facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الشباب بين ثنائية الإدماج و الإقصاء

الشباب بين ثنائية الإدماج و الإقصاء

 رندة عطوة

القبة نيوز-يعيش غالبية الشباب في الوطن العربي إحباطا وإغترابا داخل أوطانهم،في ظل عدم قدرتهم على تحقيق أحلامهم وآمالهم البسيطة المتمثلة في إشغال وظائف تلائم قدراتهم وتحقق مداخيل مالية تناسب كفاءتهم،لكن هذه التطلعات تذهب أدراج الرياح ،وتتبعثر مع ما تواجهه من إقصاء وتهميش.

ومن أبرز مظاهر التهميش والإقصاء ،استبعاد فكرة توظيف شاب لإدارة مؤسسة ما ،وذلك على الرغم من المطالبة والمناداة الدائمة لمؤسسات المجتمع المدني بإدماج الكوادر الشبابية في المواقع الإدارية طالما تمتعت بالكفاءة ،وبالتأكيد ،فإن التجاهل المذكور لهذه الفئة سيسبب حالة إحباط وقلة ثقة بالمجتمعات ،وقد يدفع بها الى إلى طرق أخرى حريٌّ بنا وقايتها منها.

ما تزال قضية تمكين الشباب حبر على ورق،ومجرد توصيات في مناسبات موسمية،وتصريحات لمسؤولين يعزفون على نغمها في مؤتمرات ولقاءات مع فئة الشباب أمام الكاميرات ،ولا يدرك أصحاب القرار أنه بات من غير الممكن الإستمرار في تجاهل هذه القضايا و المشكلات التي يعاني منها الشباب ،لما يشكلونه من أهمية في بناء المجتمعات ورقيها.

ولا أدري لماذا تغيب عن دولنا العربية ،تجارب الدول المتقدمة في إدماج الشباب والاستفادة من كفائتهم ،باتباع نهج ومنظومة تمكنهم من المواقع الادارية و محطات صنع القرار لتحقيق مبدأي العدالة الإجتماعية و تكافؤ الفرص.

وتتمحور أسباب هذا الإقصاء في محافظة المؤسسات على تركيبة هياكلها التنظيمية التقليدية الجامدة ،وإهمال المؤسسات للجانب الإتصالي مع الشباب ،إذ أن أي إستراتيجية تستهدف الشباب ينبغي أن تأخد الجانب المتعلق بالتواصل بعين الإعتبار بما يتيح تفسير مضامين هذه الإستراتيجية ،ومناقشتها لتوفير أسباب النجاح لها،و من ضمن الأسباب أيضا عدم الثقة بقدرات هذه الفئة و كفاءاتها في العمل الإداري عدا عن إتساع الفجوة بين الشباب و المؤسسات وعدم الإعتراف بأن الشباب عوامل قوة شرعية في مجتمعاتهم.

واقع الحال يؤكد على ضرورة توفير برامج خاصة تقوم على إدماج الشباب في الحياة العملية ،خصوصا الحاصلون منهم على الشهادات والمتعطلون عن العمل و المنحدرون من فئات مهمشة كذوي الإحتياجات الخاصة ،فضلا عن استثمار أبحاثهم العلمية و مشاريعهم و نظرياتهم في العمل بما يضمن حسن الأداء وبما يكفل لهم الحماية والاستثمار في طاقاتهم و قدراتهم على التطويروالتغيير.

الدول الحصيفة هي تلك التي تستفيد من طاقة الشباب في البناء ،باستثمار هذه الطاقة الجبارة في ما هو منتج ،والدول المتخلفة عن ركب الحضارة تلك التي تعكس هذه الايجابية ،فتتحول هذه الطاقة إلى معاول هدم من خلال دفعهم إلى عالم الإحباط الذي قد يحول مسار هذه الطاقة إلى سبل مجهولة محفوفة بالمخاطر ،لا تحمد عقباها من بينها الانحراف والجريمة والسرقة (...)،فهل من مجيب ؟.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير