مقتل خاشقجي .."بن سلمان" في مرمى الصحافة الفرنسية
- تاريخ النشر : 2018-10-19 23:29:00 -
القبة نيوز-بعدما اتسمت تغطيتها بالحذر، في الأيام الأولى لاختفاء الصحفي جمال خاشقجي، وجهت الصحافة الفرنسية سهام انتقاداتها لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الأيام الأخيرة.
ودعت الصحافة الفرنسية في تغطيتها بُعيد اختفاء خاشقجي، عقب زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إلى التريث، و"ضرورة رؤية الصورة كاملة".
وأشارت إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووزير خارجيته جان إيف لودريان، التي أكدت أن باريس تنتظر اتضاح كافة النقاط المظلمة في هذه القضية، لتحديد موقفها.
وفي خبر لها في 5 أكتوبر الجاري، حول حادثة اختفاء خاشقجي، قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الواسعة الانتشار، إن "السعودية نقلت رياح القمع إلى خارج حدودها".
وذكرت أن "بن سلمان، برز بمظهر القائد المجدد الذي سيغير مصير بلاده، لكن ممارساته في الفترة الأخيرة، باتت محط انتقاد من المجتمع الدولي، فضلا عن الاستياء الداخلي".
ورأت أن بن سلمان، البالغ من العمر 33 عاما، لم يعد يأبه حتى بالقضايا الحساسة لبلاده، في سبيل الوصول إلى أهدافه في إطار ما يعرف بـ"رؤية 2030".
وأكدت الصحيفة على العلاقة التي تربط بن سلمان، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، و"دعمه الأعمى" حتى لمخططاتهما حيال الشرق الأوسط والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
أما في عددها الصادر الجمعة، فذكرت لوفيغارو، أن المملكة العربية السعودية باتت في مهب "عاصفة" حادثة خاشقجي، إلا أن ثقلها الاقتصادي ساهم في تخفيف حدة ردود الفعل.
وأوضحت أن السعودية تعد الشريك التجاري الأول لفرنسا في منطقة الخليج، عبر اتفاقيات تجارية قيمتها 18.5 مليار يورو.
وأوردت الصحيفة تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، الذي اعتبر أن "السعودية شريكا استراتيجيا لفرنسا" وأن هذه الحادثة (قضية خاشقجي) "لا يمكن أن تلحق الضرر بهذه الشراكة".
وفي أخبارها على صفحتها الثانية والثالثة، ذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تسعى لحماية شريكتها في الخليج، السعودية وولي عهدها، عبر محاولات رامية للنأي بقيادة المملكة عن مسؤولية الحادثة.
وذكرت أن "الرئيس الأمريكي لجأ إلى هذه الطريقة، لرغبته في عدم خسارة دخل تجاري بقيمة 110 مليارات".
ورأت الصحيفة أن "محمد بن سلمان، الذي تمتع بدعم مفتوح من ترامب، تورط في أمور أكبر من حجمه عبر خطوات مفرطة بالثقة بالذات".
وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى "احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، في الرياض، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وتدخل ماكرون، لتأمين إطلاق سراحه".
ونقلت الصحفية تصريحات لدبلوماسي فرنسي، كشف فيها عن كواليس زيارة ماكرون للسعودية في نوفمبر الماضي، ولقائه محمد بن سلمان.
وقال الدبلوماسي، إن اللقاء لم يكن إيجابيا، حيث أن ماكرون، أكد على ضرورة الواقعية في العلاقات مع إيران، وإثر ذلك وجه بن سلمان، تهديدا مفاده أنه "إذا كانت الشركات الفرنسية ستدخل السوق الإيرانية فلا يمكنها المجيء إلى السعودية".
وتعقيبا على كلام بن سلمان، نقل الدبلوماسي عن ماكرون قوله لولي العهد السعودي "لا يمكن التحدث بهذا الشكل مع رئيس الجمهورية الفرنسية".
وأردف الدبلوماسي أن الأجواء المتوترة في اللقاء استمرت مع قول بن سلمان لماكرون، "استمروا في طعامكم".
كما تناولت لوفيغارو، ملف بن سلمان، في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، وذكرت أنه "أعرب لضيوفه الأجانب عن انزعاجه من الضغط عليه بحجة حقوق الإنسان".
والخميس، ذكرت الصحيفة نفسها أن هيئة البيعة السعودية اجتمعت لبحث اختيار ولي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية الضغوط الدولية المثارة ضد المملكة بعد اختفاء خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي بالعاصمة باريس، أن "هيئة البيعة اجتمعت منذ أيام بحضور ممثل لكل عائلة لبحث قضية ولاية العهد"، وأن النبأ تم تأكيده من مصدر آخر سعودي بالرياض.
وأضافت أن الاجتماع حضره نحو 7 ممثلين عن العائلات الملكية على الأقل، لبحث الأزمة الناتجة عن اختفاء خاشقجي، منذ نحو 16 يوما.
كما أشار المصدر، إلى أنه في حالة اختيار خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لمحمد، والذي يشغل حاليا منصب سفير السعودية لدى واشنطن، لتولي منصب ولي ولي العهد "سيكون حتما على محمد بن سلمان ترك منصبه كولي للعهد في السعودية"، وفق المصدر ذاته.
أما صحيفة لوموند، فرفعت سقف خطابها في عددها الجمعة، وقالت إن "محمد بن سلمان، في قلب عاصفة خاشقجي"، في خبر تحليلي، أفردت له صفحتين.
ولفتت الصحيفة إلى أن "صورة بن سلمان الذي قدم نفسه كولي عهد شاب إصلاحي، تتحول إلى رجل عديم الرحمة".
وذكرت أن دور الأمير بن سلمان، فيما يتعلق بالقرارات حيال مستقبل البلاد والخليج، "بات محل مساءلة"، واعتبرت أن موقف ترامب سيلعب دورا حاسما في مسألة البت بمستقل الأمير الشاب في السلطة.
وأشارت إلى عدم صدور أي تصريح من أفراد الأسرة الملكية حول حادثة خاشقجي، حتى الآن، ورأت أنه "طالما لم يتخذ ترامب، قرارا بالتخلي عن بن سلمان، في منتصف الطريق، فلن يصدر صوت من أحد".
واختفت آثار الصحفي السعودي في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وطالب عدد من الدول والمنظمات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله القنصلية بإسطنبول، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اختفاء خاشقجي.
وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي، لتتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات.
الأناضول
تابعوا القبة نيوز على