"شومان" تحتفي بإشهار إصدارات الفائزين بمسابقتها لأب الطفل
القبة نيوز- وسط حضور جمع من المهتمين، احتفت مؤسسة عبد الحميد شومان، أمس الاثنين، بإشهار وتوقيع القصص الثلاث الفائزة بجائزة عبد الحميد لأدب الطفل في دورتها (2017- 2018).
الفائزون تحدثوا في الحفل الذي أدارته الأديبة تغريد النجار واستضافه منتدى "شومان" الثقافي، عن تجربتهم في كتابة أدب الطفل، مجمعين على ضرورة إغناء المحتوى العربي الموجه إلى الطفل.
الفائز بالمرتبة الأولى الأديب التونسي شكري المبخوت عن قصته "مدينة الناجحين" أعتبر أن الكتابة للأطفال واليافعين تستعيد من الطفولة العذبة أو القاسية، السعيدة أو التعيسة، ملامح دفنت في الماضي نعرضها على مرآة النفس والعقل والروح.
وعن حياته، قال المبخوت "أنا أبن عائلة محافظة كانت ترى النجاح في الدراسة مصعدا اجتماعيّا لخروج أبنائها من ضائقة العيش، والطريق بيّنة: شيء من الانضباط والالتزام بالقيم الحميدة والأخلاق الاجتماعيّة والانكباب على العمل.. كان الخروج إلى الشارع لمخالطة الأشرار، وإن كانوا في سنّ البراءة، جريمة لا تغتفر".
وتابع "لم يكن المجتمع الذي عشت فيه يؤمن بأن الأطفال عباقرة إذا ما اجتهدنا في استكشاف مواهبهم فطوّرنا استعداداتهم وأصغينا إلى ما يعتمل في صدورهم الصغيرة ونفوسهم الصامتة".
ورأى المبخوت أن "الطفل عالم صاخب يلقن آداب الصمت ويجبر على الكتمان"، متسائلاً في هذا السياق، كم خسرنا من موسيقار ورسام ومسرحي ونحات وفنان بأسلوب منمط في التربية ومعايير موحدة في النجاح؟ أليس شوق الإنسانية الدفين كامنا في الخروج من عالم الواجب والضرورة إلى عالم الإمكان والحرية؟ أليست تلك الحريّة هي التي تجعلنا قادرين على تحويل أشياء الحياة إلى فن أو عيش الحياة بطريقة فنية؟
وحول "مدينة الناجحين"، نوه المبخوت إلى أنها "المدينة التي يغيّرها مجانينها وقد تعلّقت همّتهم بما وراء العاديّ المشترك المبتذل حين تطلق الفنون العنان لمواهبهم ورغباتهم كي يصوغوا صورا من الحلم بالتغيير المستمرّ ينسجونها من النور الذي يجتذب الفراشات الهائمة في فضاء الحريّة".
وتساءل المبخوت هل نكتب للأطفال حقا، أم نكتب للطفل الذي كنّا كما نريد اليوم؟ وهل أتيح لنا أن نفكر في تلك السن بما علمتنا إياه مسارات الحياة المتعرجة والثورات الصغيرة وضروب النزق والطيش والجموح والتمرّد بعد أن انقضت الطفولة؟
أما الفائزة بالمرتبة الثانية الأردنية هالة النوباني عن قصة "مخلوق غريب يبحث عن هويته" فأكدت أن قصتها الفائزة "احتلت مكانة خاصة في قلبي.. ليس لأنها فازت بالمركز الثاني فقط، ولكن لأني أجدني فيها".
وأوضحت أنها اشتغلت لفترة طويلة في موضوع البحث عن الذات وعن الشغف، إلا أن وجدت أن كل من حولها، بقصد أو بغير قصد، يبحث عن ذاته، عن مواطن تميزه، وعن شغفه، إن كان طفلاً، شاباَ أو كهلاً.
وحسب النوباني، فإن قصتها تحمل فكرتان رئيسيتان؛ الأولى في أن كل منا متميز ومختلف بطريقته، لكن بنفس الوقت هناك تشابهات تتقاطع بين الجميع، لافتة إلى أن هذه الفكرة تنبثق عنها فكرة فرعية وهي قبول الآخر الآتي من بعيد للاستقرار في مجتمع ما، وكيفية التفاعل ما بينه وبين المجتمع من علاقات أخذ وعطاء واحترام ومحبة متبادلين.
وأشارت إلى أن الفكرة الرئيسية الثانية تتلخص بتبسيط فكرة البحث عن الهوية، والتأكيد على أن هوية الإنسان تتبلور من خلال حبه لمحيطه، ومدى عطائه ومساهمته في التنمية.
