عشاء الرزاز مع "نشطاء" الرابع يثير الجدل.. بصفتهم من وما الجدوى؟
- تاريخ النشر : 2018-09-19 18:44:23 -
القبة نيوز- "لا ملقي ولا رزاز.. ما بدنا نغيّر برواز"؛ "هتاف" قبل شهرين ونصف الشهر تقريبًا، وهتافات عديدة ومتجددة مطالبة بالإصلاح ومنددة بالسياسات الاقتصادية للنهج المستمر والمرافق للحكومات الأردنية بمختلف رؤسائها؛ صدحت بها حناجر المشاركين في مشهد أردني مهول لم تشهد مثله البلاد منذ عام 2012.
على الرغم من حوار الحكومة المستمر، والمتكرر، وغير الملموس حول محاربة الفساد والإصلاح السياسي والاقتصادي، وإيجاد نظام ضريبي منصف للجميع "حسب ما جاءت به وعليه الحكومة منذ تشكيلها"، نجد أن هناك حالة من السخط الشعبي تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، ورسائل احتجاجية شديدة اللهجة من قبل الشعب؛ يقابلها "بصيص أمل" مرجو من قبل رئيس الحكومة.
من تابع إجراء الحكومة الحالية للحوار الوطني الاقتصادي الشامل حول التعديلات التي أجرتها على قانون ضريبة الدخل "والذي يحمل جذور قانون الملقي بإضافة تعديلات منضبطة أكثر بالصياغة، ليس إلا"، وكيف استقبل الشعب قطار الإصلاح المنشود من قبل الحكومة، يدرك تمامًا حجم الإحباط المتراكم والخوف مما هو قادم بعد الموقف الحرج للفريق الوزاري خلال جولاته في المحافظات خاصة.
يكرر العديد من النخب المتابعة للحدث اليوم حول ما حدث خلال جولات فريق الرزاز الوزاري في المحافظات لإقناع المواطنين في قانون الضريبة، على أنه وليد احتجاجات قديمة مغلفة بإهمال حكومي متراكم، وسخط واسع ومتجذر من قرارات اقتصادية جائرة من حكومات سابقة.
تفاوت واضح في وجهات النظر، وجدل وتحليل مستمر حول ما حدث في المحافظات توّج بلقاء على العشاء، حدث أمس الثلاثاء، وبدعوة شخصية من المحامي سائد كراجة، يجمع رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وبرفقة 7 من "نشطاء الرابع" المعروفين بمعارضتهم العلنية لسياسة الحكومة الحالية، والرافضين للنهج الاقتصادي والسياسي، والمطالبين بإصلاحات عديدة في قرارات الحكومة.
رصد "الجدل" حول اللقاء على مواقع التوصل
وأثار عشاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز برفقة 7 من "نشطاء الرابع" جدل واسع بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي.
بصفتهم مَن.. قبلوا الدعوة للقاء الرئيس ؟
أكّدت الحقوقية هالة عاهد "وهي من الحضور للقاء الرئيس" أنها ومن التقوا الرزاز، حضروا اللقاء بصفتهم مواطنين لا يمثلون إلا أنفسهم، ويصنفون أنفسهم كمعارضين للسياسات الاقتصادية والسياسية للحكومات المتعاقبة بِمَا فيها الحكومة الحالية.
وقالت عاهد: "لم يتطرق اللقاء لمشروع قانون الضريبة بتفاصيله، وإنما تحدث الحضور عن رفض مبدأ الجباية، ومد اليد لجيوب المواطنين قبل أن يكون هناك إصلاحات اقتصادية ومعالجة التشوهات في النظام الضريبي، وأن يتم محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين".
وأضافت أنه تم الحديث عن الإصلاحات السياسية المطلوبة، والتضييق الأمني على النشطاء، وقانون الجرائم الالكترونية، وسلطات الحكام الإداريين في التوقيف الإداري، ومنع الاجتماعات والمسيرات والاعتصامات.
من جهته، بين حسين الصرايرة عبر حسابه على "تويتر"، أنه التقى الرزاز كمواطن أردني يمثّل نفسه ويعتقد أنه يحمل زاوية مما يريده الناس، ويرغب الشارع بوصوله قبل فوات الأوان، مؤكدًا أن الشباب قالوا ما لم يقل مسبقًا، ويجب أن يقال.
وبيّن الصراريرة أن الشباب بحضور الرزاز، تحدثوا في عناوين مختلفة، كان بدأها الرزاز بالوضع الاقتصادي لينقلوه إلى هَم أكثر حدة ودقة وهو المستقبل السياسي لإدارة الأردن، لافتًا إلى أنهم صارحوا الرئيس بما يعرف لكن كان واجباً عليهم التذكير "حسب قوله"، حتى يكون النزول القادم للشارع صافٍ بلا حجج "التفاؤل" و"الحوار" و"الأدوات".
