حرب الدقائق الثلاث في سماء موسكو
القبة نيوز-احتاطت روسيا لاحتمال تعرض عاصمتها موسكو إلى الهجوم الصاروخي، فأنشأت نظاما دفاعيا صاروخيا حول موسكو.
الحماية الصاروخية
وبدئ بإنشاء النظام المعروف اختصارا باسم "أ-35" (A-35) في عام 1971. وتم تطويره في وقت لاحق. وأثمرت العملية التطويرية نظاما جديدا هو "أ-135".
ودخل نظام "أ-135" الخدمة العسكرية رسميا في 1 يناير/كانون الثاني 1995. وتتلخص وظيفته الأساسية في حماية العاصمة ومنطقة موسكو الصناعية من هجوم تشنه صواريخ عابرة للقارات.
ويشتمل نظام "أ-135" على محطة الرادار "دون-2إن" ومركز القيادة المزود بجهاز الحاسب "ألبروس" ونوعين من الصواريخ المضادة للصواريخ التي تستطيع اعتراض الرؤوس الحربية للصواريخ العابرة للقارات بعد انفصالها عن الصواريخ: 51T6 و53T6.
وتقع محطة الرادار في بلدة سوفرينو بينما يقع مركز القيادة في بلدة بوشكينو بريف موسكو. وتتوزع الصواريخ المضادة للصواريخ بين عدة مواقع في ريف مدينتي نارو فومينسك وسيرغييف بوساد وفي مناطق ليتكارينو وكورولوف وفنوكوفو وسوفرينو وقرب بلدة سخودنيا.
الرادار
ويعتبر رادار "دون-2إن" أقوى رادار يعمل في نطاق الموجات السنتيمترية في العالم. وتصل طاقته القصوى إلى أكثر من 200 ميغا وات. ولا يجوز أن يتواجد البشر قرب رادار "دون-2إن" عندما يعمل بطاقته الكاملة.
ويراقب رادار "دون-2إن" دائرة كاملة في الفضاء لا يقل نصف قطرها عن 4000 كيلومتر.
ويشبه رادار "دون-2إن" هرما ضخما يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 140 مترا، ويصل ارتفاعه إلى 100 متر.
ويستطيع صاروخ 51T6، وهو صاروخ ذو رأس نووي، أن يعترض أهدافا على بعد يصل إلى 600 كيلومتر على ارتفاع يتراوح بين 70 كيلومترا و670 كيلومترا.
أما صاروخ 53T6، وهو صاروخ قريب المدى، فهو قادر على اعتراض أهداف على بعد 100 كيلومتر على ارتفاع يتراوح بين 5 كيلومترات و30 كيلومترا. ويمكنه أن يحمل رأسا نوويا.
التدريب
ومن أجل الحفاظ على الجاهزية القتالية والفنية لقوات ووسائط الدفاع الصاروخي يتدرب مشغّلو النظام على صد الهجمات الصاروخية يوميًا عدة مرات خلال 24 ساعة.
ويتضمن كل تدريب اكتشاف الصواريخ المهاجمة وإطلاق الصواريخ المضادة وتدمير الصواريخ المهاجمة وما ينفصل عنها من رؤوس نووية قبل انفجارها.
وتدوم المعركة التدريبية خلال 3 دقائق منذ اكتشاف الصواريخ المهاجمة التي يمكن أن يبلغ عددها 33 صاروخا.
ولا يضغط مشغلو النظام إبان ذلك على أي مفتاح. ويقولالعقيد إلغار تاغييفإن الصواريخ البالستية التي يكتشفها الرادار تطير بسرعة هائلة حتى أن الإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئا لاعتراضها في الوقت المناسب. لهذا فإن النظام مؤتمت تماما، ويكتفي مشغّلوه بمتابعة أدائه والتأكد من أنه يعمل بشكل صحيح.
التحديث
وتخضع معدات النظام وراداره وصواريخه لعملية تطويرية تحديثية تتضمن تجديد أجهزة معالجة المعلومات والوسائط الرادارية والصواريخ الاعتراضية.
وتتضمن العملية التحديثية أيضا تزويد نظام حماية موسكو ضد الصواريخ بجهاز الحاسب الجديد من طراز "ألبروس".