facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

المعايطة يكتب: الاخوان والدولة .. الخطوة القادمة

المعايطة يكتب: الاخوان والدولة .. الخطوة القادمة

سميح المعايطة

القبة نيوز-حتى الآن مازال البعض في أوساط جماعه الاخوان غير المرخصه يعتقدون أن استعاده معادله علاقتهم القديمه مع الدوله الاردنيه أمر ممكن ،ولهذا شاهدنا الفرح والتحليلات غير الدقيقه للقاء الملك مع كتله الاصلاح ...مع انه لقاء لم يختلف عن لقاءات دوريه للملك مع كتل النواب وغيرهم ، وحتى عندما أعلن الأردن موقفا قويا ضد صفقه القرن وأي تسويه تمس ثوابته اعتقد البعض أن الدوله ستقرب إليها الجماعه غير المرخصه لأنها تحتاج إلى مسانده شعبيه لموقفها ، وحتى عندما كان الحديث عن حراك الدوار الرابع العام الماضي وما كان متوقعا في رمضان الأخير فإن البعض اعتقد ان الجليد سيذوب بين الدوله والجماعه المنحله حتى لا تشترك الجماعه، وغاب عن البعض أن مشاركه الجماعه من خلال شبابها في كل الحراكات على الدوار معلومه حتى لو كانت رغبه الجماعه ان لاتظهرها ،فمنذ حراك الربيع العربي أصبح لدى الجماعه وجه في الشارع لا يعتمد على صور قيادات الجماعه المالوفه بل هناك تيار شبابي وقيادات تعمل .


قرار محكمه التمييز الأخير باعتبار الجماعه منحله منذ عام ١٩٥٣ قدم خدمه وتكريسا للموقف الذي تبنته الدوله بان الجماعه خرجت من دائرة التعاون أو التحالف معها ضد اي طرف ثالث كما كان الحال منذ عقود ، وأصحاب هذا الرأي الذي كرسه قرار المحكمه وصلوا إلى هذه القناعه خلال سنوات الحراك في الأردن، والتي أثبتت لهم ان الجماعه المنحله انقلبت على كل ما كانت تعلن من اعتدال سياسي داخلي وأنها كانت تستعد لتكون البديل لمؤسسه الحكم وان تكون ضمن إطار إقليمي عنوانه سيطره الجماعه على دول عديده ،لكن الرياح انقلبت في وجه الجماعه إقليميا ففقدت الحكم في دول وفقدت الفرص في اخرى.

في الأردن لم تفقد الجماعه الفرصه لاستلام الحكم أو السيطره كما كان الحلم في تلك السنوات لكنها فقدت أمرا هاما جدا الغى كل عناصر المعادله التاريخيه وهو مصداقيه الجماعه وخطابها المعتدل ..ولم تعد الدول تثق بالجماعه لأنها في المرحله الصعبه شاهدت سلوك الجماعه بقياداتها المعتدله والمتشدده تفكر بذات النهج ويستعدون لتولي قياده الدوله ..وهذا يعرفه قاده الجماعه كما تعرفه الدوله جيدا .

وحتى قصه الجماعه المرخصه ففي جزء منها خلاف وصراع داخلي سياسي وفكري وشخصي بين قيادات الجماعه .وكان أيضا فرصه للدوله لإضعاف جماعه كانت تخطط لمسارات خطيره عندما رأت نفسها قويا واعتقدت ان الدوله ضعيفه جدا ،ولهذا كان من الطبيعي أن تعمل الدوله على الاستفادة من الواقع الداخلي المتردي للجماعه .

لم يبق في معادله الدوله مع الجماعه المنحله إلا لغه الاستخدام من الدوله للجماعه وحزبها لكن منطق التحالف والقواسم المشتركه ومواجهه العدو المشترك أصبح شبه غائب فالجماعه أثبتت للدوله أنها الأخطر عندما تكون قويه داخليا وإقليميا أو عندما تمر الدوله بظروف صعبه .

صحيح أن معادلات السياسه تتغير لكن ذاكره الدول والتجارب الصعبه التي تمر بها تتحول إلى قوانين كبرى ليس من السهل تجاوزها حتى بتغير الظروف.


 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير