مؤتمر في لندن يندد بقرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس
القبة نيوز -
تحت عنوان “تشريع الإحتلال”، عقد مرصد الشرق الأوسط (ميدل إيست مونيتور) مؤتمراً، السبت، حول قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس في متحف “ولكم كولكشن” وسط العاصمة البريطانية لندن.
بدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية لمدير عام المرصد الدكتور داوود عبدالله، الذي رحب بالذين حضروا من شتى بقاع العالم، والذي أكد في كلمته أنه تم إنشاء دولة “إسرائيل” بقرار من الأمم المتحدة.
قُسم المؤتمر إلى أربع نقاشات: استكشاف السياق التاريخي، الوضع القانوني للقدس، المفاوضات والأثر الناجم عن تصريح ترامب وأثر الاحتلال.
– استكشاف السياق التاريخي
كان المتحدث الأول في الجلسة الأولى هو مدير جمعية حركة الشبيبة اليافية السيد سامي أبو شحادة الذي قال خلال كلمته أن قرار ترامب بشأن القدس لم يكن ليأخذ بهذا المعنى لو لم يكن الإحتلال البريطاني ووعد بلفور.
وأضاف في كلمته: “الحدود الإستعمارية لفلسطين وُضعت من قبل فرنسا وبريطانيا”، مشيراً إلى اتفاقية “سايكس بيكو” التي قسمت بلاد الشام إلى دويلات كفلسطين والأردن ولبنان وسوريا.
ونوّه إلى أنه في بداية الحرب العالمية الأولى، كان عدد السكان في القدس حوالي 60 ألف نسمة. ولكن بحلول، عام 1948، نما هذا العدد إلى 160,000 نسمة وبدأ الكثيرون في بناء القدس الحديثة خارج البلدة القديمة.
ولفت إلى أن الإنتداب البريطاني وعد بأن يكون كل طفل في فلسطين قادراً على الإلتحاق بالمدرسة، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق.
بعد ذلك، تلت الأكاديمية الفلسطينية غادة الكرمي كلمة قالت فيها أنه على الرغم من وجود أغلبية يهودية في القدس في أوائل الأربعينيات، إلا أنه من الصعب في الواقع الحصول على إحصاءات موثوقة للسكان في المدينة في هذا الوقت.
كما تكلمت الدكتورة الكرمي عن خطة تقسيم فلسطين، وذكرت أبرز الأحداث التي حدثت عام 1948 منها مذبحة دير ياسين ومقتل عبدالقادر الحسيني.
ويذكر أن عبدالقادر الحسيني استشهد في قرية القسطل بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام.
ورأت الدكتورة الكرمي أن زيارة الأمير وليام وزوجته كايت المعلنة إلى “إسرائيل” هي بمثابة “ختم موافقة” على العملية التي قام بها البريطانيون قبل قرن، معتبرة أنها إهانة للشعب الفلسطيني ونضاله بعد نحو 70 عاما من النكبة وفقدان فلسطين.
وتحدثت الدكتورة ماريا هولت، القارئة في جامعة “وستمنستر” عن الظروف المعيشية الحالية للفلسطينيين في القدس الشرقية، لافتة إلى أن الإسرائيليون أصبحوا يحتلوا القدس الشرقية بشكل متزايد.
بعدها، تحدث رئيس مؤتمر فلسطينيو الخارج الدكتور سلمان أبو ستة في كلمة له عن كيفية إستيلاء الإسرائيليين على فلسطين.
وأشار في كلمته إلى أن الإسرائيليين قاموا بإحتلال القدس الشرقية والغربية بطريقة “غير قانونية”.
ولفت إلى أنه في مارس 1948، قام الإسرائيليون باحتلال 220 قرية فلسطينية واتركبوا تطهيراً عرقياً أدى إلى تهجير الفلسطينيين.
– الوضع القانوني للقدس
وفي جلسة النقاش الثانية، قال كيفن تشامبرلين، نائب المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية والكومنولث البريطانية أن القدس كانت العاصمة الإدارية مع صلاحيات خاصة كونها من الأماكن المقدسة، مضيفاً أن الإنتداب لم يمنح السيادة للمملكة المتحدة.
