موائد الافطار تجمع كل الجنسيات والديانات في الامارات
ولا يزال الإماراتيون يحافظون على الكثير من التقاليد الرمضانية التي تساهم في تعزيز قيم التسامح والتآزر في شهر الصيام، حيث تتحول موائد الرحمن في الإمارات إلى مزيج ثقافي، يجمع الآلاف من الأجناس والأعراق كافة، وتقدم لهم وجبات الإفطار المجانية على مدار الشهر.
وفي تقليد سنوي اعتادت عليه المؤسسات والجمعيات الخيرية والشركات، إضافة إلى أهل الخير في الإمارات، نشر موائد الرحمن بكثرة قرب المساجد في شهر رمضان.
وفي خيمة أعدتها مؤسسة إعمار الخيرية في أحد المجمعات السكنية التابعة لشركة إعمار العقارية بدبي، اجتمع قرابة 400 فرد على مائدة الرحمن لتناول طعام الإفطار.
وقال نادر حسين المصري الذي يؤدي حاليا زيارة لدبي “موائد الرحمن من علامات شهر رمضان في معظم بلاد الإسلام، وأهم ما يميزها في الإمارات أنها تضم المسلم الصائم وغير المسلم من كل جنس وملة ولون”.
وأضاف “اضطرتني ظروف البحث عن عمل إلى المجيء إلى مائدة الرحمن للحصول على وجبة ساخنة وطازجة مجانا”.
وقال برهان زاكر وهو عامل هندي في دبي، “تضم المائدة الرمضانية الغني والفقير والمسؤول الكبير والعامل البسيط.. الجميع يلتقي على مائدة واحدة بغض النظر عن مستواه المادي أو الاجتماعي”.
وتابع “أحرص على المجيء إلى المائدة مع زملائي العمال بشكل شبه يومي. وأجمل ما في الجمع هو وجود عدد كبير من المسلمين وغير المسلمين ويتشاركون في تناول الطعام في جو من التسامح”.
وقال مصطفى الخليل، المشرف على المائدة الرمضانية لمؤسسة إعمار الخيرية، “إن المائدة تقدم نحو 500 وجبة إفطار كل يوم، وتشهد إقبالا من العمال البسطاء، الذين يصعب عليهم شراء الوجبة أو حتى إعدادها”.
وأضاف “تتكون الوجبة من ربع دجاجة أو قطعة لحم وطبق أرز، وزجاجة ماء وعلبة عصير، و3 تمرات”.
وللعام التاسع على التوالي من مبادرة موائد الرحمن السنوية، تقوم إحدى شركات الاتصالات العاملة في الدولة، بالتعاون مع مؤسسة “تراحم” بتوزيع المواد الغذائية الأساسية على الأسر الأقل حظا في دبي والإمارات الشمالية خلال شهر رمضان، وتتضمن توزيع 12 ألف صندوق من المواد الغذائية الأساسية.
بينما قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية (حكومية)، بنصب 160 خيمة إفطار صائم في مختلف أنحاء الدولة، ليستفيد منها نحو 32.879 ألف صائم يوميا، وارتفع عدد الخيام التي نفذتها الهيئة ضمن مشروع إفطار صائم عن العام الماضي بنحو 25 بالمئة من 128 خيمة في العام الماضي (2015).
وأوضح راشد المنصوري، نائب الأمين العام للشؤون المحلية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية أن الهيئة تستهدف تحقيق الاستفادة لنحو ثلاثة ملايين شخص داخل الإمارات وخارجها، من برامج حملة شهر رمضان لهذا العام، والتي تشمل مشروع إفطار الصائم وزكاة الفطر، وكسوة العيد وتوزيع المير الرمضاني (السلة الغذائية) للأسر الفقيرة والمتعففة والأيتام.
وبلغ عدد مواقع الخيام التي نصبتها هيئة الهلال الأحمر في العاصمة أبوظبي 42 موقعا وفي دبي 7 مواقع، ومثلها في الشارقة و3 مواقع في عجمان و10 في رأس الخيمة، و12 موقعا في الفجيرة و26 في مدينة العين و11 في المنطقة الغربية وموقع واحد في أم القيوين و41 في بني ياس.