الشارقة للفنون تفتتح معرض «توتر السطحي»
القبة نيوز - افتتحت مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لفصل الصيف، معرض «توتر السطحي»، والذي يقام في الفترة بين 6 يوليو/ تموز و7 سبتمبر/ أيلول، في الرواقين 4 و6 في ساحة المريجة، ويشارك فيه الفنانون: راندا معروفي (المغرب)، محمد الفرج (السعودية)، مينام أبانغ (الهند)، دايل هاردينغ (استراليا)، مير لي (كوريا الجنوبية)، ودالا ناصر (لبنان).
تتنوع أعمال المعرض لتشمل مجموعة واسعة من الممارسات الفنية، في محاولة لسبر واستكشاف مفهوم «السطح» الذي ارتبط على الدوام بالأفكار غير المهمة أو اليومية أو السريعة، حيث تنخرط هذه الأعمال بعمق مع المحيط الاجتماعي للفنانين مظهرة التعقيد الاجتماعي الكامن وراء السطح.
تنأى لوحات دالا ناصر بنفسها عن التدخل المباشر في أي حدث خاص راهن، وتحاول عوضاً عن ذلك تقديم ما تميل لتسميته «هندسة معمارية للمشاعر» وهي هندسة قادرة على إعادة تشكيل حواسنا، ولفعل ذلك، تترك لنفسها حرية اختيار نوع المواد المستخدمة في أعمالها مستعينة بها لإيصال رسالتها، إذ قد تكون هذه المواد على هيئة بطانيات نجاة، وما تيسر من ثياب مستعملة، التوابل والأعشاب الموجودة في بلدها الأم، إضافة إلى الأصبغة الصناعية، والطلاء والفحم والرماد.
وجدت ناصر حالة دراسية مهمة في أزمة القمامة التي حدثت عام 2015 في لبنان، وأدت إلى تلوث البر والبحر لسنوات، وتعمد أعمالها الخمسة المشاركة في المعرض إلى تنبيهنا إلى هذه الحالة الكارثية المغيبة والمستمرة على شتى الأصعد، حيث تختار مواداً تمتاز بسمات تستطيع التحايل أو مغايرة الدرجة التي تصبح فيها تراكيبها واضحة بالنسبة إلى المتلقي. على سبيل المثال في عملها الفني «الأحمر لون كل ماهو داخلي» نجدها تعيد توظيف القماش وبطانيات النجاة المستعملة لتكون الأرضية التي ستطبق عليها الرسم باستخدام الفحم والأصبغة البرتقالية الداكنة لتشكيل مركب يستحضر إلى الذاكرة على الفور الأرض المحروقة والجمر المتشكل على مهل.
فيما تقدم الفنانة والمخرجة راندا معروفي ضمن المعرض فيلمها الذي يحمل اسم «باب سبتة»، والذي صورته داخل مستودع مستخدمة كاميرا سينمائية وإضاءة ثابتتين مما مكنها من بناء مشاهد تم تجميعها لاحقا بطريقة متتابعة لإنتاج لقطة واحدة من دون قطع.
يلقي عمل معروفي الضوء على أسفار سكان مدينة سبتة (وهي جيب إسباني على التراب المغربي)، وعلى النظم البارعة التي حافظت على اقتصاد غير رسمي قائم على السلع الرخيصة المهربة بين البلدين. كما تستحضر الفنانة ذكريات حول عمل والدها كضابط أمن حدود يعمل بالقرب من البلدة.
تبني أعمال معروفي التجريبية علاقة مرنة مع العالم، ويظهر في معظمها تعاونها الوثيق مع مجتمعات ترتبط بها، ولكنها ليست بالضرورة جزء منها، مثل مجتمع العمال المهاجرين في أوروبا، وشباب الدار البيضاء، أو ناقلي السلع والبضائع، وتوظف هذه الأعمال وجهة نظر عمدت الفنانة إلى وصفها على أنها «مراقبة عن بعد».