وذكر كيفن في كلمته أن قرار الجمعية العامة رقم 181 “أنهى الانتداب وأجَّل عملية تقسيم فلسطين إلى ولايتين لليهود والعرب لكل منهما حدودها، مشيراً إلى أنه “يقام في مدينة القدس كيان سياسي منفصل تحت نظام حكم دولي خاص تتولى الأمم المتحدة إدارته”.
هذا، وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة أوهايو الأمريكية البروفيسور جون كويغلي أن وضع القدس القانوني نوقش عندما تولتها الأمم المتحدة بعد سيطرة بريطانيا عام 1948.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قلقة جداً من أن إسرائيل لن ترضى بالقدس على أنها مدينة دولية (تحت حكم دولي).
ولفت إلى أنه يجب على إسرائيل أن تكون دولتاً محبة للسلام حتى تعتبر دولة.
إلى ذلك قال أستاذ القانون الدولي في جامعة كوستا ريكا البروفيسور نيكولاس بويغلين أنه يجب الاعتراف بفلسطين كدولة حتى تتمكن من دخول مجتمع القانون الدولي كعضو فعال في حال أُرِدَ تحسين حالتها.
ودعا بويغلين جميع البلدان التي لم تعترف بفلسطين حتى الآن أن ينظروا فيما إذا كان الآن هو الوقت المناسب للاعتراف بها، لافتاً إلى أنه يعتقد أن هذا الأمر يكون كرد محتمل ضد قرار دونالد ترامب الذي اتخذه في كانون الأول (ديسمبر).
– المفاوضات والأثر الناجم عن تصريح ترامب
وفي الجلسة الثالثة، قال رئيس مشروع الشرق الأوسط الأمريكي دانيال ليفي أنه يعنقد أن الفلسطينيين يتجادلون على الاستراتيجية الدفاعية أو التخريبية.
وأشار في كلمته إلى أنه “لا يمكن إجراء المفاوضات عندما لا يكونا الطرفان متساويين بالمستوى”.
وفي كلمة أغضبت أعضاء اللوبي الصهيوني الذين تواجدوا، قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الدكتور أحمد الطيبي أن ترامب يرغب بتلبية نوايا إسرائيل في القدس الشريف، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي يحمي الإحتلال ويلبي نواياه.
ونوّه إلى “إننا لسنا بمندهشين أو مذهولين أو مصدومين بقرار ترامب”.
وقال الدكتور الطيبي ان :”ترامب لا يحل مشكلة القدس أو الحدود، ولا يحل مشكلة اللاجئين ولا حتى قضية السيادة… ومن الواضح أنه لم يتشاور مع الفلسطينيين بشأن قراره”.
وأشار إلى أن إسرائيل تطبق “الديمقراطية مع اليهود فقط! واليهود ضد العرب”.
بعد ذلك، قالت رئيسة مركز أبحاث “الشبكة” ناديا حجاب أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بحث عن وسيط آخر للسلام غير ترامب”.
وأشارت إلى أنه من العدالة أن يعطى الفلسطينيون حقهم في العودة.
وأوضحت إلى “اننا بحاجة إلى توحيد الرؤية تجاه فلسطين، ويجب أن نعمل معاً حتى نحقق هدفنا المشترك”.
إلى ذلك، قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا الدكتور مانويل حساسيان الذي نوّه إلى أنه يتحدث كـ”مقدسي”، ان اجابته على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقراره هو: “اذهب إلى الجحيم”.
وأشار إلى أنه “لا يوجد اليوم حل دولتين، بل وهم دولتين”.
وشدد على أن “القدس هي قلب فلسطين، وهي هويتنا الوطنية”، لافتاً إلى أن “القدس لنا فقط”.
وأضاف يقول: القدس “لا يوجد فيها مستوطنات وإنما مستعمرات وجدار فصل عنصري”.
وأكد على أن “هذه ليست بديمقراطية، وإنما عار”.
وأوضح أن “إسرائيل لا تعد نظاما ديمقراطيا في العالم” لافتا إلى أنها “تشكل نظام فصل عنصري”.
