"سلامة حماد" رجل المرحلة الحالية وشخصية استثنائية تَحمّل الكثير من اجل الوطن وقيادته
الزميل جمال حداد
لم أجد ابلغ ولا اعدل ولا اصدق من قول الله تعالى وهو اصدق القائلين من قوله :ـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى { صدق الله العظيم.
العدل في القول والفعل،وعدم التجاوز على الآخر في الأحكام الجزافية بغير حق.ولتكن الأخلاق هي الميزان في الحكم على الأصدقاء والخصوم.بعيداً عن هوى النفس ومصالح الذات والانطباعية الببغاوية. ما أود سرده عن رجل دولة عريق،وشخصية استثنائية تَحمّل الكثير من اجل وطنه وقيادته.لا شك انه شخصية خلافية بسبب موقعه الحساس وقراراته الصعبة بسبب الظروف القاسية التي عايشها.
هذا الرجل أفنى عمره في الخدمة العامة ولم يطلب من احدٍ حمداً ولا شكورا بل كان يعمل بوحي من ضميره ولصالح بلده ، فجاءت المقالة ليست للتبرئة أو الإدانة بل لبسط الحقائق والحكم بعدالة وموضوعية.فالرجل لا يمثل نفسه بل يُمثل دولة ذات سيادة،وهو وزير سيادي من طراز رفيع، لمع اسمه من بين الوزراء الذين امتطوا صهوة كرسي الداخلية،وله بصمات محفورة سيذكرها اللاحقون من بعده إذ انه رسم خطة طريقة لمن بعده أن ساروا عليها لن يضلوا.فقد عرف عنه انه صاحب عقلية ابتكاريه خلاقة استشرافية وهذا ما يميزه ويجعله في طليعة الركب.
هذه المقالة ستطرب لها عشاق الوطن والخائفون على مستقبله و آمنه، وستغضب " من في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ". وسيقف منها المنكرون ناكرون ومتنكرون لأنهم يودون إن يسمعوا ما يحبون سماعه مما تأنس نفوسهم إليه من ظلم الغير و ايذآئه بالقول أو الفعل،ويكرهون سماع عكس ما يرغبون حتى لو تبينوا انه الصدق القويم و الحق المبين و لو وضعت بين أيديهم الحقائق الدامغة والشواهد الجلية،وتلك طبيعة الأشخاص الملتوية نفوسهم الذين يتمترسون مع سبق الإصرار في قواقعهم، ضد العقل والمنطق والفكر حتى لو كان صواباً وتلك نفسية الحاقدين والشامتين الذين يتربصون بالناس زلة او هفوة حتى يرقصوا لها ثم ينفخوا في الصغائر الصغيرة حتى تكبر وتصير بحجم إشاعة تتدحرج وتكبر مثل كرة الثلج .
في هذا السياق يقول رسولنا محمد صلوات الله عليه الذي لا ينطق عن الهوى ووصفه رب العزة " انك لعلى خلق عظيم :ـ " اللهم أني اعوذ بك من خليل ماكر عينه تراني وقلبه ترعاني.ان رأى حسنة دفنها وإذا رأى سيئة أذاعها ".
هؤلاء،لو كانوا أهل عقل لطلبنا منهم الجلوس على طاولة الحوار لمجادلتهم بالحسنى و لو كانوا أهل علم لكنّا قارعنهم الحجة بالحجة ولكنهم أهل نكير لكل الانجازات ونكران لكل ما هو جميل ومشرق.تراهم يتجاوزون المنطق إلى التعنت ويحرصون على ارتداء النظارات السوداء حتى في الغابات الخضراء، ورؤية نصف الكأس الفارغ.رغم هذا العناد و الإصرار على الخطأ.
فوزير الداخلية القوي سلامة حماد مصر على الحوار و إكمال الديمقراطية،و إدارة المشهد الداخلي بطريقة عقلانية أمينة وآمنة وبلا قبضة أمنية. لهذا يرى حماد انه لا مفر من مساحة واسعة للحرية والسماحة، و بالمقابل لابد من تطبيق القانون بحذافيره لردع العنف ولجم الفوضى وفرز الفوضويين عن الوطنيين المعارضين المرحب بهم،وهم ان اختلفوا مع الدولة يبقوا جزءاً اصيلاً منها،ويظلوا أهل علم وفضل دون ان يفقدوا ذرة واحدة من احترام الحكومة لهم،وهم بالمحصلة في خندق الوطن يدافعون عنه ويتصدون للطابور الخامس الذي عبء البلاء بالإشاعات وشحن الشارع بالأكاذيب، وان حملوا رأياً مخالفاً فهو يصب في مصلحة البلاد والعباد، فالخلاف مع المعارضة في الحوار السياسي يحتمل الصواب والخطأ ولا احد يحتكر الحقيقة ، والالتقاء في منتصف الطريق يصب في مصلحة الدولة التي يتفق الجميع في حمايتها والمحافظة عليها.
سلامة حماد قدره ان يستلم في هذه الظروف الحساسة اخطر وزارة سيادية لا تضارعها خطورة إلا وزارة الدفاع المنوط بأمرها رأس الدولة جلالة الملك، مهمات وزارة الداخلية لا تُعد ولا تحصى فهي مسؤولة أولاً و اخيراً عن المحافظة على النظام،صون الحريات العامة،الأمن العام،النظام،منع الجرائم،حماية الأرواح و الأموال و الأعراض والممتلكات،مكافحة الشغب....الخ الخ.
ذلك يعني ان تكون وزيراً للداخلية وتتحمل هذه الأعباء والمهمات الصعبة على مدار الساعة ويكون امن البلد الداخلي برقبتك فتلك أمانة كبيرة وثقيلة وقاسية لا يستطيع حملها سوى الرجال الرجال الأقوياء...بمعنى ان تكون وزيراً للداخلية غير ان تكون وزيراً للعمل،الصناعة والتجارة،الشؤون البلدية،الأوقاف،الثقافة مع الاحترام لهذه الوزارات ودورها المهم والمؤثر والانحناء لوزرائها الأجلاء، لما يقدمونه من خدمات وما يبذلونه من جهود جبارة ومضنية.ما اقصده ان الطبيب الجراح الذي يجري عملية قلب مفتوح غير الطبيب الذي يقوم بعملية استئصال اللوز.
سلامة حماد لو بقي في بيته ويمضي يومه في مشاهدة التلفزيون او حل الكلمات المتقاطعة في احد مقاهي عمان لم يذكره احد،لكنه في قلب المعركة إئتمنه جلالة الملك على الناس و أمنهم وطلب إليه الذود عن حياض الوطن والاضطلاع بمسؤوليات جسام، حيث وظيفته تفرض عليه ان يكون في خط الدفاع الأول، ليكون القدوة والمثال، لا ان يحتمي خلف إصبعه كما يفعل بعض المسؤوليين للاختباء في الملمات لكنهم بعد ان تهدأ غبار المعركة يتنافخون بالبطولات او يتسابقون بالتبريرات.
سلامة حماد رجل مختلف، مقاتل صلب وجسور لا يخشى " سواليف النسوان كقيل وقال ولا نق الضفادع ". لقد تعرض الرجل إلى هجمات شعواء وافتراءات ظالمة و أكاذيب تم فبركتها من محترفين.و احقاقاً للحق و انصافاً للرجل رأينا ان ندلي برأينا بموضوعية وحيادية و أمانة.
فكانت هذه المقالة صدمة للإفاقة ،واتقاء لله في ما يطرحه كل واحد فينا أو ينقله عن لسان إنسان،ان يكون عادلاً في قوله وفعله و ذا ضمير حي في إصدار أحكامه، وان تكون محاكمته للآخرين عقلانية وليست انطباعية ويضع الله العدل نُصبَ عينيه.فقد ورد هذا الاسم الأعظم " العدل " 29 مرة.لذلك لا يجوز بل آثم من يحمل افكاراً مغلوطة وقصصاً منحولة ويوزعها على الناس دون تمحيص .
فالحكيم العاقل العادل من يغربلها الروايات ليتبين الصادق ويرمي المكذوب .فأوراق الخريف تتساقط كل عام وتذروها الرياح،وتبقى الشجرة راسخة متجذرة في أرضها التي تحبها... تُعطي ثمرها للعابرين عن طيب خاطر وتعطي للعابثين حتى لو رميت بالحجارة.!.
بعد هذه العجالة، من هو سلامة حماد الوزير الأمين عن الأمن والحريات والنظام والممتلكات و الأموال و الأعراض ؟! مع تأجيل الجانب الإنساني والشخصي لهذا الكبير إلى قابل الأيام .
*** شغل منصب وزير داخلية سبع مرات.ثلاث مرات في عهد جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وشرفه بها جلالة الملك عبد الله الثاني أربع مرات.هذه التشريفات تدل على مدى ثقة القيادة الهاشمية به واستدعائه للعمل في الظروف الاستثنائية،ومن خلال عملنا كمراقبين للشأن الداخلي وصحافيين متابعين نقولى :ـ قلَّ من حظي بهذه الثقة وهذا الاستئثار بوزارة الداخلية التي تشكل العنوان الرئيس لسيادة وهيبة الدولة.
*** سلامة حماد لعب دوراً حاسماً وفعالاً و فاعلاً ورئيسياً في انتخابات عام 1998 رغم انه كان محافظاً حيث كان الدينمو والمايسترو خلف الستار يُحرك ويتحرك. ولقد نجحت الانتخابات آنذاك،وسجلت نقلة نوعية في النزاهة ودونت الصحافة العالمية والعربية إعجابها بهذه القفزة الديمقراطية و إلغاء الأحكام العرفية و إطلاق الحريات العامة وخاصة رفع سقف حرية الصحافة.
سلامة حماد كان الجندي المجهول الذي يخطط ويعمل بصمت مما لفت اليه انتباه جلالة الملك الراحل الحسين وقرّبه إليه و و احتضنه وتبناه كرجل دولة يُعتمد عليه.
*** في عام 1993 استلم حماد وزارة الداخلية ولم يكن لها مبنى.وفي 29 /5/ 1993 وضع مخططاً لوزارة الداخلية يليق بالدولة الأردنية وهيبتها وسيادتها. فوق ذلك جلب المنح للبناء وقامت وزارة الأشغال بتنفيذه...بمعنى ان البناء لم يكلف الخزينة مليماً واحداً. و في 14 /11 /1994 صادف عيد ميلاد المغفور له ـ باذن الله ـ الملك حسين فافتتح المبنى الجديد في احتفال مهيب وقص شريط الافتتاح.
*** اللافت ان جلالة المرحوم الملك الحسين " طيب الله ثراه " كسر مألوف البرتوكولات، وحمل معه وسام الاستحقاق والتقدير لمعالي سلامة حماد وعلقه على صدره داخل مبنى وزارة الداخلية فكانت لفتة ملكية سامية ومفاجأة كبيرة من ملك كبير إلى وزير متفانٍ في العمل والخدمة.
*** سلامة حماد لمن لا يعلم وتذكيراً لمن يعلم هو صاحب فكرة التقسيمات الإدارية على مستوى المملكة وباقي التقسيمات الإدارية من متصرفيات و ألوية بطريقة مبهرة ومتوازنة وعادلة.
*** سلامة حماد كذلك اشرف بنفسه على تشييد أبنية المحافظات في الدولة وهندستها ومواقعها لإشعار الناس ان الدولة موجودة في كل مكان.نقول هذا القول ليُنسب الفضل لأهله و لا يُبخس احد حقه.
*** بعد هذا العرض الموجز والفكرة المختصرة عن أعمال سلامة حماد نختم كما بدأنا " لا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ". فالدنيا لا تُغني عن الآخرة فاتقوا الله في كل كلمة و نأمة حيث يقول الله في محكم كتابه :ـ " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ".
*** من موضع المراقبة والمتابعة نقولها لم يطرق باب الوزير سلامة حماد احد، الا استجاب له ولم يرد مواطناً خائبا ، كما انه يرد المظالم لأهلها ولا يقبل بظلم ضعيف ولا استقواء قوي على مسكين لأنه يؤمن ايماناً مطلقاً ان العدل أساس الملك.
سلامة حماد أعانك الله على حمل المسؤولية و الأمانة التي آبت السموات والأرض ان يحملنها