زيد السناسلةيكتب : عذرا .. الاعتداءات على الكوادر الطبية بحاجة لهبة وطن لوقفها.
القبة نيوز : باتت الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية وبخاصة في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة تؤرق المجتمع وتثير الرأي العام ، فهي تشكل تصرفا سلبيا وخروجا على القيم المجتمعية وتعد مساسا بشرائح المجتمع كافة ، ما جعل المطالب تتزايد بضرورة تحصين هذه المهنة الانسانية الراقية وتغليط العقوبة بحق كل مسيء لكوادرها الطبية.
ولا يختلف احد على ان الطبيب خط احمر وان الاعتداء عليه او المساس بكرامته يمثل اعتداء على المجتمع وانه لا بد من تكاتف كافة الجهود لجهة تأمين البيئة المناسبة لعمل الاطباء وتوفير الحماية لهم وانه ولتحقيق ذلك لا بد ان نرتقي الى مستوى التحدي ولنعترف بان الحل لا تستطيع جهة بعينها القيام بها ونحتاج الى جهد مؤسسي او بالأحرى نحتاج إلى هبة وطن بأكمله لوقف ظاهرة الاعتداءات المتكررة على الاطباء والكوادر الطبية.
حادث الاعتداء بالضرب على مقيمة الجراحة في مستشفى الامير حمزة، الطبيبة روان سامي أثارة حفيظة الأردنيين وتعاطفهم بالرغم من تكرار الاعتداءات على الاطباء في المؤسسات الصحية، غير ان هذا الاعتداء بالذات اخذ بعدا اخر كونها تكاد تكون المرة الاولى التي يطال الاعتداء طبيبة جراحة، تمثل الاخت والابنة للجميع، فكان مستهجنا لا بل ومن غير المتوقع ان يتم الاعتداء على طبيبة مهما كانت الظروف، حيث عبر الكثيرون عن تعطفهم ووقفوا الى جانب الطبية روان وادانوا ورفضوا الاعتداء وطالبوا بمحاسبة المعتدي ، ناهيك على وقع الرسالة المؤثرة التي كتبتها الطبيبة روان سامي وتحدثت فيها عن الطريق الشاق الذي قطعته ومشوارها التعليمي والمهني ومعاناتها ومعاناة عائلته بهذا الخصوص .
نقيب الاطباء الدكتور علي العبوس كان جريئا في طرحه وتوصيفه لحوادث الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية وقالها صراحة، بان النقابة قدمت للحكومة مشروعا لوقف ظاهرة الاعتداءات المدمرة للامن الصحي والاجتماعي، وان المشروع كاد ان ينجح، غير أنه توقف نتيجة للترهل والبيروقراطية الحكومية.
ولكن صدى المفاجأة والغير متوقعة والتي أثارها الدكتور العبوس كان مفزعا ، حينما ، قال بانه تم طلب تفعيل الحق العام، ولكن المفاجأة كانت بان الحق العام لا يفعل الا اذا تأذت الممتلكات العامة، اي اذا كسر لوح زجاج او تعطل جهاز، اما كسر انف طبيب فلا يدخل ضمن الحق العام.
يبقى ان نقول، عذرا مقيمة الجراحة الطبيبة روان سامي...نتمنى لك الشفاء العاجل ، ولكن نعاود التذكر بان وقف الاعتداءات على الكوادر الطبية والحفاظ على الامن الصحي يحتاج الى جهد جماعي ومؤسسي وتكاتف الجهود والى هبة وطن باكمله .