ورأى حاساسيان في كلمته التي أغضبت اللوبي الصهيوني مجدداً أن إسرائيل تعيش عزلة في الوقت الحاضر أكثر مما مضى.
ورداً على سؤال لأحد الحضور حول الموقف الأردني تجاه القدس، قال البروفيسور حساسيان: “إن المملكة الأردنية الهاشمية تقوم بدور مهم جداً كراعٍ للأماكن المقدسة. فهي التي تولي اهتماماً بالغاً بالأوقاف الإسلامية والمسيحية، وهي التي تدعم وتساند وتحمي هذه المؤسسات منذ عام 1967 إلى وقتنا الحاضر”.
وأضاف: “لذا، لن نستطيع أن نقلل من قيمة هذه الوصاية والرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس “بايع الاردن مرراً وتكراراً بهذه الوصاية في القدس”.
وتابع: “نعتز بهذه العلاقة الأخوية فيما بيننا لأننا شعب واحد في خندق واحد نجابه الاحتلال على أرض الواقع، والأردن يحاول قدر الإمكان أن يدحض سياسات اسرائيل في الأماكن المقدسة”.
– أثر الإحتلال
وفي الجلسة الأخيرة، قال الأكاديمي والحقوقي الفلسطيني منير نسيبة أنه عندما “احتلت اسرائيلُ فلسطينِ، استولت اسرائيل على القدس وفرضت القوانين الإسرائيلية”، متسائلاً “كيف كان حال الفلسطينيين؟ ماذا جرى لهم؟”، مشيراً إلى أنه تم منحهم الإقامة، ولكن حاولت اسرائيل مع مرور الزمن تجريدهم من حق إقامتهم.
بدوره، قال الكاتب البريطاني دونالد ماكنتاير أنه لا يمكنك التهرب من إرث 1948، ويستحيل الهرب من أثار الاحتلال، مستشهداً ببعض الأمثلة كتوسعة المستعمرات وبناء الجدار وتجريد الهوية.
وأخيراً وليس آخراً، قال رئيس الحركة العالمية لمؤسسة المعتدلين نصرالدين مات عيسى أن هناك قضية واحدة فقط توحد جميع أعضاء البرلمان وتوحد العلمانيين مع المسلمين والمتدينين في ماليزيا، وهي قضية فلسطين.
وأشار إلى أن صوت فلسطين يوحّد الشعب بصوتٍ واحد، العراق وسوريا دخلوا الأجندة مؤخراً ولكن فلسطين كانت دائماً في الأجندة.
– على الهامش
وفي أحاديث على هامش المؤتمر، قال البروفيسور جون كويغلي، أستاذ القانون الدولي في جامعة “أوهايو” في الولايات المتحدة الأمريكية رداً على سؤال يتعلق بكيفية إمكان المحاميين إجبار أمريكا وإسرائيل على التقيد بالقانون الدولي، قال أنه “يجب إتمام الأمر طبقاً للحكومات الدولية، وأعتقد أنه يجب على المزيد من الدول الاعتراف بفلسطين على أنها دولة”.
وأضاف في تصريح لـ”شرق وغرب“: “بالرغم من أن الدول الأوروبية عموماً لا تعترف بفلسطين على أنها دولة، إلا أن معظم دول العالم يعترفون بها، وهذا الأمر يعزز من وضع فلسطين إلى حدٍ كبير، وأنا أدرك أن اعتراف الدول بفلسطين لن يحل جميع المشاكل ولكنه سيرتقي بمستوى فلسطين لتستطيع التفاوض مع إسرائيل، وكذلك سيمكِّن فلسطين من الوصول إلى المؤسسات الدولية”.
ورداً على سؤال حول إمكانية القانون الدولي إجبار إسرائيل على إزالة الجدار، قال: “صرحت محكمة العدل الدولية بأن الجدار غير شرعي، في حين قرَّرَت المحكمة العليا الاسرائيلية بأن أجزاء قليلة فقط من الجدار غير شرعية. ولذلك أعيد توجيه بعض الأجزاء من الجدار نتيجتاً لتلك القرارات”.