وأشار الصرايرة إلى أنهم ذكروا الرزاز بمطالب الشارع الرئيسية التي ستبقى واضحة وضوح الشمس حتى لو حاول الكثيرون شيطنته وغمسه في جحيم "اللاوعي واللاقدرة والجهل"، حسب قوله.
وأكّد على أنهم قالوا للرئيس أن المطالب ثلاث لن تتغير؛ "عدالة اجتماعية"، "تغيير النهج"، "مصدرية السلطات للناس"، وأن هذا هو العقد الاجتماعي الحقيقي الذي نريد.
وقال الصرايرة: "أعطينا -جميعاً- كلمة واحدة للرزاز أن كن مع الناس وفقط الناس.. وسنكون معك.. وأننا نريد مؤشرات حقيقية لذلك لم نراها بعد.. وأن الشارع ينتظرنا في كل مرة نجد فيه السلطة تغافلنا وتصم أذانها عنا.. الحديث كان قاس لكنه صادق.. والرزاز أنصت وخاطر بجلوسه مع "مرفوضين" مثلنا..".
أما علي أبو هواش "أحد الشباب الحاضرين للقاء" قال حول لقائه بالرئيس عبر صفحته الشخصية على "توتير": "صحت لنا اليوم فرصة انا ومجموعة شباب لقاء دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز بدون شروط أو سقف للحوار، واستمع لنا وناقشنا ووضح مواقفه بكل لطف ودماثة اخلاق، وقد صارحته والناس عليّ شهود بكل ما في نفسي، وكل ما انشره هنا، ذكرت له قضايا العجاوي والعلاونة وممتاز كطلبة اعتقلوا قمعا وظلماً".
وأضاف قائلا: اعترضت على فكرة أن الناس بلا وعي ولا ثقافة (ديمقراطية) وقلت له أن الاردن له تجربتين في الخمسينات والثمانينات، وأن اثبتوا فهمهم و وعيهم. وحدثته عن الفقر والبطالة ومعدلاتها غير المسبوقة التي اوصلت الشعب الى حالة من الغليان شاهدناها جميعا في اجتماعات وزراءه بالمحافظات.
وطلب أبو هواش من الرزاز أن يتمسك بالولاية العامة ويعطيها حقها؛ لأن الناس تريد له ومنه ذلك، حسب ذكره.
لقاء الرزاز بين الاجتهاد الشخصي والتشكيك
بينت الحقوقية هالة، أن كل شخص حر بموقفه؛ وأن هناك من رفض اللقاء واعتذر عنه مسبقًا من شباب "شاركوا في هبّة رمضان الماضية"، وآخرون قبلوا دعوة الأستاذ سائد كراجة على العشاء للقاء الرزاز في منزله.
وقالت عاهد حول قبولهم الدعوة: "اجتهدنا بأن علينا إسماع صوتنا والاستماع للرزاز في قضايا كثيرة تهمنا كمواطنين. وبالنتيجة قبلنا اللقاء وقلنا فيه ما يمليه علينا ضميرنا، لست ندمانة على اللقاء واحترم رأي الناس برفضه".
من جهتها، قالت الناشطة روان شمايلة عبر حسابها على "توتير": "تحدثنا نحن أكثر مما تحدث –أي الرزاز- وسمع منّا ولم نسمع منه. وكان الهدف أن يسمع طلباتنا حتى إذا نزلنا للشارع لا يقال طلبت سماعهم و رفضوا".
وأضافت شمايلة "أخبرناه أننا لا شعبويين ولا وصوليين وأننا نحب هذا الوطن ما استطعنا اليه سبيلا وأنها فرصتنا الأخيرة لأردن أفضل وأجمل وأقوى و لن نتخاذل!".
وبحسب ما قال حسين الصرايرة "أحد الحاضرين للقاء"، أنه لا يوجد في الجلسة تشريف حتى نتصارع على من حضر ولم يحضر، وأكّد على أن الشرف الوحيد هو أنهم قالوا بدون حدود ما يقلق الشارع اليوم وما يريد، وكيف أن على أذن الطين والعجين أن تسمع الحقيقة بلا تزييف ورش السكر على موت محتم.
وأشار الصرايرة إلى أنهم لم يتحدثوا إلا بما يمليه ضميرهم وخوفهم على الأردن الذي يخشوا عليه من "فتيان الظل".
لم يتوقف الجدل بعد، حول لقاء نشطاء الرابع بالرزاز بين مشككٍ في جدواه وبين مغرقٍ في اتهام من قبلوا اللقاء ورضوا به، بعد جولات "الفشل الذريع" التي عاد بها الفريق الوزاري من المحافظات، إذ كيف يقبل النشطاء بمثل هذا الحوار وهذا اللقاء في ظرف تعيش فيه الحكومة أضعف حالاتها، ويبقى السؤال الأهمّ يتمحور حول جديّة الحكومة في الإصلاح بعيدًا عن "لقاءات المجاملة وتزيين المشهد البائس".
(البوصلة)
تابعوا القبة نيوز على