عاطف أبو حجر يكتب ….الشعب السعيد

لو أردنا أن نتحدث عن الشعوب السعيدة، بالتأكيد نحن منهم.
من قال إننا شعب "كشِر" وغير سعيد؟ صدّقوني، خلف هذه "الكشرة" تكمن كل معاني السعادة للمواطن الأردني.
والأمثلة كثيرة لا تُحصى ولا تُعدّ:
الأردني إذا استلم راتبًا كاملًا بدون أي اقتطاع لقرض أو لكفيل، يتخيل نفسه واصلة حوالة بالغلط من الصين، ومش مبين صاحبها، طبعًا مؤشر السعادة هنا بكون مسكّر فل.
وإذا غيّر زيت سيارته "الكيا سيفيا" وغسلها، بقول: "صوت ماتور السيارة مثل النحلة وحتى مشيتها تغيّرت!"، ويكون مبسوطًا على "سنجة عشرة".
وإذا دفع المسقفات في نهاية السنة وقت إعلان البلديات عن الخصومات، يشعر بنشوة الانتصار.
وإذا شحن تلفونه، بشوفها تعادل وحدة دم.
وإذا جدّد رخصة السواقة، يشعر أنه بطل براليات مرتفعات الرمان.
وإذا جدّد بطاقة التأمين الصحي، يقول بكل ثقة: الضغط والسكري تمام التمام، حاسس "صحتي مثل الحصان!".
وإذا دفع فاتورة الكهرباء، بتشوف النور يَشعّ من وجهه، واحتمال لو سلّمت عليه يصير يضرب كهربة.
وإذا اشترى آخر الشهر "مِعلاق" وحمّسته أم العيال مع راسين بصل، بقول: "هون آخر الدنيا!".
فكيف، ومع كل هذه المشاعر الجياشة، تقولون إن مؤشر السعادة عند المواطن الأردني متدنٍ؟
يا جماعة الخير، لا تقيسوا سعادة الأردني بالمؤشرات العالمية، ولا بتقارير المنظمات الدولية، قيسوها بابتسامة الرضا بعد دفع الفاتورة، وبفرحته لما الراتب يوصل كامل!
فالأردني — رغم التعب، ورغم الكشرة — يعيش سعادته على طريقته الخاصة، يضحك من قلب الوجع، ويصنع من أبسط المواقف نكهة فرحٍ لا يعرفها سواه.
نعم أيها السيدات والسادة...
نحن شعب سعيد، مش كشر،وضحكتنا دايمًا حاضرة،بس مش فاضين نضحك!.