وتابع: “ما يجب فعله على المستوى الدولي هو أن يعتبر مجلس الأمن هذا التصرف من قِبَل إسرائيل على أنه انتهاكاً لتعهداتها كونها محتلاً محارباً في الضفة الغربية، ولدى مجلس الأمن المقدرة على فرض الضغوطات الدبلوماسية على إسرائيل، وحتى لديها المقدرة على فرض الحلول العسكرية أيضاً، وهذا ما يجب فعله، ولكن للأسف بما أن الولايات المتحدة عضواً دائماً في مجلس الأمن لم يتم اتخاذ أي من تلك التدابير”.
وقال النائب العربي في الكنيست الدكتور أحمد الطيبي أنه “ما من شك في أن ترامب ومساعديه الثلاث، أقصد كوشنر، جرينبلات وفريدمان سفير تل أبيب، داعمي الاستيطان والقاعدة الانتخابية اليمينية المسيانية، هي التي حركت باتجاه هذا القرار الذي يؤكد أن ترامب في خطابه هذا تبنى رواية الاحتلال بالكامل، ولذلك اسقط عن نفسه صفة الوسيط”.
وأضاف في حديث خاص لـ”شرق وغرب“: “في الأساس لم تكن الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً أبداً، وفي الشرق الأوسط حقيقتاً لا يوجد وسيط نزيه في الصراع الإسرائيلي العربي، ولكن على الأقل لم يكن بهذه الفظاظة، وخاصة في الموضوع الأكثر حساسية وهو القدس، ولذلك أقول أنه اسقط عن نفسه صفة الوساطة. هو يدعي عبر عدد من التغريدات أنه نجح في إزاحة القدس عن الطاولة ولكن أنا أقول أنه فعل العكس، كرَّس القدس لأن الناس التي خرجت غاضبة على هذا الخطاب وهذا القرار، أكدت من جديد أن القدس الشريف محتلة وأنها عاصمة دولة فلسطين، وأن ترامب يستطيع تبني رواية الاحتلال كما يشاء ولكنه لا يستطيع أن يغير التاريخ أو الجغرافيا أو الواقع”.
وعن تعليقه على الدور الفلسطيني تجاه القرار خاصة، والقضية عامة، قال: “نُريد من أوروبا أن تكون (Player) وليس فقط (Payer)، أي أن تكون لاعبة وليس فقط دافعة. هناك ثقة في الأوروبيين أكثر من الأمريكان، وحسب معلوماتي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من ماكرون الرئيس الفرنسي ومن الاتحاد الأوروبي ومن موغريني ومن دول أوروبا أن تلعب أوروبا دوراً أكبر، خاصة بعدما أخرج ترامب نفسه من دور الوسيط عبر خطاب نقل السفارة والقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن الأوروبيين ما زالوا مترددين، يهابون – كما أفهم – العم سام. وبالرغم من ذلك يجب عولمة هذه المفاوضات وعملية التسوية بحيث لا تكون ثنائية برعاية أمريكية، لأنها عندما تكون ثنائية برعاية أمريكية يكون إثنين ضد واحد، أي أمريكا وإسرائيل ضد الفلسطينيين. لذا، عقد مؤتمر دولي سيكون حل وأداء أفضل، وهذا ما يجب التركيز عليه.
وعن كيفية إمكاننا حمل القضية الفلسطينية إلى العالم ومخاطبة أفهام الأوروبيين والغربيين بشأنها، قال: “ما من شك في أن القضية الفلسطينية قضية عادلة، ولكن حتى القضية العادلة تحتاج إلى من يسوقها ومن يقدمها ومن يطرحها ومن يسلط عليها الأضواء أمام المجتمع الغربي في أوروبا والولايات المتحدة. أعتقد أن الإسرائيليين وهم المحتلون لديهم قضية غير عادلة، ولكنهم يسوقونها أفضل مما يسوق العرب قضاياهم. لذلك، يجب تطوير أداة تخاطبنا وخطابنا تجاه الغرب بالعقل والمنطق ولغة الحقوق، وليس باللغات التقليدية غير المناسبة للغرب، ولدينا متحدثين قادرين على ذلك ومهنيين ومحاضرين وأكاديميين وسياسيين وحقوقيين، ويجب استغلال ذلك”.
وعن تعليقه على اعتقال الطفلة عهد التميمي، قال: “أنا أواكب محكمة عهد التميمي ابنة السابعة عشر، كنت معها في المحكمة العسكرية عدة مرات. الحقيقة أن عهد هي طفلة مثل كل أطفال فلسطين. تغضب عندما ترى جنود الاحتلال، وخاصة عندما ترى جنود الاحتلال يقتحمون بيتها وقبل ساعة يطلقون النار على قريبها محمد التميمي ويصيبونه في رأسه. ولذلك أعتقد أن الصفعة كانت صفعة إنسانية وطبيعية وردة فعل طبيعية على ما جرى. الإسرائيليون انزعجوا من الصفعة لأنها صفعة من طفلة فلسطينية لابنهم جميعاً. من هو ابنهم جميعاً؟ هو الجندي المحتل، نموذج الجندي المحتل، ففهموها على أنها صفعة لهم جميعاً، والحقيقة أنها صفعة للاحتلال”.
وأضاف: “الصفعة شرعية وردة الفعل همجية، بمعنى اعتقالها حتى إنهاء الإجراءات. حتى الآن هي معتقلة، بينما هناك من يقتل ويغتال ويدوس ويهين من الاحتلال ضد الفلسطينيين وضد الأطفال الفلسطينيين، ولا يتم اتخاذ الإجراءات بحقهم”.
وتابع: “عهد وعائلتها وأطفال فلسطين عنيدين، أي مؤمنين بهذا الحق، وأعتقد أن إسرائيل باعتقالها لعهد قد خسرت كثيراً في الرأي العام العالمي والقضية الفلسطينية ربحت كثيراً، وأنا على يقين في نهاية المطاف أن مهما كان الحكم فإن عهد وأطفال فلسطين هم المنتصرون وليس الاحتلال”.
وعن سؤال حول العوامل المعطلة للإنقسام بين حركتي فتح وحماس، قال: “هذا الانقسام هو انقسام مربك ومعيب ومؤلم ومحزن، وهو يخدم الاحتلال أولاً وثانياً وثالثاً”.
وأضاف: “قلنا في الماضي أن فلسطين أكبر من فصائلها، وأكبر من حماس وأكبر من فتح وأكبر من الجبهة أو الجبهات، وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى الحدث. حدثت في الأشهرالأخيرة جهود أكثر جدية مما كان في الماضي، ولكنها ما زالت مرتبكة ومتلكئة ولم تصل بنا إلى شط الأمان لإنهاء الانقسام”.
وتابع: “أنا أوجه نداءً إلى الجميع باسم أبناء شعبنا في الداخل، كفى لهذا الانقسام! فالاحتلال يرقص طرباً وفرحاً كلما تعمق هذا الانقسام، والتحدي أمامنا كبير، وأقصد تحدي الاحتلال من جهة وتحدي الإدارة الأمريكية وترامب من جهة أخرى. فالصعوبات أصبحت أكثر، وبالتالي آن الأوان لينتهي هذا الانقسام ولتتطابق الآراء”.
وختم بالقول: “فتح وحماس لها طروحات مختلفة، وأنا كرئيس للجنة القدس في القائمة العربية المشتركة والداخل، أقول أن القدس أيضاً بحاجة إلى موقف موحد من الفلسطينيين ومن العرب والمسلمين، وأعتقد أن هناك في النظام العربي من ما زال متلكئاً في أن يقف إلى جانب القدس التي تتعرض لعملية تهويد من قِبَل الاحتلال، ولكن الفلسطينيون ضربوا مثلاً في الصمود والمقاومة الشعبية السلمية، وانتصروا في ثورة البوابات الإلكترونية في باب الأسباط في المسجد الأقصى، ثم انتصروا في معركة كنيسة القيامة عندما أغلقوا مجمع الكنائس وتراجع بنيامين نتنياهو وبلدية الاحتلال. هذا هو النموذج الذي أثبت فعاليته ويجب تكراره”.