بدورها، أعربت الفائزة بالمرتبة الثالثة السعودية رند صابر عن قصة "فكرة لتغيير العالم" عن جزيل شكرها وتقديرها لمؤسسة شومان والقائمين على الجائزة الذين تتوجت جهودهم بإصدار هذه القصص.
وبينت صابر في معرض حديثها عن قصتها، أن فكرة القصة آنية وضرورية في أيامنا هذه؛ فهي تتكلم عن التهجير بسبب الحرب ومشكلة الأطفال الباعة على الطرقات، وأهمية غرس فكرة تضامن الجهود بين الجميع.
وقالت صابر "الشخصيتان الأساسيتان في القصة تقومان بإيجاد حلول لمشكلة العمالة وحقل تعليم الأطفال، حيث يمكن أن نفكر بأن نجعلهم جزءا منا، فنسعى لإعطائهم حقهم في حياة كريمة يستحقونها".
وأضافت "هؤلاء الأطفال كل ذنبهم أم بلادهم وقعت تحت وطأة حروب أجبرتهم على مغادرة بلادهم رغما عنهم"، مؤكدة أهمية استثمار طاقات الأطفال وإمكاناتهم كي لا يكونوا عالة على المجتمع.
وحول شخصيات القصة، اعتبرت صابر أنها "نامية فاعلة، تأتينا على نحو متدرج هادئ، مع كثير من الإثارة والتشويق إن على مستوى الشخصيات أو الأحداث".
من جهتها، قالت تغريد النجار " تقوم مؤسسة شومان بدعم أدب الأطفال على محليا وعربيا، ليس فقط عن طريق جائزة أدب الطفل، ولكن أيضا من خلال تنظيمها ورشات عمل متخصصة للكتابة للطفل".
وبينت أن هنالك العديد من الجوائز والبرامج التي تقدمها المؤسسة، وتستهدف من خلالها فئات عمرية مختلفة بدءا من الأطفال وحتى اليافعين؛ بهدف تشجع إبداعاتهم الأدبية والفنية والادائية، كما قامت المؤسسة بدعم الكثير من المكتبات في الأردن، وتأسيس مكتبة في شرق عمان- الاشرفية؛ للمساهمة في تعزيز ونشر القراءة.
يشار إلى أن جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال أطلقت في العام 2006 للإسهام في الارتقاء بالأدب الذي يكتب للأطفال لتحقيق الإبداع والتطوير المستمرين فيه ولتنمية روح القراءة والمطالعة لديهم وللإسهام في دعم مسيرة الطفولة العربية.
أما "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.
الفائزون تحدثوا في الحفل الذي أدارته الأديبة تغريد النجار واستضافه منتدى "شومان" الثقافي، عن تجربتهم في كتابة أدب الطفل، مجمعين على ضرورة إغناء المحتوى العربي الموجه إلى الطفل.
الفائز بالمرتبة الأولى الأديب التونسي شكري المبخوت عن قصته "مدينة الناجحين" أعتبر أن الكتابة للأطفال واليافعين تستعيد من الطفولة العذبة أو القاسية، السعيدة أو التعيسة، ملامح دفنت في الماضي نعرضها على مرآة النفس والعقل والروح.
وعن حياته، قال المبخوت "أنا أبن عائلة محافظة كانت ترى النجاح في الدراسة مصعدا اجتماعيّا لخروج أبنائها من ضائقة العيش، والطريق بيّنة: شيء من الانضباط والالتزام بالقيم الحميدة والأخلاق الاجتماعيّة والانكباب على العمل.. كان الخروج إلى الشارع لمخالطة الأشرار، وإن كانوا في سنّ البراءة، جريمة لا تغتفر".
وتابع "لم يكن المجتمع الذي عشت فيه يؤمن بأن الأطفال عباقرة إذا ما اجتهدنا في استكشاف مواهبهم فطوّرنا استعداداتهم وأصغينا إلى ما يعتمل في صدورهم الصغيرة ونفوسهم الصامتة".
ورأى المبخوت أن "الطفل عالم صاخب يلقن آداب الصمت ويجبر على الكتمان"، متسائلاً في هذا السياق، كم خسرنا من موسيقار ورسام ومسرحي ونحات وفنان بأسلوب منمط في التربية ومعايير موحدة في النجاح؟ أليس شوق الإنسانية الدفين كامنا في الخروج من عالم الواجب والضرورة إلى عالم الإمكان والحرية؟ أليست تلك الحريّة هي التي تجعلنا قادرين على تحويل أشياء الحياة إلى فن أو عيش الحياة بطريقة فنية؟
وحول "مدينة الناجحين"، نوه المبخوت إلى أنها "المدينة التي يغيّرها مجانينها وقد تعلّقت همّتهم بما وراء العاديّ المشترك المبتذل حين تطلق الفنون العنان لمواهبهم ورغباتهم كي يصوغوا صورا من الحلم بالتغيير المستمرّ ينسجونها من النور الذي يجتذب الفراشات الهائمة في فضاء الحريّة".
