facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الثقافة الحزبية ودورها في تعزيز العمل الحزبي

الثقافة الحزبية ودورها في تعزيز العمل الحزبي

القبة نيوز - بقلم  الباحث في الشؤون السياسية والاقليمية لافي العمارين 

تتعدد المفاهيم التي يتداولها ناشطوا الاحزاب السياسية، ويربطها البعض بمعايير واهداف محددة سواء فردية او جمعية، فالبعض يربط المفهوم بألية عمل حزب معين والبعض يقترن مفهومة بمدى اتساع رقعة الحزب سياسياً وديمغرافيا ويذهب آخرون الى ربط الثقافة الحزبية بالنشاط السياسي فقط، أن النمط الفكري العربي لا زال مؤثرا فاعلاً على نمط الثقافة والوعي الحزبي، ومرد ذلك ان الثقافة الحزبية تبتعد عن العملية البنيوية للأحزاب السياسية والغايات منها 

تعرف الثقافة حسب روبرت بيرستد بأنها " الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه، او نقوم بعملة، او يمتلكه أعضاء في مجتمع ما"، بهذا التعريف فالثقافة ظاهرة مركبة ذات عناصر سلوكية ومادية وفكرية، وقياساً على هذا التعريف فالثقافة الحزبية لدى المجتمعات العربية لن تخرج عن إطار الفكر العربي الذي يرتبط بالأيدولوجيا وبالعادات والتقاليد وان كانت من حيث الجانب القانون تأخذ مساحة أوسع في العمل، وبالتالي تتعدد محددات الثقافة الحزبية وابرزها ربطها بالنشاط السياسي، في وقت أن العمل الحزبي يتطلب حيز من التنوع في مفاهيمه والابتعاد عن حالة الثبات، فالحزب في تكوينه هو مجتمع صغير وجزء من مجتمع أخر، وبالتالي تتعدد ثقافات افراد الحزب الواحد وخاصة في الدول ذات التعدد في مكونات مجتمعها 

من هذا المنطلق لا يمكن ان تتبلور افكار افراد الحزب مالم تتسق هذه الافكار مع ركائز ثقافته، وعلى العكس من ذلك لا يمكن فصل العمل الحزبي عن الثقافة الحزبية ومدى فهم المجتمع والافراد ديناميكية العمل الحزبي، يمثل العمل الحزبي احد مدخلات ثقافة الفرد المتغيرة، فيما تلعب ثقافته الاصيله الدور الابرز في مدى تقبله لهذه الافكار المتغيرة ومرد تغيرها لاستنادها لقوانين وتشريعات موضوعه تتبدل حسب المتغيرات الزمنية 0

ان الثقافة الحزبية تخلقها الاحزاب الفاعلة ذاتها لإكسابها لأعضائها والتي بدورها تنعكس على افراد المجتمع، فألية عمل الحزب هي من تحدد حجم ثقافة ووعي افراده وبالتالي مجتمعه، ولخلق مثل هكذا ثقافة لابد للحزب إياً كان نوعه زيادة نشاطه التوعوي بين صفوف المجتمع الفاعل فيه، وهنا نتحدث عن اساليب ووسائل وبرامج كثر في هذا المجال، لعل من ابرزها مكون البرنامج الحزبي ذاته وعن محتواه واليات تنفيذه ، فالأحزاب ذات البرامج والاهداف المحددة تكتنف ثقافتها الحزبية المحدودية، فكلما اتسع برنامج ومشروع الحزب زادت أطر ثقافته الحزبية التي يمكن ان تعمم في المجتمع 

ان الاحزاب ذات البرامج الوطنية الشاملة وذات مشروع وطني يسعى للصالح العام، تحتاج لبث الثقافة الحزبية كعملية بناء كيان شامل، اساسه المفاهيم الثقافية التي تدور في نطاق الاعمال الحزبية والسياسية، فمن الخطأ تصور هذه الثقافة بمدى فهم الفرد لوظيفته التي يؤديها داخل الحزب بل للعمل ضمن منظومة جمعية ذات دور تكاملي 

تمثل الندوات والمحاضرات التعليمية والمؤتمرات، الاداة التي يجب على الاحزاب العمل من خلالها لتعزيز المفاهيم الحزبية وربط هذه المفاهيم بطبيعة المجتمع الايدولوجية والعقائدية واعرافه وتقاليده، وتمثل مشاركة الحزب لواقع مجتمعه على الارض المنفذ الاهم لتوسيع رقعته الديمغرافية، وعدم التقوقع في دائرة الهدف المحدد، ان الحزب البرامجي لابد له من مشاركة قضايا مجتمعه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتعليمية والامنية وغيرها لأن أساسه برنامج وطني شامل، يسعى لتحقيق رفاهية المجتمع وضمان أمنه وهنا تتفاوت اليات الاحزاب في تحقيق هذا الهدف الاسمى للحزب، فالبعض يراها تتحقق من خلال الوصول لسلطة، والبعض من خلال الاكتفاء بالمشاركة فيها، والبعض يرى الاهمية تكمن في ألية صنع القرار، او التركيز على الجوانب التنموية من خلال النشاطات الاقتصادية والقطاعات الانتاجية والمساهمة في جلب الاستثمار لتعزيز القوة الحزبية على صعيد الوطن 

يمثل انسجام الحزب مع الكيانات الحزبية في توحيد المواقف، ومشاركة منظمات المجتمع المدني اقتراح الحلول وتبني افكاره ونقل معاناة المواطن لأصحاب الاختصاص من أهم معززات ترسيخ ثقافة الحزب، وتعزيز تأثيره على الساحة التي يعمل بها ضمن اطار الدولة، وبقي القول ان نشاط الحزب ذاته بكافة أشكاله ضمن قانون الاحزاب وثوابت الدوله، هو المعزز للثقافة الحزبية، ويولد القبول لدى افراد المجتمع للانسجام والاتساق مع المفاهيم الحزبية، ويولد لدى الافراد ارادة المشاركة السياسية من خلال المشاركة الحزبية 

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير