المتاجرة باسم الوطن على ظهر شرفاء ابناء الرمثا لعبة خبيثة وحركة مكشوفة
الزميل جمال حداد
القبة نيوز- حق التظاهر، والاحتجاج، والتعبير حقوق مكفولة في الدستور الأردني والقوانين و الأنظمة، ولا يجوز تقييد حرية مواطن بناءً على رأيه أو فكره...كذلك قبول الرأي المخالف والجرأة في الطرح مصانة إذا كانت تحت مظلة القانون، ولا يختلف اثنان أن الديمقراطية والحرية هي الخطوات الأولى للمستقبل.
للحق أننا كأردنيين ننعم بهذه القيم على أفضل ما يكون، وقد أعلن جلالة الملك أن الحرية سقفها السماء، لا نعرف قمعاً ولا بطشاً والسبب في تلك المعادلة الذهبية المكونة من قيادة رشيدة وشعب ناضج حيث يتناغم الطرفان لمصلحة الأردن وأهله.
و للأمانة التاريخية أن الأجهزة الأمنية بأمانة،هي على الدوام في منتهى الرقي وقمة التعامل الحضاري مع كافة مظاهر الاحتجاج اينما حدثت ...في الأردن حب ولطف كاسرة واحدة وهناك قنابل غازات وعنف...هذه الأردن دولة النخوة كانت ولم تزل هكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
لنعترف أن المواطن الأردني مهموم ومأزوم ويعاني الآمرين، ما يستدعي العمل على الإسراع في الإصلاحات السياسية والاقتصادية ،الاجتماعية على أسس علمية حتى تعطي ثمارها المرجوة... أما ركوب الموجة من لدنَّ فئة قليلة جداً،فهذا مرفوض واستغلال لحُسن النية الأكثرية من اجل تمرير أجندات مشبوهة.
نحن في بلد الأمن و الامان ولا احد فينا يقبل أن تجرجره شلة للدخول في كارثة إنسانية وتهجير مواطنين وهدم مدن عامرة بالحياة وتحويلها إلى خراب تنعق فوقها الغربان،و أطلال لالتقاط صور للفضائيات الأجنبية ،وما يستتبع ذلك من الضياع في المجهول كما حدث لأشقائنا في عدد من الدول التي هي شواهد حية على حجم الدمار.
محاولات تيئيس الناس،ودفعهم للتحريض وبث مشاعر الانتقام والكراهية ...موبقات لا يرضى بها أردني عاقل ولا مجنون ،ودعوة للانفلات ومحاولة مكشوفة لتدمير انجازات الآباء و الأجداد على مدى مائة عام من عمر المملكة.
الأردن وطن الرجال الرجال،وبلد التواد،التراحم،التكافل...هو حالة متفردة وسيبقى ظاهرة فريدة ان شاء الله إلى ابد الآبدين في النقاء والصفاء.فالخير والشر جعلهما الله في أصل تكوين الإنسان لحكمة الابتلاء، وبذات الوقت وضع الله قانوناً لضبطهما،وهذا ما أشار الله له بقول تعالى :ـ " وهديناه النجدين "، ففعل الشر يدفع إلى التهلكة وفعل الخير يقود إلى السعادة لان الشر قيمة مدمرة وقبيحة والخير قيمة بناءة جميلة معمرة.
اذا الحكمة أن نتبى الخير والعقلانية ان نسترشد بضمائرنا لمصلحة وطننا ونقاوم الشر، ولا نُصغي الى أحاديث الحمقى و الباحثين عن الشهرة و المصالح الضيقة.ولا بد من الإصغاء للحكمة القائلة :ـ " إستقيموا ولن تحصوا بعدها عطايا الله "، فالله يأمر بالصبر والاستقامة وفعل الخير وبعدها تاتي الخير" .{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
في هذا الوطن الجميل الحنون على أهله و أشقائه ...على مهاجريه و أنصاره...على اللاجئين والوافدين ... وطن الهاشميين الأبرار و الأردنيين الأحرار...لقد صدمنا الفيديو الذي تم تداوله لشخص في مدينة الرمثا يطلق النيران الحية باتجاه أبنائنا من الأجهزة الامنية بأسلوب يغلب عليه العنترية ، فهو تصرف مرفوض لايمكن السكوت عليه ، فهذه ليست شيم الأردنيين ولا أخلاقياتهم في توقير واحترام من بذلوا الأرواح في سبيل حماية الوطن والمواطن .