وفي عمل مير لي النحتي، ثمة محاولة لدفع الوعي نحو منطقة وجودية تضج بتراكيب مدفوعة ميكانيكيا غالبا ما تتكون من أشكال من لحم ودم، وأشلاء قاسية وسوائل لزجة.
تسبر منحوتات لي العوالم الباطنية الوجودية الغريبة، وتوظف الفنانة المحركات الكهربائية والصفائح البلاستيكية وخراطيم مصنوعة من «البولي فينيل كلورايد» وزيت السيليكون، والشحوم وقضبان الصلب، حيث تقدم لوحة سيريالية مكونة من جزئين، الأول يحمل عنوان «الكذابون» وهو منحوتة زرقاء شاحبة شبه شفافة تبلغ سماكتها قرابة ميليمتر واحد، يخترقها الضوء مما يعيق رؤيته بوضوح، وتردد المنحوتة صدى حقائق معاصرة تدور حول دورات الأخبار التي لا تتوقف وورود أنباء مغلوطة. فيما يحمل الثاني اسم «أوفيليا» في دلالة على الشخصية الحزينة التي تحمل ذات الاسم في مسرحية ويليم شيكسبير «هاملت».
أما دايل هاردينغ فيوظف في أعماله أصباغاً صفراء معالجة مستوحاة من الأشنيات التي تنمو في أمريكا الشمالية، وتتشارك اسمها العلمي مع نبات المصوفرة الاسترالي الذي ينتج أصباغا ذات ألوان مشابهة لطالما استخدمت في ممارسات قديمة ولوحات ريفية تغص بالأحجار الرملية المنتشرة في المرتفعات الوسطى في كوينزلاند، ومن خلال هذه الأصباغ الصفراء يبني الفنان صلة مع أراضي أسلافه وأقربائه من جهة والدته، ويستكشف مشروع هاردينغ صلة ربطت أجيالا عديدة بالمكان الذي شهد حياة بشرية قبل 19500 سنة على أقل تقدير، في أحد المواقع التي وجد فيه الفن الصخري، إضافة إلى حقبة تاريخية حديثة حفلت بالعنف الاستعماري الأوروبي وحالة الإخضاع اللاحقة وعزلة سكان أستراليا الأصليين.
فيما تعيد أعمال مينام أبانغ التي ابتكرتها مستخدمة حبراً على ورق، تأويل أساطير شمال شرق الهند، وإعادة تفسيرها، في محاولة لفهم العلاقة بين البشر والبيئة.
تستخدم أبانغ قلمي فحم عريضين على قماش، وتقدم لوحتين تحملان عنواني «بحر» و«تغيير جذري»، ومن خلال إعطاء نفسها المساحة والحرية الكافيين لابتكار سلسلة من التداعيات المنفلتة من أي عقال، توفر الأعمال للفنانة طريقة لتحرير التجربة من موقع محدد واستكشاف استمرارية التجربة التي تحملها معها إينما حلت، كاشفة الستار عنها في أماكن جديدة.
وتدمج ممارسة محمد الفرج عوالم الفنون مع الأعمال التجارية وشبكات التلفزة، بحثا عن بيئة متوازنة (كنقيض للظروف المفروضة) للحياة والعمل، ويسعى من خلال هذه الطريقة إلى إعادة تخيل ممارسة مستقلة وفقا للإمكانيات التي يتيحها له كل مجال. وفي الفيديو التركيبي الذي يقدمه ويحمل عنوان «صوفيا» والذي سمي تيمنا بأول روبوت ينال الجنسية السعودية، ينسج الفنان صوراً متباينة للبشر والنباتات والحيوانات والذكاء الاصطناعي، ليقارب دور الأخير في تشكيل مسؤوليتنا الأخلاقية نحو الوعي المتزايد بأشكال الحياة.
ويتمحور العمل حول الفقرات المتلفزة التي ظهر فيها صوفيا، ومقاطع الفيديو التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي حول سلاحف بحرية معمرة، علاوة على لقطات حقيقية لمنطقة الأحساء وأماكن أخرى تدور في الفلك ذاته، التقطت خلال السنوات الأخيرة.
تتنوع أعمال المعرض لتشمل مجموعة واسعة من الممارسات الفنية، في محاولة لسبر واستكشاف مفهوم «السطح» الذي ارتبط على الدوام بالأفكار غير المهمة أو اليومية أو السريعة، حيث تنخرط هذه الأعمال بعمق مع المحيط الاجتماعي للفنانين مظهرة التعقيد الاجتماعي الكامن وراء السطح.
تنأى لوحات دالا ناصر بنفسها عن التدخل المباشر في أي حدث خاص راهن، وتحاول عوضاً عن ذلك تقديم ما تميل لتسميته «هندسة معمارية للمشاعر» وهي هندسة قادرة على إعادة تشكيل حواسنا، ولفعل ذلك، تترك لنفسها حرية اختيار نوع المواد المستخدمة في أعمالها مستعينة بها لإيصال رسالتها، إذ قد تكون هذه المواد على هيئة بطانيات نجاة، وما تيسر من ثياب مستعملة، التوابل والأعشاب الموجودة في بلدها الأم، إضافة إلى الأصبغة الصناعية، والطلاء والفحم والرماد.
وجدت ناصر حالة دراسية مهمة في أزمة القمامة التي حدثت عام 2015 في لبنان، وأدت إلى تلوث البر والبحر لسنوات، وتعمد أعمالها الخمسة المشاركة في المعرض إلى تنبيهنا إلى هذه الحالة الكارثية المغيبة والمستمرة على شتى الأصعد، حيث تختار مواداً تمتاز بسمات تستطيع التحايل أو مغايرة الدرجة التي تصبح فيها تراكيبها واضحة بالنسبة إلى المتلقي. على سبيل المثال في عملها الفني «الأحمر لون كل ماهو داخلي» نجدها تعيد توظيف القماش وبطانيات النجاة المستعملة لتكون الأرضية التي ستطبق عليها الرسم باستخدام الفحم والأصبغة البرتقالية الداكنة لتشكيل مركب يستحضر إلى الذاكرة على الفور الأرض المحروقة والجمر المتشكل على مهل.
فيما تقدم الفنانة والمخرجة راندا معروفي ضمن المعرض فيلمها الذي يحمل اسم «باب سبتة»، والذي صورته داخل مستودع مستخدمة كاميرا سينمائية وإضاءة ثابتتين مما مكنها من بناء مشاهد تم تجميعها لاحقا بطريقة متتابعة لإنتاج لقطة واحدة من دون قطع.
يلقي عمل معروفي الضوء على أسفار سكان مدينة سبتة (وهي جيب إسباني على التراب المغربي)، وعلى النظم البارعة التي حافظت على اقتصاد غير رسمي قائم على السلع الرخيصة المهربة بين البلدين. كما تستحضر الفنانة ذكريات حول عمل والدها كضابط أمن حدود يعمل بالقرب من البلدة.
تبني أعمال معروفي التجريبية علاقة مرنة مع العالم، ويظهر في معظمها تعاونها الوثيق مع مجتمعات ترتبط بها، ولكنها ليست بالضرورة جزء منها، مثل مجتمع العمال المهاجرين في أوروبا، وشباب الدار البيضاء، أو ناقلي السلع والبضائع، وتوظف هذه الأعمال وجهة نظر عمدت الفنانة إلى وصفها على أنها «مراقبة عن بعد».
وفي عمل مير لي النحتي، ثمة محاولة لدفع الوعي نحو منطقة وجودية تضج بتراكيب مدفوعة ميكانيكيا غالبا ما تتكون من أشكال من لحم ودم، وأشلاء قاسية وسوائل لزجة.
