facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

معالي الوزير .. هناك فرق بين التخطيط والتخبط .. !!

معالي الوزير .. هناك فرق بين التخطيط والتخبط .. !!

صالح الراشد

القبة نيوز-نشعر أحيانا بأن الحكومة وطاقمها الوزاري يتعاملون معنا على أننا هبطنا قبل قليل على كوكب الأرض, ويطاردنا شعور غريب بأننا قد جئنا من عصر رجل الكهف, وربما يعتقدوا بأننا لا نُجيد القراءة والكتابة, فالحكومة تتعامل مع الشعب الاردني على طريقة العصور الوسطى الظلامية, وان على الشعب أن يصدق كل كلمة تخرج من أفواههم دون أن يُشكك بصدقهم, فهم أقرب الى الأوثان حسب رؤيتهم وعلينا الطواف حولهم ونقدس فكرهم النادر.


ما أثارني هو ما قاله وزير التخطيط محمد العسعس بأن "إصلاحات الأردن لم يفعلها أحد على الأرض", وللحق لا ندرك عن أي أرض يتحدث معالي الوزير في الحكومة الرقمية التى ترفع شعار النهضة, ويبدو ان هذه الوزارة تعشق المُفاجئات فتصر على أن تُفاجئنا في كل فترة بالعجب العجاب, فأصل الأشياء أن لا نتحدث عن سلامة الخطط الإصلاحية إلا بعد تطبيقها ونجاحها, وعندها نقول قمنا بإصلاحات لأن ما قامت به الحكومة قد يكون " تخبيص" يزيد من معاناة المواطن, وهذا ما نشاهدة حالياً, فالمديونية ارتفعت الى رقم فلكي يصعب على الغالبية العظمى من أبناء الشعب تخيل حجمه, والبطالة تزايدت حتى أصبح غالبية أبناء الوطن يبحثون عن السفر الى أي دولة للخلاص من حجم المعاناة التي تسببت بها الحكومات المتعاقبة.

ونشعر بأن حكومتنا لا تُدرك بأن الإصلاح يكون بتحسين مخرجات التعليم والارتقاء بالتعليم الجامعي, ولو كان معاليه يتابع ما يجري على ساحة التعليم لأدرك أن هناك عوائق كبيرة وواضحة أمام تطور التعليم, وأترك لمعاليه التحليل والتحري والبحث, أضف الى ذلك ان إرتفاع مستوى الرعاية الصحية من مشتقات الإصلاح, وطبعاَ معاليه لا يزور المستشفيات الحكومية ولا يعاني كما يعاني أبناء الشعب, وفوق ذلك فان تحسين شبكة المواصلات تأتي من أسس الإصلاح, والحديث في هذا الأمر يطول حتى يصل الى العقبة وطريقها البري الذي يفتك بأبناء الشعب بلا رحمة.

وربما يقول معاليه ان الإصلاحات كانت في الأنظمة والقوانين, وهنا نقف ونقول "ربما", لكن هروب رأس المال العربي والأجنبي وهجرة رأس المال الاردني ماذا يعني؟, وارتفاع الضرائب بصورة جنونية أيضا ماذا يعني؟, ألا يعني أن الثقة بين المستثمر والحكومة تراجعت بشكل كبير, وان رأس المال لا يثق بالحكومة التي لا تملك أسس ثابته أو نظرة مستقبلية واضحة لما سيكون عليه الوطن في قادم الايام كون قراراتها قابلة للتعديل والتطوير والتغير في أي لحظة.

وقد يعتقد البعض بأنه مختص في التخطيط كونه يُجيد التخطيط لمستقبلة, أو ربما يخط على دفتر الرسم بعض اللوحات التي يعتقد أنها فنية, وربما ينجح البعض في التخطيط لرحلة داخلية أو خارجية, وقد يرتدي آخرون قميص مخطط, لكن كل هذا لا يعني أنهم أصبحوا خبراء في التخطيط, كون نجاح التخطيط ليس بالقول ولا بإصدار الأنظمة التي يعتقد مُشرعوها بأنها إصلاح, فالتخطيط السليم هو ما يساهم في الإرتقاء بمستوى حياة الفرد في الوطن وما يساهم في نقل الوطن خطوات الى الأمام ويقلل من حجم المديونية ويُعيد لرأس المال ثقته في الأردن ويُشجع الإستثمار ويساعد في تقليل نسبة البطالة, أما أن نقول بأننا قد اصدرنا تشريعات لا تُطبق وتعليمات متطورة يشرف على تنفيذها أشخاص بلا خبرات, فهذا ليس تطور وليس تخطيط كون عملية التخطيط شمولية وتحتاج الى سلامة جميع أذرعها " المخططة, المشرعة , المُنفذة وراس المال", فهل لدينا هذه التكامل أم أننا نجيد الكلام فقط.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير