وأهمها سؤال الهوية والحب والحرية والاغتراب والسلطة وثنائية الأنا والآخر أو الشرق والغرب إضافة للقضايا الجمالية والقيم الإنسانية".
ولفت إلى أن الفلسفة واكبت السرد العربي القديم، وتداخلت معه، فأثرت وتاثرت في الحكاية الأليغورية والرمزية والصوفية والفلسفية، من الغربة الغربية للسهروردي إلى حي بن يقظان لابن سينا وابن الطفيل، كما واكبت السرد الروائي العربي الحديث من رواية غابة الحق لفرنسيس المراش في القرن التاسع عشر، إلى رواية الطريق لنجيب محفوظ، والتي مثلت ذروة المرحلة الفلسفية في مسيرته الإبداعية، إلى روايات المفكر العربي المعاصر عبد الله العروي.
وقال انه انطلاقا من أهمية الموضوع، ولهذا التداخل والتأثير المتبادل بين الفلسفة والنقد والرواية جاء انعقاد هذا المؤتمر، تحت عنوان الفلسفة والرواية. وفي كلمة المشاركين التي القتها الناقدة الدكتورة سحر رامي من مصر لفتت الى اهمية هذا المؤتمر واثره الفكري والانساني حيث يناقش اسمى المجالات البحثية التي تتعلق بوجود الانسان وكيانه وهويته وموقفه الكوني الا وهي الفلسفة.
وقالت ان المؤتمر يناقش علاقة الفلسفة بالابداع وتحديدا الرواية، لافتة الى ان الرواية في العصر الحديث اصبحت تمثل حالة جديدة من الوعي متجاوزة فن الحكي المباشر الى عالم ممتد من الاسئلة والتفاصيل والاطروحات التي تعبر عن واقع الانسان وتفتح نافذة الرؤى المستقبلية لعلاقته بذاته وبالعالم.

وفي الجلسة الاولى لمؤتمر جمعية النقاد الاردنيين تحت عنوان "الرواية والفلسفة" التي ترأسها الدكتور زهير توفيق، قرأت الدكتورة دعاء سلامة ورقة الناقد السعودي الدكتور سعد البازعي الذي ولظروف خاصة لم يتمكن من الحضور بعنوان "مستويات التداخل بين الرواية والفلسفة". ولفتت الورقة إلى أن الربط بين الرواية والفلسفة يستدعي ربطاً أشمل هو العلاقة بين الأدب والفلسفة، وأن الرواية في أول المطاف أدب، وما يسري على الأدب يسري عليها، والأدب متصل بالفلسفة اتصالاً وثيقاً إلى حد التداخل بينهما. وبينت الورقة انه من النصوص الفلسفية ما يعد أدباً ومن النصوص الأدبية ما يعد فلسفياً، ويسري ذلك على كل أنواع الأدب، لكن للرواية في عصرنا علاقة واضحة بالفلسفة، ذلك أن الفلسفة واضحة أو كامنة في ثنايا كثير من الأعمال الروائية.
ورأى البازعي في ورقته انه يمكن تتبع ذلك على مستويين؛ الاول منها مستوى مباشر حين يستدعي الكاتب أو النص مقولات فلسفية أو يحيل إلى قضايا تعد في صلب الفلسفة، فيما الثاني مستوى غير مباشر يتضح من تبني الرواية لرؤية أو رؤى فلسفية معينة دون الإعلان عنها.
وفي الجلسة قدم الناقد الدكتور مصطفى الضبع من مصر، ورقة حملت عنوان "سؤال الوجود في الرواية العربية" قال فيها: ان الرواية خاصة والادب عامة لا يتوقفان عن طرح الأسئلة عن جميع ما يمثل رؤية للحياة والوجود، مشيرا إلى انه كان للرواية النصيب الاكبر من طرح أسئلة من شأنها تأمل الوجود الإنساني، كما كان للروائي العربي موقفا من الكون بكل ما يتضمنه من معطيات.
وبين ان ورقته تنشغل بالوقوف على أسئلة الرواية العربية ذات الاهتمام الكوني والوجودي، ليس بوصفها موضوعا فحسب وإنما هي تقنية لها جمالياتها ولها وظيفتها في سياق النص الروائي، مستعرضا أسئلة الوجود التي تطرحها الرواية العربية.
وقدمت الناقدة الدكتورة رزان إبراهيم ورقة بعنوان "تأملات فلسفية في طبائع السلطة: رواية ملتقى البحرين لوليد سيف أنموذجا" قالت فيها؛ انها من خلال هذا النموذج تطمح لاستقصاء العلاقة التي يخلفها النفوذ والقوة على صيرورة الشخصيات الإنسانية وتحركاتها، بما كان فلاسفة الإغريق قد عالجوه من خلال مفردة (الغطرسة) التي يميل أرسطو إلى تأويلها بفكرة التمتع بإيذاء الآخرين. وأشارت إلى ان هذه الرواية هي رواية تاريخية متخيلة تدور أحداثها في أجواء القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي في إحدى الممالك الإسلامية التي نشأت على تخوم الخلافة العباسية أو أطرافها واستقلت عن مركز الخلافة بعد ضعفها وانحسار سلطتها المركزية. وبينت أن العلاقة التي تجمع بين شخصيات الرواية الرئيسة تتطور على نحو محكم مدروس يستدعي العديد من القضايا الفلسفية، أبرزها العمى الذي يصيب كل من يعتلي مراكز القرارات والسلطة وفقا للفيلسوف الفرنسي بيرك. وقرأت الدكتورة دلال عنبتاوي في الجلسة الشهادة الابداعية التي شارك فيها الروائي قاسم توفيق بعنوان "الكتابة وأنا"، قال فيها: ان في داخل كلِّ واحدٍ منّا كاتبٌ متأهِّبٌ للانطلاق، وكلُّنا نكبحُ هذا الانطلاق لأنَّنا نخاف، فنكتفي بالكلام، فالكلام ليس موثقًا ولا مثبتًا، وكلُّنا نخافُ من توثيق مشاعرنا وعواطفنا وإيماناتنا وأفكارنا الصغيرة وأسرارنا لأنَّنا نخافُ الآخر. وأضاف توفيق " لا أدري كيف يكونُ الكاتبُ كاتبًا، أو لماذا يكتب؟ لكنّني بتجربتي المتواضعة الخاصّة أعرفُ أنّ الكتابةَ هي حالةُ بوحٍ بصوتٍ عالٍ، هي حالةُ صخبٍ يشبه إلى حدٍّ بعيدٍ عواء الذئاب"، مؤكدا أن الكتابةَ ليسَت مُعاناةً أو شقاء، بل هي على العكس، مُتعةٌ وممارسةٌ ساحرةٌ للخيال.
وفي ختام الجلسة الاولى قدم الدكتور احمد ماضي تعقيبا حول الاوراق المشاركة.

 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )