«أبو شماغ».. ثورجي أردني
فارس الحباشنة
في بلاد كالأردن من السهل أن تنتج كل يوم وزيرا ونائبا وعينا ومسؤولا رسميا، ولكن من الصعب و» المستحيل الممكن « أن تعثر ونتتج مبدعا، بالادب والفكر والثقافة والفن والرسم. فما أسهل اقدار السلطة على نعيمها ، وما اصعب أقدار الابداع على تعاستها !
الزميلة ميس العمر فنانة واسعة الاطلاع، وابداعها ينم عن ثقافة ورؤيا مستقبلية. وفي تقديري الخاص لفن الكاركاتير الاردني الذي ينافس على الخارطة الصحفية والفنية العربية بعدد محصور من الفنانين الاردنيين. فما يجري تجربة اعادت الكاركاتير الى أصوله ويتم تطويره بطابع روحي وداخلي ، وليس من خارجه بمنطق « الخواجاتي» والتكنولوجي الرقمي الذي يغزو الفن في العالم.
« أبو شماغ « شخصية كاركاتيرية متميزة، اطلت على الجمهور الاردني والعربي عبر شاشة « الأردن اليوم»، وبرنامج «أول مرة مع طوني خليفة « الذي يبث يوميا ما عدا الجمعة طوال شهر رمضان الفضيل .
الشخصية بالقدرات الصاخبة والناضجة للمبدعة ميس العمر اضحكت متابعيها ومشاهديها. وحملت مخزونا فنيا متحركا يمكن أن يحوله الى أيقونة كاركاتيرية ناقمة وناقدة وساخطة وحاملة لهموم الرأي العام الاردني ، وصانعة لمفارقات، تبكي وتضحك وتصنع دهشة، وتنكأ الجراح، وظلال حركاتها وكلامها يغازل وجد الاردنيين.
«ابو شماغ « اردني بلا أقنعة ولا أوهام، اكتشف هول الازمة والمصيبة والكارثة المعيشية والاجتماعية التي يواجهها بيومياته. الراتب لا يكفي عشرة ايام من الشهر، وفواتير الكهرباء والماء عاجز عن سدادها، والديوان متراكمة على رأسه، وصار يشتغل شغلتين وأكثر ومش قادر يسد الالتزامات الاولية للاسرة.
وأكثر ما يضحك « أبو شماغ « الحكومة وقرارتها الاقتصادية، ولكنه لا يرضى المهادنة «رافضي المبدأ» والهوى. بقدر ما يكتشف هول المهزلة العامة بانه يثور غضبا. أبو شماغ لا يضحك الا على متن غيمته. «أبو شماغ « اردني من نسخة 2019 المرغم على قسوة العيش والحياة، ومن لم ير في حياته يوما هنيئا وسعيدا.
لربما أن «ابو شماغ « في رمضان كان هادئا ولطيفا بعض الشيء، ولكنه بعد رمضان وانفكاك حرمة الشهر الصوم سيكون مختلفا، وسيخرج ما بأحشائه من غضب، وسيصارع كل الاقدار التعيسة ليكون منصفا ونصيرا للعدل والحق والخير والحرية، فهو أردني من نسخة ثورجية شعبية واجتماعية لا يعرف الظلم والاستبداد والقهر مستقرا في فكرها.الدستور