وتساءل المبخوت هل نكتب للأطفال حقا، أم نكتب للطفل الذي كنّا كما نريد اليوم؟ وهل أتيح لنا أن نفكر في تلك السن بما علمتنا إياه مسارات الحياة المتعرجة والثورات الصغيرة وضروب النزق والطيش والجموح والتمرّد بعد أن انقضت الطفولة؟
أما الفائزة بالمرتبة الثانية الأردنية هالة النوباني عن قصة "مخلوق غريب يبحث عن هويته" فأكدت أن قصتها الفائزة "احتلت مكانة خاصة في قلبي.. ليس لأنها فازت بالمركز الثاني فقط، ولكن لأني أجدني فيها".
وأوضحت أنها اشتغلت لفترة طويلة في موضوع البحث عن الذات وعن الشغف، إلا أن وجدت أن كل من حولها، بقصد أو بغير قصد، يبحث عن ذاته، عن مواطن تميزه، وعن شغفه، إن كان طفلاً، شاباَ أو كهلاً.
وحسب النوباني، فإن قصتها تحمل فكرتان رئيسيتان؛ الأولى في أن كل منا متميز ومختلف بطريقته، لكن بنفس الوقت هناك تشابهات تتقاطع بين الجميع، لافتة إلى أن هذه الفكرة تنبثق عنها فكرة فرعية وهي قبول الآخر الآتي من بعيد للاستقرار في مجتمع ما، وكيفية التفاعل ما بينه وبين المجتمع من علاقات أخذ وعطاء واحترام ومحبة متبادلين.
وأشارت إلى أن الفكرة الرئيسية الثانية تتلخص بتبسيط فكرة البحث عن الهوية، والتأكيد على أن هوية الإنسان تتبلور من خلال حبه لمحيطه، ومدى عطائه ومساهمته في التنمية.
بدورها، أعربت الفائزة بالمرتبة الثالثة السعودية رند صابر عن قصة "فكرة لتغيير العالم" عن جزيل شكرها وتقديرها لمؤسسة شومان والقائمين على الجائزة الذين تتوجت جهودهم بإصدار هذه القصص.
وبينت صابر في معرض حديثها عن قصتها، أن فكرة القصة آنية وضرورية في أيامنا هذه؛ فهي تتكلم عن التهجير بسبب الحرب ومشكلة الأطفال الباعة على الطرقات، وأهمية غرس فكرة تضامن الجهود بين الجميع.
وقالت صابر "الشخصيتان الأساسيتان في القصة تقومان بإيجاد حلول لمشكلة العمالة وحقل تعليم الأطفال، حيث يمكن أن نفكر بأن نجعلهم جزءا منا، فنسعى لإعطائهم حقهم في حياة كريمة يستحقونها".
وأضافت "هؤلاء الأطفال كل ذنبهم أم بلادهم وقعت تحت وطأة حروب أجبرتهم على مغادرة بلادهم رغما عنهم"، مؤكدة أهمية استثمار طاقات الأطفال وإمكاناتهم كي لا يكونوا عالة على المجتمع.
وحول شخصيات القصة، اعتبرت صابر أنها "نامية فاعلة، تأتينا على نحو متدرج هادئ، مع كثير من الإثارة والتشويق إن على مستوى الشخصيات أو الأحداث".
من جهتها، قالت تغريد النجار " تقوم مؤسسة شومان بدعم أدب الأطفال على محليا وعربيا، ليس فقط عن طريق جائزة أدب الطفل، ولكن أيضا من خلال تنظيمها ورشات عمل متخصصة للكتابة للطفل".
وبينت أن هنالك العديد من الجوائز والبرامج التي تقدمها المؤسسة، وتستهدف من خلالها فئات عمرية مختلفة بدءا من الأطفال وحتى اليافعين؛ بهدف تشجع إبداعاتهم الأدبية والفنية والادائية، كما قامت المؤسسة بدعم الكثير من المكتبات في الأردن، وتأسيس مكتبة في شرق عمان- الاشرفية؛ للمساهمة في تعزيز ونشر القراءة.
يشار إلى أن جائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال أطلقت في العام 2006 للإسهام في الارتقاء بالأدب الذي يكتب للأطفال لتحقيق الإبداع والتطوير المستمرين فيه ولتنمية روح القراءة والمطالعة لديهم وللإسهام في دعم مسيرة الطفولة العربية.
أما "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الاجتماعية والثقافية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.