تسبر منحوتات لي العوالم الباطنية الوجودية الغريبة، وتوظف الفنانة المحركات الكهربائية والصفائح البلاستيكية وخراطيم مصنوعة من «البولي فينيل كلورايد» وزيت السيليكون، والشحوم وقضبان الصلب، حيث تقدم لوحة سيريالية مكونة من جزئين، الأول يحمل عنوان «الكذابون» وهو منحوتة زرقاء شاحبة شبه شفافة تبلغ سماكتها قرابة ميليمتر واحد، يخترقها الضوء مما يعيق رؤيته بوضوح، وتردد المنحوتة صدى حقائق معاصرة تدور حول دورات الأخبار التي لا تتوقف وورود أنباء مغلوطة. فيما يحمل الثاني اسم «أوفيليا» في دلالة على الشخصية الحزينة التي تحمل ذات الاسم في مسرحية ويليم شيكسبير «هاملت».
أما دايل هاردينغ فيوظف في أعماله أصباغاً صفراء معالجة مستوحاة من الأشنيات التي تنمو في أمريكا الشمالية، وتتشارك اسمها العلمي مع نبات المصوفرة الاسترالي الذي ينتج أصباغا ذات ألوان مشابهة لطالما استخدمت في ممارسات قديمة ولوحات ريفية تغص بالأحجار الرملية المنتشرة في المرتفعات الوسطى في كوينزلاند، ومن خلال هذه الأصباغ الصفراء يبني الفنان صلة مع أراضي أسلافه وأقربائه من جهة والدته، ويستكشف مشروع هاردينغ صلة ربطت أجيالا عديدة بالمكان الذي شهد حياة بشرية قبل 19500 سنة على أقل تقدير، في أحد المواقع التي وجد فيه الفن الصخري، إضافة إلى حقبة تاريخية حديثة حفلت بالعنف الاستعماري الأوروبي وحالة الإخضاع اللاحقة وعزلة سكان أستراليا الأصليين.
فيما تعيد أعمال مينام أبانغ التي ابتكرتها مستخدمة حبراً على ورق، تأويل أساطير شمال شرق الهند، وإعادة تفسيرها، في محاولة لفهم العلاقة بين البشر والبيئة.
تستخدم أبانغ قلمي فحم عريضين على قماش، وتقدم لوحتين تحملان عنواني «بحر» و«تغيير جذري»، ومن خلال إعطاء نفسها المساحة والحرية الكافيين لابتكار سلسلة من التداعيات المنفلتة من أي عقال، توفر الأعمال للفنانة طريقة لتحرير التجربة من موقع محدد واستكشاف استمرارية التجربة التي تحملها معها إينما حلت، كاشفة الستار عنها في أماكن جديدة.
وتدمج ممارسة محمد الفرج عوالم الفنون مع الأعمال التجارية وشبكات التلفزة، بحثا عن بيئة متوازنة (كنقيض للظروف المفروضة) للحياة والعمل، ويسعى من خلال هذه الطريقة إلى إعادة تخيل ممارسة مستقلة وفقا للإمكانيات التي يتيحها له كل مجال. وفي الفيديو التركيبي الذي يقدمه ويحمل عنوان «صوفيا» والذي سمي تيمنا بأول روبوت ينال الجنسية السعودية، ينسج الفنان صوراً متباينة للبشر والنباتات والحيوانات والذكاء الاصطناعي، ليقارب دور الأخير في تشكيل مسؤوليتنا الأخلاقية نحو الوعي المتزايد بأشكال الحياة.
ويتمحور العمل حول الفقرات المتلفزة التي ظهر فيها صوفيا، ومقاطع الفيديو التي انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي حول سلاحف بحرية معمرة، علاوة على لقطات حقيقية لمنطقة الأحساء وأماكن أخرى تدور في الفلك ذاته، التقطت خلال السنوات الأخيرة.