وفي حديث آخر لـ”شرق وغرب“، قال السفير الفلسطيني لدى بريطانيا مانويل حساسيان ان قرار الرئيس ترامب بشأن القدس “هو قرار جائر في حق الشعب الفلسطيني، والولايات المتحدة قد أخطأت خطأ فادحاً بأنها اتخذت هذا القرار، لأنه لا تستطيع قوة ثالثة في المفاوضات أن تضع حلولاً على المفاوضين من الطرفين. فاتخذت القرار الجائر بحق الشعب الفلسطيني، وأعلنت بأن القدس هي عاصمة إسرائيل الأبدية”.
وأضاف: “من هنا خسرت موقفها كمحاور، وكـ(Third Party)، وأعطت المجال إلى القيادة الفلسطينية وإلى الشعب الفلسطيني أن يرتأوا بأن الأمريكان ليس لهم أي نوع من التأثيرعلى المفاوضات لأنهم اتخذوا هذا الموقف التاريخي الخاطئ بالنسبة للولايات المتحدة”.
وتابع: “إذاً، نحن ننظر الآن إلى بدائل أخرى، إلى بدائل نحو المجتمع الدولي، إلى مجلس الأمن، إلى أوروبا، إلى تمثيل عربي وإسلامي في أي مجموعة تكون الطرف الثالث في أي مفاوضات مستقبلية ليس حول القدس، بل حول كل القضايا للحل الدائم”.
وأشار إلى أن “هذا الرئيس بموقفه العنجهي استطاع أن يضع النقاط على الحروف. خسمة وعشرين عاماً ونحن نرى أمريكا تماطل بتسويفها نحو إيجاد حل للقضية الفلسطينية. هذا أتى وأعطى الحل، والحل هو مع إسرائيل. إذاً، لا يوجد مفاوضات، ولا يوجد طرف ثالث، وصراعنا مع الإحتلال هو صراع وجود وليس صراع حول قضايا الحل النهائي”.
وفي حديث آخر لـ”شرق وغرب“، قال المحامي أسامة السعدي، محامي الطفلة عهد التميمي: “الاحتلال الإسرائيلي قام باعتقال عهد التميمي ووالدتها وابنة عمها، وقدموا لوائح اتهام بحق عهد التميمي ووالدتها، وقام الاحتلال الإسرائيلي بتمديد اعتقالها حتى نهاية الإجراءات القضائية”.
وأضاف: “في 16 من هذا الشهر ستكون هناك محكمة أخرى لعهد التميمي وستبدأ المحكمة بسماع الشهود. وبالطبع النيابة العسكرية لم تكتفي فقط بالحادثة الأخيرة التي رآها العالم كله عبر الفيديو التي قامت فيه بصفع جندي الاحتلال، وإنما قدمت لائحة اتهام من 15 بند وعادت إلى سنواتٍ سابقة حتى قبل أكثر من 6 سنوات أو سبع سنوات، وتوجه لها العديد من التهم من ضرب وقذف حجارة على قوات الاحتلال”.
وتابع: “عهد التميمي ترفض كل هذه المحكمة وتقول أنها لن تقبل بالتعامل مع هذه المحكمة الاحتلالية، وقالت جملتها الشهيرة في المحكمة الأولى:”فلينقلع الاحتلال”. هذا هو موقف عهد التميمي وكل أطفال فلسطين”.
وأشار إلى أن عهد “أصبحت رمزاً للنضال الفلسطيني وأصبحت أيقونة فلسطين، ونحن لا نتأمل العدالة من المحكمة التي هي ذراعاً للاحتلال الإسرائيلي، وعهد مصممة مثل كل أطفال فلسطين، على الاستمرار في النضال من أجل نيل الحرية والاستقلال”.
وعن إن كان هناك أملاً للإفراج عنها، قال: “لا أعتقد في الفترة القريبة سيكون هناك افراج، فالاحتلال مصِرّ عبر تعليمات من وزير الاحتلال أفيغدور ليبرمان الذي قال أن عهد التميمي يجب أن تكون في السجن ولذلك لا أعتقد في الفترة القريبة سيكون هناك افراج عن عهد التميمي”.
شرق وغرب اللندني