كتب : عدنان شملاوي

قامت كل الشركات المساهمة العامة بنشر ميزانياتها الا عدد بسيط منها لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة ، الا ان الوضع بدا غريبا ان تكون شركة الفوسفات من الشركات المتخلفة عن تزويد ميزانيتها نصف السنوية لهيئة الأوراق المالية ؟؟ وزاد الوضع سوءا كون تأخير الميزانية كان في وقت يشهد فيه سعر السهم أدنى مستوياته على الاطلاق ، وسط ترقب وخوف المساهمين من وضع اكثر سوءا ولعل نتائج الربع الأول الهزيلة للشركة والتي تظهر ان الشركة تكبدت خسائر بمبلغ 16 مليون دينار في الربع الاول من العام وقيام مستثمرين اجانب ببيع اسهمهم في الشركة وانخفاض سعر السهم خلال 12 شهر من 6.03 دينار الى 2.61 دينار ( اي بنسبة 57 % ) ساهمت في خلق حالة من الهلع بين المساهمين وزاد الطين بلة عدم ابداء اي من مسؤولي الشركة بأية افصاحات وكأن الأمر لا يعنيهم ، وحتى الحكومة التي تمتلك أكثر من 25% من الشركة من خلال شركة ادارة المساهمات الحكومية لم تحرك ساكنا ، بحيث لم نعد نفهم معنى ادارة المساهمات التي يبدو انها تحولت الى مداراة المساهمات الحكومية ننتظر نشر البيانات المالية للشركة درءا للاشاعات ، وننتظر افصاحا من الشركة يبين الاسباب التي ادت الى هذا التدهور الهائل في سعر السهم ، ولا مانع من ان يشمل الاجراء تقديم المسؤولين عن هذا التراجع لاستقالاتهم ان كان الأمر فيه تقصيرا منهم ، فالشركة من اعمدة الشركات الاقتصادية في الاردن ، ومساهمة الحكومة في الشركات يفترض ان تستقطب الناس للاستثمار بها ، لا ان تتحول لعنصر طارد للاستثمار بسبب استشراء الواسطة والمحسوبية وعدم المحاسبة والبطء في اتخاذ الاجراءات ووضع اليد على بواطن الخلل. باختصار : أين ميزانية الشركة نصف السنوية وماذا تحمل لنا في بياناتها ؟