اما المضحك فان هؤلاء القلة التي كانت تصفق لهذا الشخص ، وتحاول حمايته بعد أن أطلق وابل من الرصاص باتجاه افراد قوات الدرك و كأنه سدد المديونية،وامتص البطالة وقضى على بؤر الفقر، وحل مشكلة معبر جابر ، و المضحك أكثر ان المشهد انتهى بإيصال هذا الخارج عن القانون إلى مركبته ،وكأنه في حفلة على طريقة الأفلام المصرية القديمة التي تنتهي بزفة....مسكين يا وطني كم تذبح باسمك الوطنية .
الأردني لا تقف مطالبه عند ملء كرشه،بل همه ان تكون دولته دولة مؤسسات ويعيش في امن و آمان... الأردني يريد دولة يسود فيها القانون ويكون الجميع سواسية، لا يتفرعن احد على احد ولا يضيع حق الصغير....الأردنيون يريدون مشاريع اقتصادية كبيرة تمتص البطالة ولا يريدون عنتريات فارغة ...يريدون اصلاحات شاملة لا بطولات دونكيشوتية....يريدون ان يقف الشباب كافة في طابور واحد أمام الوظائف العليا لتعم عدالة تكافؤ الفرص...يريد الأردنيون ان يتساوى أولاد الحراثين بأولاد الذوات في العمل بالسفارات ولا تقتصر على الشلل النخبوية. .يريدون ان يجد المؤهلون إمكانهم اللائقة ولا يفكرون بالهجرة بعد ان أصبحت البلد جنة لأبناء النخبة ومقبرة للمبدعين.
مشهد اطلاق النيران كان جارحا و ابكى الأردنيين ... لا يمثل ابناء الرمثا الذين يتمسكون بهويتهم ويتشرفون بتضحيات أهلهم .من هنا نقول ان الوطنية ليست انشاءً لغويا والانتماء ليس تجاوزات ، المنتمي الحقيقي حليف الحق والخير ونقيض التخريب والشر.
بالمقابل نحن لا نلوذ بالصمت أو نسكت عن الحق او نكتم الحقيقة بل نجاهد بالكلمة المسؤولة الموزونة التي هي مهنتنا،و لا نقبل العبث باستقرار الأردن أو تهديد سلمه الأهلي، من باب أولى نرفض التضييق على ابنائنا من مدينة الرمثا ، او أي دعي يدعي انه يمتلك ناصية الوطنية، والمتاجرة باسم الوطن على ظهر الشرفاء من ابناء مدينة الرمثا الأبية لعبة خبيثة وحركة مكشوفة.
الفقراء لا يعرفون الرشاشات الأوتوماتيكية وان عرفوه فهم لا يملكون ثمنه....الوطن بحاجة إلى تماسك أبنائه حتى لا ينقسم على ذاته،وبالتالي فان المصلحة العليا اليوم تقتضي ان نتخندق في خندق واحد دفاعاً عنه لا ان نصنع شروخاً بين مكوناته، وهذا لا يمنع ان ننتقد الأخطاء والخطايا التي تقترف هنا وهناك،لكن بطريقة حضارية و أسلوب راق ، فالمحب لوطنه يعمل على إصلاحه و لا يدمره بالفوضى ولا يضع الأشواك في طريقه.
العاقل من يسعى كجندي مجهول إلى تجديد الواقع و تحريك عجلة الإنتاج ،وتطوير القوانين لتتلائم مع العصر،ومن ثم إعلاء شأن الإرادة الوطنية للتغيير نحو الأفضل،لا للتغيير بالفرقعة الإعلامية ومهرجان الخطابات والهتافات ..لقد كان الجميع يغبطنا على استقرارنا ووحدتنا الوطنية، فادعوا الله من قلبي ان لا يشمتوا بنا أو يشفقوا علينا.... حمى الله الأردن شعباً وقيادة ...ارضا وسماء.الوقائع الاخبارية